اخبار محليةصحيفة 4 مايو

هل اثرت التقنيات الحديثة في اتساع الفجوة بين علاقة الآباء بالأبناء؟

4 مايو / استطلاع: مريم بارحمة

تعد العلاقة بين الآباء والأبناء من أقوى العلاقات البشرية، وتشكل أهمية قصوى في تعزيز بناء الأسرة التي تعد المسؤول الأول عن تربية ورعاية الأبناء، وهي أهم مؤسسات المجتمع وعماده. وأولى ديننا الإسلامي الحنيف اهتمام كبير بهذه العلاقة وطبيعتها؛ لما لها من أهمية في تنشئة الأبناء على احترام الآباء وحماية الأبناء من الانحرافات في الأفكار والمعتقدات والأخلاق، فكانت العلاقة متينة وقوية، ولكن في العقود الأخيرة ومع انتشار التقنيات الحديثة بدأت تضعف العلاقة بين الآباء والأبناء فما أسباب هذا الضعف؟ وهل أثرت التقنيات الحديثة في اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء؟ وما دور المؤسسات التربوية في المساهمة في توطيد العلاقة بينهم؟ وما أهمية العلاقة بين الآباء والأبناء في حمايته الأبناء من مختلف أنواع الانحراف؟ وهل فتح قنوات للحوار بين الآباء والأبناء يحمي الأبناء من الانحرافات؟ وكيف يمكن توطيد وتمتين العلاقة بين الآباء والأبناء كما كانت في الزمن الماضي؟
 للتسليط الضوء على هذه التساؤلات التقينا بنخبة من التربويين والإعلاميين والمختصين وخرجنا بهذه الحصيلة:

-ضعف الوعي

تقول الدكتورة حفيظة صالح الشيخ، الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم :” هناك أسباب كثيرة لضعف العلاقة بين الآباء والأبناء لعل أهمها ضعف الوعي لدى الآباء بأهمية وجود علاقة صداقة مع أبنائهم مع الحفاظ على هيبة الأب وسلطته، كذلك اختلاف الاهتمامات بين الأبناء والآباء، وميل الآباء إلى تناول القات يوميًا؛ مما يبعدهم عن البيت لأوقات طويلة وأيضا وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تخلق نوعا من التباعد والاغتراب في إطار الأسرة الواحدة”.

-العادات الدخيلة

بينما الصحفي الأستاذ فاروق احمد العكبري يقول:” ضعف العلاقة بين الآباء والأبناء لها أسباب كثيرة منها: دخول عادات جديدة دخيلة على مجتمعنا وتأثر الجيل بها، وضعف الوعي والتربية من الطفولة، واحتكاك الأولاد بغيرهم من الأولاد الذين لهم نشأة في الشوارع أكثر من البيت، وعدم وجود الرقابة الأبوية، كذلك لا يوجد توعية في المدارس تسهم في تعزيز الترابط الأسري”.

-الانشغال بالجوالات

بدوره الناشط السياسي الأستاذ محمد العمري يقول :” أثرت التقنيات الحديثة في اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء وبشكل كبير، الكل منشغل بما يروق له ولم تؤثر على الأب وابنه وانما أثرت على الجميع حتى في المجالس العامة الكل منشغل بجواله، ولم نعد نرى متابعه لحديث المجالس رغم ان فائدتها أكثر بكثير من الانشغال بالجوالات وغيرها”.

-تأثير كبير

وتؤكد الأستاذة أمل احمد محمد المصلي، رئيسة مؤسسة امل لرعاية الأيتام والفقراء والاعمال الإنسانية قائلة :” نعم تأثير التقنيات الحديثة كبير جدا، حيث عملت فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء، وأصبح كل واحد منهم في وادي، وفي عالم خاص به، لا يتكلمون مع بعض إلا بالضروريات فقط، وكل اوقاتهم على أجهزتهم”.  

-ضياع سلوكيات الارتباط

وتضيف الأستاذة نادرة مصطفى حنبلة، نائب مدير إدارة المرأة والطفل بالعاصمة عدن، رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد المرأة والطفل بالتوهي:” اثرت التقنيات الحديثة تأثيرًا كبيرًا في العلاقات السائدة في إطار الأسرة بالبيت، وأسهمت في أحداث فجوات كبيرة بين الآباء والأبناء الكل مشغول بالجوال، والحوارات بين الأسرة لم تعد متواجدة فلا نصح ولا حوار، وبالتالي ضاعت سلوكيات الارتباط العاطفي بين الأفراد في الأسرة”.

