المقالات

هل نحن أمام إنعطافة حقيقية في مسار التسوية

وفد واسع ضمن زيارة ليندركينج للسعودية وهو حالة غير مطروقة  في جولاته السابقة ، ما يعني أن هذه الزيارة تختلف عما سبقها من حيث المستوى والملفات التي سيناقشها الجانب الإمريكي مع الرياض، إبتداءً من وقف تمديد السعودية لخفض إنتاجها من البترول لأشهر قادمة، وإنتهاءً بحرب اليمن،  ومابينهما حزمة اشتراطات أو مطالب ، على هيئة ضرورة إرتباط كل الملفات وتمريرها عبر بوابة التطبيع مع اسرائيل ،كمكافأة إنتخابية للإدارة الديمقراطية.

السعودية بخفض إنتاج النفط تلحق ضررًا بالغاً بإدارة بايدن ،وتؤثر على السباق الإنتخابي في واشنطن العام المقبل ، الرياض لا تفعل ذلك من اجل تحسين مداخيلها من إرتفاع أسعار النفط وحسب، بل هي الأخرى تعلم بتشابك القضايا، والقدرة السحرية في هذا التوقيت الإمريكي الحساس ، على جني النفط لمكاسب سياسية، تصب لصالح قادم توجهات المملكة في المنطقة، وتحديداً ما يخص ملف الحرب والتسوية في اليمن.
ثلاثة ملفات تعمل عليهم الرياض وواشنطن كلا من زاوية مصالحه ورؤيته الإستراتيجية،  فإلى جانب التطبيع مع تل أبيب ورفع إنتاج النفط، لتداخله مع الصراع في أوكرانيا ، وأسواق الطاقة والإنتخابات الامريكية ،تبرز كأولوية حرب اليمن وشكل التسوية ، وتحديداً طبيعة الدولة القادمة، وتأثيرها على استقرار مصالح الغرب النفطية في اليمن وماحوله ، وهذا ربما ما يبرر ضغط إمريكا على الحوثيين مباشرة وعبر القنوات الخفية ،بعدم التمدد تجاه مناطق الثروات في آخر مديرية في مأرب منتجة للنفط، لم تسقط بقرار سياسي أكبر من الحوثي،  مع أنها ساقطة عسكرياً ، ووقف الزحف -أيضاً بذات القرار الغربي- نحو جنوب مناطق الثروة. 

هل نحن أمام إنعطافة حقيقية في مسار التسوية، وهل تعني هذه الزيارة للمبعوث الإمريكي المشمولة بوفد رفيع للرياض ، أنها تحمل كلمة السر وإشارة الضوء الأخضر،  لإنجاز مابقي من مسائل عالقة ،في صفقة التوافقات على صيغة الحل،  يتم تدشينها  بهدنة مفتوحة الآماد،  ومن ثمة يبنى تالياً عليها مشاورة الحل السياسي النهائي؟ . 

مايهم الجنوب من كل أسئلة هذا الحراك ، هو شكل هذه التسوية التي تمضي نحو تسمية  دولة مابعد الحرب ،  حتى وإن لم يملك فيتو الجنوب قوة تعطيلها  ، إلا أن عدم الإنخراط فيها وفق المشروع السعودية الإيراني الإمريكي والأممي ، ربما يطي صفحة التوترات  لبعض الوقت،  ولكنه يبقي ملف الحرب مفتوحاً.

خالد سلمان



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى