العطاس : لست مع اعلان العليمي منح حضرموت ودون سواها الصلاحيات الكاملة للحكم المحلي
لم أتوقع أن الرئيس حيدر أبوبكر العطاس، مازال بتلك الذاكرة السياسية الحية من جهة ويمتلك من شجاعة الطرح وصراحة الرأي، بمستوى ماجاء في حديثه بالحلقة الثالثة من حواره التلفزيوني مع قناة حضرموت الحكومية، من جهة أخرى ، وخاصة حينما طالب بضرورة مصارحة التحالف حول ماهية الحل باليمن، وأعلن موقفه الرلفض بكل صراحة ووضوح، لفكرة تأسيس مجلس حضرموت الوطني، على حساب مؤتمر حضرموت الجامع الذي قال أنه شخصيا مع التمسك به وتفعيله كمظلة جامعة لكل الأطياف الحضرمية بعيدا عن الحزبية، وبعد حصوله على اعتراف دولي وإقليمي ومحلي وأصبح اليوم ممثلا في الحكومة والفعاليات المختلفة، وإعادة تشكيله ليستوعب الجميع دون إقصاء ويواكب طبيعة المرحلة، بدلا من الذهاب نحو تشكيل كيان جديد قال ان حزب الإصلاح يهيمن عليه، وأنه سيشتت وحدة الحضارم ويعزل حضرموت عن محيطها الجنوبي، رغم تأييده لحق حضرموت في ان تحتفظ بخصوصياتها الحضرمية لقاءات أبنائها الجامعة لها ككيان مستقل منذ ماقبل الاستقلال ومطلع عشرينيات القرن المنصرم، وأن تحافظ على وحدتها وتاريخها المذكور بالقرآن الكريم والكتب السماوية والنقوش التاريخية، وكينونة بقائها لوحدها كحضرموت، ضمن كل الدويلات اليمنية المندثرة.
وطالب العطاس، من الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي وكل القوى الوطنية، بضرورة مصارحة التحالف حول مستقبل الحل باليمن وهل من الممكن أن ينصاع الحوثي للسلام ويصبح مكونا سياسيا مشاركا في السلطة كغيره..ام هناك من معركة حسم عسكري مقبلة؟ جازما بأن الحوثي لن يتخلى عن مكاسبه الكبيرة من الحرب ولن يقبل إلا أن يكون حاكما ومرشدا أعلى على الطريقة الإيرانية، في حين أكد أن من الظلم والقهر والاجحاف،أن يخذل الجنوب بالمقابل، أو يجبر على التخلي عن مكاسبه الكبيرة أيضا في أي حل ممكن بعد أن قدم التضحيات لتحرير أرضه وأصبح لديه اليوم مكونا سياسيا ممثلا بالانتقالي الجنوبي الذي مازال بحاجة إلى المزيد من التقارب مع كل المكونات والقوى الجنوبية،كون مؤتمره الوطني الجنوبي وميثاقه العام لم يستوعب الجميع حقيقة.
وأوضح العطاس انه سبق وأن تلقى دعوة من الجانب الأمريكي لحضور فعاليات وجلسات عدة بلندن لمناقشة الوضع في الجنوب وطلب منه الانجليز ضرورة تشكيل الجنوبيين كيانا جنوبيا كممثل سياسي للقضية الجنوبية وتلقى في عام ٢٠١٩ اتصالا من الجانب الأمريكي لحضور جلسات نقاش حول القضية الجنوبية، على أعلى المؤسسات وطلب منه أيضا يضرورة وجود حامل سياسي للقضية الجنوبية، وتفاجأ، بعد ذلك يتلقى اتصالا من الجانب الروسي يحث على ذات الطلب، مادفعه والرئيس الأسبق علي ناصر محمد وعبدالرحمن الجفري وقيادات جنوبية أخرى سابقة بالمنفى الي التشاور واعلان كيان سياسي، لكنه لم ينجح بسبب اعتراض التحالف والشرعية عليه وذهاب الامارت والسعودية إلى دعم انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي الذي كان محافظا لعدن ونائبه هاني بن بريك الذي كان وزيرا في الدولة، قبل أن يتخذ الرئيس السابق هادي، موقفا رافضا للمجلس ويرد باتخاذ قرارات إقالة للمحافظين والمسؤولين الجنوبيين الذين انضموا إلى المجلس الانتقالي كحامل سياسي للجنوب ة، معترف به دوليا إقليميا وممثلا في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وله حضوره العسكري السياسي داخليا وخارجيا وليس من مصلحة الحضارم اتخاذ موقف عدائي له، بعد أن نجح رئيسه عيدروس في أخذ فكرة انشاء مكون سياسي لتمثيل القضية الجنوبية وباركنا خطوته.
وكشف العطاس لأول مرة عن وجوده بأمريكا، عند اندلاع حرب صيف١٩٩٤م على الجنوب، وتلقيه اتصالا من الجانب الأمريكي وهو في “المصحة” يبلغه بأن الحرب قد اندلعت بين علي وعلي.. وأن الامريكان طلبوا منه يومها بضرورة التواصل معه العليين لإيقاف الحرب، الا أنهما رفضا ذلك،
وقال أنه عاد لابلاغ الامريكان بأنه قدم رؤية حل متمثل بنظام الحكم الفيدرالي وعليهم الضغط لتمريره، غير انه تفاجأ بأنهم لم يتفاعلوا مع ذلك إطلاقا وإنما كان كل تركيزهم منصب يومها على العراق، ومطلبهم كان مقتصرا فقط على إيقاف الحرب وبعدها الجلوس للحوار ومناقشة اي حل، معتبرا ان ذلك الموقف الأمريكي من الحرب على الجنوب،كان يعود إلى كون اليمن لم يكن يومها في الحسابات الآنية لأمريكا وإنما مؤجل إلى أحداث الربيع العربي.وفق تفسيره.
وأعلن العطاس مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأنه ليس مع اعلان الرئيس الدكتور رشاد العليمي منح حضرموت فقط ودون سواها، الصلاحيات الكاملة للحكم المحلي وإدارة نفسها، كون ذلك سيفتح الانظار نحوها ويضعها بموقف تمييزي عن سواها من قضية المحافظات المحررة التي قال إنها يجب أن تمنح ذات الصلاحيات أيضا، ووفقا للائحة مكتوبة وعلى غرار اعلان الدولة الجنوبية السابقة منح صلاحيات الحكم المحلي كمرحلة أولى مدتها ستة أشهر، لحضرموت وابين ولحج باعتبارها اكثر المحافظات كثافة سكانية،ثم اتخاذ قرار بتعميم التجربة على بقية المحافظات. منتقدا بذلك ضمنيا، هوشلية عمل رئيس مجلس القيادة الرئاسي وما حاول خلال زيارته الأولى لحضرموت، ان يوجه أنظار الجميع إليها كمحافظة مميزة وكأن فيها وضعا مختلفا عن سواها من المحافظات المحررة وأهمها عدن العاصمة التي من المفترض أن تعطى كل الاهتمام الحكومي وتكون لها أيضا الأولويات الخدمية والتنموية حيث يعاني فيها السكان من أوضاع صعبة جدا ويجب تخفيف معاناتهم.
المصدر