-بناء جيل قوي

ويتحدث أ. فاروق عن دور المؤسسات التربوية في المساهمة في توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء قائلاً :” دور المؤسسات التربوية هو بناء جيل قوي من خلال توعيتهم وتعزيز الترابط الوثيق بين الوالدين، والخروج عن طاعتهم يعد من الكبائر التي يرفضها المجتمع؛ لأن ضعف الترابط الأسري يؤدي إلى انحراف الأولاد وينشأ جيل غير واعي ومتخبط”.

-تعميق الشعور بالانتماء

بينما تضيف د. حفيظة:” على المؤسسات التربوية أن تعمق الشعور بالانتماء لدى التلاميذ منذ المراحل الدراسية المبكرة وحتى المراحل الثانوية: الانتماء للوطن وللدين وللأسرة بحيث يتحول الشعور بالانتماء إلى عقيدة وقناعة في نفوس الأبناء ويصبح سلوك ومنهج حياة”.

-الصداقة والثقة

 وعن دور العلاقة بين الآباء والأبناء في حماية الأبناء من الانحرافات تقول أ. أمل:” أفضل طريقة أن يقوم الآباء بمصادقة الأبناء، وأن تكون بينهم ثقة وصداقة وثيقة قوية يستمع الآباء بسعة صدر للأبناء بدون توبيخ أو مجارحة، ويقدموا النصيحة بطريقة الصديق المحب”.

-حصانة عاطفية

وترى أ. نادرة: أن الارتباط العاطفي وتواجد الأب والأم يُكون عند الطفل حصانة عاطفية تمنع عنه أي تنمر واحتكاك غير سوي، وبالتالي يحميهم من الانحرافات، والمخدرات.

-الجدولة والتنظيم

ويقول أ. محمد:” يجب وضع جدوله لكل شي متى نجلس مع بعض، ومتى نستخدم التقنية، ومتى نذاكر دروسنا، ومتى نرتاح، وهذه مسؤولية الأب والأم مسؤولية مباشرة، ولكن نرى الكثير وليس الكل تخلى عن مسؤوليته تجاه أبناءه”.

-خلق الألفة والاطمئنان

  وبخصوص دور قنوات الحوار بين الآباء والأبناء في حماية الأبناء من الانحرافات تقول د. حفيظة :” أن الحوار يختصر المسافات بين الآباء والأبناء ويقرب بينهم، ويخلق الألفة والاطمئنان بدل من هيبة الوالدين وعدم الاقتراب منهم. تقع المبادرة للحوار على عاتق الأبوين؛ ليطمئن الأبناء ويصبحوا صفحات مفتوحة أمام الأهل يسهل قراءتها وفهمها، وتصحيحها عند منعطفات الخطر”.
 
-الاحترام المتبادل

ويؤكد أ. فاروق قائلاً:” لابد من ايجاد ترابط قوي من خلال قواعد اساسية في التربية والحوار والاحترام المتبادل يحمي الأولاد من الانحراف إلى جوانب واتجاهات اخرى يرفضها المجتمع، وتستغل تلك الفجوة جهات مارقة تعبي أفكارهم بأفكار تخرج عن ارادة المجتمع والوالدين”.

-القدوة والتنظيم

وعن كيفية عودة العلاقات المتينة المبنية على الاحترام بين الآباء والأبناء بدوره أ. محمد العمري يتحدث:” على الأب أن يحد من استخدام التقنية كقدوة للأبناء، وان يبرمج لهم أوقاتهم، ويلزمهم بها مع اعطائهم الوقت المناسب والمريح لاستخدام التقنية، شريطة آلا يكون على حساب وقت الأسرة وترابطها”.

-الحب والتفاهم

بينما تقول أ. أمل المصلي :” يمكن توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء بالحب والتفاهم والصدق والقدوة الحسنة”.

-المودة والحوار

وتقترح أ. نادرة حنبله لتوطيد العلاقة بين الآباء والأبناء:
1-إضفاء الحب والمودة والعلاقة الطيبة والحنان.
 2-عدم انشغال الأب والأم عن ابنائهم بمجالس القات وغيره.
3-تدريب الطفل على كيفية استخدام الجوال أن اضطر الأب لذلك وتحديد الفترة ولماذا يستخدمه.

4-فتح حوارات ولابد أن تكون وقت الوجبات وزمنها يحترم، وتستغل في طرح بعض التعليمات، وأمثلة عن سلوكيات خاطئة حدثت لأشخاص للنقاش والتفكير بالحل.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى