هل ستكون التسوية السياسية القادمة مع الحوثي على حساب الجنوب؟
قال نائب رئيس الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي انيس الشرفي أنه يأمل أن لا تغيب عن فكر القوى السياسية المحلية والأطراف الإقليمية والدولية، هذه الحقائق التاريخية من واقع التجربة في الشمال، قبل عام 1990م ثم في اليمن عقب الوحدة: في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ومع بداية تشكل النظام الجمهوري في الشمال (الجمهورية العربية اليمنية)، وجدت مناطق الأغلبية السنية (شوافع الشمال)، بأن النظام الجمهوري لم يفرق كثيرا عن نظام الإمامة فقد ظلت الهضبة الزيدية هي المتحكمة في مراكز القرار الجمهوري. إذ طالب البيضاني باقتسام السلطة مناصفة بين الزيود والشوافع، فتم تعيينه نائب للرئيس حينها، لفترة محدودة وما إن ذهب في رحلة عمل خارج البلاد، تم إقصاءه من منصبه ووصموه ب “الطائفي العنصري”، ثم قضوا على حملة تلك المطالب بدعوى العنصرية الطائفية.
وأضاف: من ثم ظهرت مطالب النعمان في تعز بأن يتم إحداث توازن في تقاسم السلطة بين المناطق، فلا يكون الرئيس ونائبه أو الوزير ونائبه من نفس المنطقة، فتم وصمه ب “الانفصالي” وشيطنوه ثم شنوا حربا عسكرية عليه وعلى أتباعه، بدعوى التمرد والانفصال. وفي التسعينات دخلت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مشروع وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، على أساس الشراكة والديمقراطية والنظام الجمهوري والأخذ بمحاسن نظامي الدولتين، فقوضت صنعاء مشروع الوحدة، فاختلف الشركاء وتحاوروا في محاولة لترميم ذلك المشروع وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق، فانقلبت عليها صنعاء، وأجهضت مشروع الوحدة، وأنهت الشراكة، بدعوى محاربة التمرد والانفصال مرة أخرى، وفرضت نظام الزيدية وحكمها ونفوذها بالقوة، ولم تبقي من الديمقراطية سوى الشعار فقط، وتكرر الأمر ذاته عقب حوار موفنبيك 2014م، فهل من معتبر؟
وأوضح أن ما يقوم به العليمي اليوم والتحالف العربي -بموافقة قوى إقليمية ودولية – من محاولة تقسيم الجنوب وتمزيق المجتمع الجنوبي، وتجزئة قضية شعب الجنوب، بدعوى مواجهة دعوات الانفصال، متجاهلين حقائق التاريخ، لن يخدم سوى الحوثيين إذ يسهم في ترسيخ نفوذ وسيطرة قوى الزيدية. وهو ما يعني إن ذلك النهج سينعكس ضرره على محافظات الوسط والشمال بشكل أعمق وأكثر تأثيرا.
وأشار الشرفي الى أن الجنوبيين لديهم مشروع وطني وستفشل وتتبدد كل محاولات الالتفاف عليه، وستقام دولة الجنوب، بعون الله وتوفيقه ثم بعزم وإصرار رجاله. فلا تدعون عداءكم للانتقالي، وحربكم ضد مشروع استقلال الجنوب واستعادة وبناء دولته المستقلة، يعميكم عما تقدمونه من خدمات لتمكين الحوثيين خاصة والهضبة الزيدية عامة، على رقابكم ورقاب أبناءكم وأحفادكم في مناطق السنة بالشمال لعقود قادمة.
من جانبه أكد الصحفي أمجد يسلم صبيح ان لن تكون التسوية السياسية القادمة مع الحوثي على حساب شعب الجنوب، من يريد ذلك يعمل تلك التسوية من حساب شعبة…
وقال أن الجنوب لن يقبل بذلك ولن يقدم أي تنازلات لتلك المليشيات ومثلها لتلك العناصر التي هربت وسلمت محافظات الجمهورية العربية اليمنية للحوثي، كل الهجوم اليوم على المجلس الانتقالي الجنوبي من تلك العناصر الهاربة لأجل أن يقبل الجنوب بتلك التنازلات التي أعدت، لكن لن يقبل الشعب ولا القيادة بذلك لأننا حققنا النصر، وارتوت أرضنا بدماء الشهداء
المصدر