المقالات

رثاؤك فوق ماطاق الكلام وذكرك فوق ما تاق الأنام

بسم الله الرحمن الرحيم
كله على ربك ..
كلمة ستلقى بها ربك ..

(…رثاؤك فوق ماطاق الكلام
وذكرك فوق ما تاق الأنام

وقد حاولت في التأبين جهدي
فإن قصرت عنك فلا ألام

عجزت عن ثناءك وأنت حي
فكيف به وقد كبر المقام )

يهتز القلم بين أصابعي المرتعشة ..ويسيل حبره دمآ لا دموع كلما هممت أن أخط عنك أسطر في سفر المراثي.
فالخطب عنك جلل .. والمصاب فيك عظيم
فلا أنا أستطعت حديثٱ… ولا الأقلام طاوعتني في الكتابة

( كلانا في ذهول ما إستفقنا
أناعي وهاتيك القلام )

فكيف ارثيك ياعظيم الإباء .. ؟!
وهل يرثى الجلال والكبرياء ؟!

وهل يستطيع الكلام مني أن يوفيك قدرآ يا أصيل الوفاء؟!

لكنه موقف جليل.. ومقام عظيم..
و لابد فية من بوح ونوح.
ودمع غال لا يصح.
إلا على الرجال الرجال

الرجال الذين
كانت حياتهم موقف
وكان موتهم موقف ..
وبين الموقفين..
يقف الأسد
عبداللطيف السيد طودآ شامخآ
وفارسآ لايشق له غبار
تعرفة ساحات الوغى ويعرفها.
بطلآ .. لايخشى الموت ..
ومهاب لايهاب الردى

فإن كان الموت الأسود قد نال منه هذه المرة .. غدرآ ..
فقد نال عبداللطيف منة مرات .
مواجهة ونزال ..
وما كان لهذا الردى الأسود أن يطاله إلا عن طريق الغدر والخيانة
وهل غير الخيانة تستطع قتل مثل هؤلاء الرجال؟؟

وهل يملكون ..
غير الخيانة والغدر..
أسلوب حياة يعيشون بها ..
ووسيلة موت يواجهون بها الأبطال.
ثمان من محاولات جبانة غادرة ..
فضحهم السيد بها …
وأظهرهم جبناء. وضعفاء أذلة .

ثمان من محاولات غادرة ..
كل مرة تأخذ منة جزءآ .
جزءآ من جسدة .. من اخوانه و من رجاله..
وفي كل مرة يبقى السيد واقفآ ..أبيآ .. صامدآ
.كطائر الفينيق يخرج من تحت رماد المتفجرات والمفخخات التي زرعوها…

.. فيعود أسدآ يزأر …
يرهبهم .. ويقض مضاجعهم .. ويتخطفهم كالموت من كل مكان.. وبدون ٱن وزمان…
هم خوفآ ورعبآ منه يموتون على قيد الحياة !
وهو يسطر حياة حافلة بالإقدام والإباء والفداء… والتضحية..
ملحمة عظيمة بكل معنى الحرف والكلمة والبندقية ..
سيرة حياة ..ومسيرة مجيدة سيتناقلها الاجيال… ويرويها الأبطال للأبطال..
عن عهد الرجال للرجال….
وقصص بطولة من ضروب الخيال.
عن عهد للوفاء متصل…
وسلسلة من الشهداء متواصلة لن تتوقف إلا بوطن حر عزيز مستقل خال من الإرهاب والأذناب..
كما أرادها السيد وللسيد ما أراد
ف( إذا الشعب يومآ أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر . )

. إلى هنا واردت التوقف عن الكتابة فلم استطع. !
. .. فهكذا حين يكون الكلام عن الرجال العظام. .
يصعب عليك أن تبدأ.. ويصعب عليك التوقف
فلم أشعر بالإكتفاء…
.ولم أرد إليه بعض من الوفاء
ولن أستطيع وان حاولت. .

.. ومن القلب زفرة ..

(( أه يا أهل البلد . .
أه يا أهل البلد . .
كم هو صعب
على الإنسان فقدان السند.

مر هو الموت ..
ومقبرة هذا الوطن
الذي نلقاة في شكل الكفن))
كفن ضم جزء من وطن
ورحيل صعيب على روحي ..

فقدان تشعر معه بفقدانك
لجزء منك.. من جسدك.
وبعضآ من روحك .

فقدان يشعرك بأن الحياة لن تكون في نظرك مثلما كانت حين كان ..

.. ولكن يبقى لنا العزاء.
أنه كان قد نذر نفسة فداء..
فداء لوطن خال من الإرهاب والإرهابيين. وأعلنها صريحة منذ البداية.
إنها معركته الشخصية ..
زار بها هذا الأسد الجنوبي في وقت تقطعت فيه ألسنة قادة الدولة ومشايخها حينها ولم يستطع أحد منهم أن يقول فيهم كلمة واحدة!!
ومن يستطيع وقتها أن يقول :
(أن الثأر بيني وبين القاعدة ثأرآ شخصيآ.
وان كل إرهابي منهم أو على صلة بهم هو هدف لي)!!
غير البطل عبداللطيف السيد
الذي صدح بها في وقت كان فية وحيدآ .. منفردأ لايملك سوى نفس عزيزة وبندقية وبعض رجال.

فأي عظمة يمتلكها هذا الرجل؟!!
وأي شجاعة وأي بسالة لدية؟!!
إنة موقف عظيم مثل حياة نضالية كاملة كان السيد قد إختتمها منذ البدء معلنآ شهادته
كفنه على كتفه وبكفه البندقية.

أتاني إلى منطقة عامودية معايدآ ثاني أيام عيد الأضحى الفائت. ..
وصل عندي وحدة على سيارة جيب صغيرة لا يرافقة غير سائق ومرافق واحد فقط. . فقط…!!
ف عاتبته خوفا وحرصا عليه..
وقلت له :
أجننت ؟ !!
ألا تعلم من أنت ؟؟
ومن يطلبك..؟
فقال لي هادئآ مبتسمآ كعادتة..
لاتقلق…
الأمور باذن الله طيبة
وكله على ربك.
. كله على ربك
كلمة إختصر بها مسيرة حياة لبطل يتخطفة الموت الأسود من كل جانب ..
وهو غير ٱبه به..
يرى
الأمور طيبة.. وكله على ربك ..

نعم : كله على ربك..
كلمة. عظيمة ستلقى بها ربك

.. سيدي. .
وقائدي
وأخي.
ورفيق درب الإخاء والإباء والوفاء.

نجدد لك العهد ..
عهد الرجال الرجال الذي قطعه للجنوب رئيسنا القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي وقطعناه معه ومعك ولك ولكل شهداء الجنوب منذ البدء و حتى يوم اللقاء.

إننا على دربك سائرون فداء وتضحية من أجل وطن خال من الإرهاب وأهله.

وكله على ربك
اخوك عبدالعزيز عبدالرحمن علي الجفري

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى