اخبار محليةصوت المقاومة

صحوة قيادية تفشل محاولات إرباك الوضع في الجنوب ( تقرير)

يواجه الجنوب بقيادة ممثله الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات كبيرة في ظل وجود أجندات متضادة التقت جميعها على تشتيته وتحديات أخرى لصرفه عن هدفه الأسمى في تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة، وتندرج تلك المخططات في سياق رغبة من يقف خلفها في إجهاض مشروع استعادة دولة الجنوب الذي يقوده، وتعمل قيادة المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي على مواجهة تلك الأجندات المدعومة من الخارج، عبر السعي إلى تعزيز اللحمة في الداخل، وإشراك السكان في خط مصير الجنوب، ويتخذ المجلس من تطهير محافظات الجنوب من الجماعات الإرهابية أولى أهدافه خلال المرحلة الحالية، في ظل دلائل على وجود حالة تخادم بين تلك الجماعات ومن بينها القاعدة وقوى أخرى تعمل ضد قيام دولة الجنوب مجدداً على غرار الحوثيين.

“دلالات زيارة الرئيس الزُبيدي إلى أبين”

حرص الرئيس عيدروس الزبيدي، على أن يكون حاضراً خلال فعاليات اللقاء التشاوري الثاني الذي عقد مؤخراً بمدينة زنجبار عاصمة المحافظة، تحت شعار “معا لاجتثاث الإرهاب”، وأشاد الزبيدي في كلمة له بالدور النضالي والقيادي لأبناء محافظة أبين في جميع المنعطفات والمراحل التي مرت بها دولة الجنوب، مشيراً إلى أن استهداف محافظة أبين دون غيرها من قبل قوى الإرهاب لا لشيء إلا لأنها محافظة منتجة وذات ثقل اقتصادي كبير، وشدد رئيس المجلس الانتقالي على أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة مصيرية ووجودية، ولا تراجع فيها، مؤكداً أن جميع أبناء الجنوب والإقليم والعالم إلى جانب أبناء أبين حتى استئصال هذه الآفة الدخيلة على أبين والمجتمع الجنوبي بشكل عام، كما أكد ثقته في أن يقول أبناء أبين كلمتهم في هذه المرحلة المهمة، حتى تستعيد أبين دورها وقيمتها التي عرفها بها الجميع، آمنة ومستقرة ومنتجة، بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء المحافظة الذين كان آخرهم قائد الحزام الأمني عبداللطيف السيد ورفاقه.

“فشل محاولات إرباك الجنوب من القاعدة ومليشيات الحوثي”

وكانت القوات المسلحة الجنوبية، قد أطلقت العام الماضي عملية كبرى لطرد تنظيم القاعدة، وقد نجحت تلك القوات في توجيه ضربات قاصمة للتنظيم الجهادي، لكن الأخير كثف من هجماته الإرهابية الغادرة خلال الأشهر الأخيرة عبر زرع عبوات ناسفة، وتحركت القوات الجنوبية وفي مقدمتها الحزام الأمني وأمن أبين، في عملية عسكرية جديدة هدفها القضاء على هذا التهديد، لكن نجاحها يتطلب مؤازرة ودعم وإسناد من السكان المحليين، وهو ما دعا قيادة المجلس الانتقالي إلى التحرك لدى القبائل، وفي الوقت الذي تحشد فيه القوات المسلحة الجنوبية جهودها للقضاء على القاعدة في أبين، برزت تحركات للحوثيين على أكثر من جبهة لتشتيتها، الأمر الذي يؤكد الأنباء عن وجود تعاون بينهم وبين تنظيم القاعدة الإرهابي، واستشهد عدد من أبطال القوات الجنوبية بهجوم لمليشيا الحوثي في محافظة لحج في اختراق وصفه متابعون بالخطير لوقف إطلاق النار غير المعلن في اليمن، واكدت مصادر عسكرية استشهاد 10 وجرح 12 من أبطال القوات المسلحة الجنوبية في هجوم مباغت للمليشيات الحوثية الأحد الماضي على جبهة الحد يافع الحدودية بين محافظتي لحج والبيضاء، وأضافت المصادر أن الحوثيين قاموا بعملية التفاف على أحد المواقع التابعة للقوات الجنوبية، وأشارت المصادر إلى أن طائرة مسيرة حوثية سقطت أثناء المواجهة، كما أشارت إلى مقتل عدد كبير من عناصر الميليشيا الحوثية وجرح آخرين خلال المواجهات التي نكلت فيها القوات الجنوبية بالمجاميع الإرهابية.

“النائب المحرمي: تعاون مشترك حوثي داعشي لقويض أمن الجنوب”

وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي (أبوزرعة) قد صرح في وقت سابق بوجود تعاون بين القاعدة والحوثيين هدفه تقويض أمن محافظات الجنوب، وقال إن هذا التعاون يبرز بشكل جلي في المناطق التي توجد فيها العناصر الإرهابية بمحافظة أبين الجنوبية المحاذية لمحافظة البيضاء اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وكشف المحرمي أن مليشيا الحوثي تقوم بإيواء وتدريب عناصر تنظيم القاعدة لاستخدامهم في زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية، منها عدن وأبين وشبوة، حيث سلمت الجماعة تنظيم القاعدة الإرهابي الطيران المسير ودربته على إطلاقه.

“الجنوب أمام تحديات كبيرة”

ويرى مراقبون، أن المجلس الانتقالي أمام تحد أمني كبير في محافظات الجنوب، وأن هناك حاجة ماسة إلى حسم هذا الملف حتى يكون على استعداد لمواجهة باقي الاستحقاقات، مشيرين إلى أن الإشكال يكمن في أن جزءاً كبيراً من مكونات مجلس القيادة الرئاسي يعمل على تعطيله، من خلال زيادة تأزيم الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في محافظات الجنوب، كما يلفت المراقبون إلى الاحتجاجات التي اندلعت في الأيام الماضية تأتي رداً على انقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات، وقد حاول البعض توجيه موجة الغضب هذه صوب المجلس بداعي أنه لا يقوم بما يكفي لإجبار حكومة الفاسد معين عبدالملك على الإصغاء لصوت الشارع، وكان المجلس الانتقالي قد دعا مراراً إلى إقالة الحكومة الحالية، لكن هناك فيتو خارجي على الأمر ما يضطره إلى التراجع في كل مرة، وفي هذا السياق يرى المراقبون أن المجلس الانتقالي يراهن على وعي الشعب الجنوبي بالتحديات والعراقيل الموضوعة، وهو يسعى لتفكيكها بشكل متدرج خشية ضياع ما تحقق حتى الآن في سبيل مشروع استعادة الدولة.

“صلابة الرئيس الزُبيدي في معركة الضغوطات السياسية”

لا شك أن القضايا السياسية والإقليمية تتطلب في بعض الأحيان مزيداً من الضغوطات والتفاوضات للوصول إلى التوافق والحلول الدائمة، ولكن يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، لا يزال قوياً في مواجهة هذه الضغوطات، فالمجلس أعلن بوضوح أنه لن يخضع لأي ضغوطات سواء كانت تكاليفها باهظة أو غيرها، وهذا الموقف القوي يتطلب من الجميع دحض اعتقادهم بالتراجع عن مطالبهم، وذلك لأنهم مصممون على الحفاظ على حقوق شعب الجنوب وتحقيق آماله في الحكم الذاتي الشامل.

ويقول الجنوبيين، أن أي ضغط يتم ممارسته على المجلس الانتقالي لن يؤتي ثماره، وبدلاً من ذلك سيزيد إصرارهم وتمسكهم بقضيتهم العادلة، ويعكس هذا التأكيد قوة واستقلالية المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يعتبر له دور بارز في تحقيق الاستقرار في المنطقة، فبالرغم من التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي، إلا أنه يظل واثقاً في قدرته على المضي قدماً في تحقيق أهدافه السياسية والإقليمية، وهو على استعداد تام للتفاوض والحوار من أجل الوصول إلى تسوية سلمية، لكن بشرط أن يتم احترام إرادة شعب الجنوب وضمان حقوقه المشروعة.

“ثروات الجنوب .. حق سيادي لأبنائه”

تعتبر الأراضي الجنوبية مصدراً هاماً للثروات الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، ومن الواضح أن هذه الثروات هي ملك للجنوبيين فقط، ولا يجوز لأي طرف آخر أو دولة التدخل أو التصرف فيها بأي شكل من الأشكال، وتاريخياً عانى شعب الجنوب العربي ولعدة سنوات من القهر والاستغلال الاقتصادي من قبل الشمال، لذلك يشعر الشارع الجنوبي بأن قضية امتلاك واستغلال ثرواته الطبيعية هي مسألة حيوية لتحقيق العدالة والتنمية في المنطقة.

ومنذ تأسيس المجلس الانتقالي، أصبح لدي شعب الجنوب صوتاً قوياً للدفاع عن حقوقه وثرواته، وينبغي أن لا تكون هناك أي مبررات أو اعذار تتدخل في قضية الجنوب وحقوقه شعبه المشروعة، وأي محاولة لتمزيق وحدة الجنوب أو استهداف القضية العادلة لشعبه أو المساس بالمجلس الانتقالي لن يلقى سوى رفض قوي من أبناء شعب الجنوب وقواته المسلحة البطلة فهم قادرون على التصدي بحزم وصرامة لحماية حقوقهم وثرواتهم، ويرى مراقبون انه من حق الجنوبيين السعي إلى تحقيق النمو الاقتصادي وتنمية بلدهم من خلال الاستفادة المباشرة من ثرواتهم الطبيعية، وإزاء ذلك يجب على المجتمع الدولي ان يدعم قضية هذا الشعب المظلوم وان يعمل على حماية حقوق الجنوبيين والتأكد من عدم تصرف أي طرف آخر في ممتلكاتهم.

” تعهد الرئيس الزُبيدي بالقضاء على الإرهاب “

يشهد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تحركات عسكرية وسياسية ناجحة على كل الصعد، مما يؤكد حنكته السياسية، وفي الآونة الأخيرة قام الرئيس الزبيدي بزيارة محافظة أبين، والتقى بمشائخ وأعيان المحافظة، وأكد لهم ضرورة الوقوف إلى جانب قواتهم المسلحة الجنوبية في اجتثاث آفة الإرهاب، وقال الرئيس الزبيدي: “إن الإرهاب هو العدو المشترك للجنوبيين، ويجب أن نقف جميعاً في وجهه، ونتعاون مع قواتنا المسلحة الجنوبية لتحرير الجنوب من براثنه، وأعرب مشائخ وأعيان محافظة أبين عن دعمهم الكامل للرئيس الزبيدي وللقوات المسلحة الجنوبية، مؤكدين على ضرورة القضاء على الإرهاب في الجنوب، وتأتي زيارة الرئيس الزبيدي لمحافظة أبين في إطار جهوده لتعزيز وحدة الصف الجنوبي في مواجهة الإرهاب، وتعد محافظة أبين من أهم المحافظات الجنوبية وتلعب دوراً محورياً في الحرب ضد الإرهاب، كما يؤكد دعم مشائخ وأعيان محافظة أبين للرئيس الزبيدي وللقوات المسلحة الجنوبية على أهمية هذه الزيارة، ويزيد من فرص تحقيق النجاح في الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب في الجنوب.

“الرئيس الزُبيدي يولي اهتمامه بإعادة الحياة لأبين “

إلى ذلك، أكد الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على أهمية إعمار أبين والنهوض بها في مختلف الجوانب الخدمية والإنمائية، وذلك خلال زيارته الأخيرة لمحافظة أبين، وقال الرئيس الزبيدي: “إن إعمار أبين هو واجب وطني، ويجب أن نعمل جميعاً على تحقيقه، من أجل مستقبل أفضل للجنوبيين”، وزار الرئيس الزبيدي سد حسان الإستراتيجي واعتبره من أهم المشاريع التنموية في المحافظة لكونه يهدف إلى توفير المياه للزراعة والشرب والصناعة في أبين، ويعد هذا السد من أهم المشاريع التي ستسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة.

.

وتثبت هذه التحركات بأن الرئيس الزبيدي يسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافه الوطنية، وهي تحقيق السلام الشامل وإنهاء الحرب في اليمن، واستعادة دولة الجنوب المستقلة، ويرجع نجاح تحركات الرئيس الزبيدي إلى حنكته السياسية والعسكرية، ويعرف كيفية التعامل مع الخصوم والأصدقاء، كما أنه يتمتع بشعبية كبيرة وجارفة بين أبناء الجنوب، وهو ما يمنحه دعماً وتفويضاً كبيراً لتحقيق تطلعات  أهداف جماهير الشعب.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى