الحوثيون يستغلون ملف حقوق الانسان.. يريدون الشمال دولة والجنوب مصدراً
استغلت المليشيات الحوثية ملف حقوق الإنسان وفقا لما تقتضية الحاجة خدمة لكيانها، وتكثفت المساعي الإقليمية والدولية للتوصل الى حل سياسي شاملا للازمة في اليمن في الآونة الأخيرة والوفد العماني غادر صنعاء دون الإعلان عن نتائج الزيارة التي استغرقت أربعة أيام.
وقالت مصادر سياسية ان مليشيات الحوثي تمسكت بشروطها التعجيزية المتمثلة بصرف الرواتب لعناصرها وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء دون رقابة لتسهيل وتمرير شحنة السلاح .
ورفض القيادي الحوثي المدعو “مهدي المشاط” خلال المشاورات التفاوض حول بند المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة زاعما انها استحقاقات إنسانية لإثبات الجدية في السلام، وكعادته هدد بتسعير الحرب ردا على عدم تنفيذ اشتراطات المليشيات قائلا ان صبر ميلشياته اوشك على النفاذ وان الوقت ليس مفتوحا امام الحكومة على حد تعبيره.
وتأمل الأمم المتحدة البناء على الظروف الحالية الشبيهة بالهدنة من اجل تمهيد الطريق لعملية شاملة لإنهاء هذه الحرب بشكل دائم وكان المبعوث الاممي الى اليمن “هانز غوتنبرغ” ابلغ مجلس الامن في احاطته الأخيرة بان اطراف الحرب تواصل اظهار الاستعداد للبحث عن حلول لكنه اكد الحاجة الى ترجمة ذلك الى خطوات ملموسة.
جولة التفاوض:
ويأتي انهاء الوفد العماني زيارته الى صنعاء عقب وصول الجهود الدولية والإقليمية الى طريق مسدود نتيجة العراقيل التي وضعتها مليشيات الحوثي في طريق السلام، ويرى مراقبون ان تصعيد مليشيات الحوثي مؤخرا بهجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطيران المسير ضد الاعيان المدنية وفي جبهات القتال يعيد الأوضاع الى مربع الصفر ويهدد بإشعال الحرب مجددا.
قال المحلل السياسي- سعيد بكران “جولة التفاوض والجهود العمانية بلا شك تأتي في نطاق زمني مختلف، الجماعة الحوثية تشعر بحرج شديد امام سكان المناطق التي تسيطر عليها وهناك أصوات ترتفع تحركات نقابية واضراب للمعلمين بدا الناس يتحدثون، وفي أي سلطة تأخذ الضرائب وتدخل في خزينتها مليارات ونفس الوقت لا تلتزم بخدمات ولا تقوم باي عمل”.
وتابع.. “الحوثي لا يسعى للحصول على الموارد بل يسعى الى شرعية الموارد والنزاع القائم والتعثر بسبب الحوثيين الذين لا يريدون ان يحصلوا على موارد معينة من الدولة او من الشرعية تجعل منهم موظفين بل يبحثون لانتزاع الورقة الأهم من خصومهم وهي ورقة الشرعية الدولية”.
وأضاف في حديثه لبرنامج “بتوقيت عدن” على قناة “الغد المشرق”.. “الأطراف الشمالية في مجلس الرئاسة او الشرعية التي ترفض الحوثي وتخشى ان يكون رفض الحوثي سبيلا لحصول المجلس الانتقالي والجنوبيين على الاستقلال حتى في الإدارة الذاتية، والمأزق هو بقاء البلاء موحد كما يرونه وبالتالي الحفاظ على الحوثيين وجرهم للشرعية حتى يكونوا عونا على الجنوبيين والمحافظة على الوحدة اليمنية وسيؤدي ذلك الى تسليم الشمال الى جماعة الحوثي الكهنوتية للابد وهزيمة الشمال”.
ثروات سيادية:
قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي- منصور صالح “لم نكن في يوم من الأيام عامل معرقل لعملية السلام لكن حين نتحدث عن الموارد والثروات الجنوبية فهي موارد سيادية تخص شعب الجنوب وقيادته السياسية متمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي ولا يحق لأي احد ان يصل الى أي تفاهمات هدفها النيل من الثروات او من السيادة الجنوبية على ثرواتها”.
وتابع.. “اليوم هناك من يحاول ان يلغي وجود وتمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي ويلغي شعب الجنوب بأكمله والدخول في حوارات تتعلق بثروات شعب الجنوب ارضا لمليشيات الحوثي التي تمادت في تطاولها على شعبنا عسكريا واقتصاديا وتطالب بما ليس لها”.
“المجلس يؤكد ان هذه الثروات سيادية واي اتفاقات حولها لن تجد طريقها للتنفيذ ولن يقبل بها لا المجلس الانتقالي ولا شعب الجنوب ولا القوات المسلحة الجنوبية الحامية للجنوب ارضا وثروة وشعبا”.
المصدر