اخبار محليةعدن تايم

الديس الشرقية مجنة ماترد ميت

وقف القلم عند تصفحي لكتاب معجم الأمثال للباحث محمد عبدالقادر بامطرف.. عند مثل (مجنة ما ترد ميت) جعلتني أقف أمامها لعلها تنطق، وعندما حاولت ان انتقل الى آخر، أبى القلم إلا أن أعود إليها لمرات و مرات لعلي أتعرف عليها عن قرب، فوجدتها: ذاك الذي يشتري المال المسروق أو من به شبهة.. أو ذاك الموظف الذي يقبل الرشوة.

ياإلهي.. إني أعوذ من غضبك وسخطك. مثل اوقفني بقدر ما أفزعني، رأيته ماثلا بالديس الشرقية بطوله وعرضه، يمنة ويسرة ومن أمامك وخلفك، لا تكاد تلتفت إلا وهو أمامك.. مديرية مكبلة بقيود الفيد من المعصم الى المرفق، وأجساد ساكنة لا تتحرك لها منقذة، أهو من خوف أم من ذريعة( أبعد عن الشر وغني له)؟ خطأ نعالجه بالخطأ.
نتحدث عن فيد الغزاة من قوى الضلال المحتل في مجالسنا وسمراتنا واجتماعاتنا وكل فيها يدلو بما عنده وينضح عبر المكبرات بصوته معجب، يهتز له الجبل غاضبا، رادا صداءه إليه لعله يفهم، بأن الفيد من قبل جنسنا أخطر وأعظم، جعلت الألسن خرساء، كأنها قد أصابها التخدير الأثقل أو الشلل.

أقوام لا تعد على أصابع اليد الواحدة.. ملكوا المديرية بادعاءات باطلة من احكام صادرة من صنعاء بأحقية الملكية لفضاء ممتد لبناء مدن بحالها وبأوراق تتنافى في إدعاءاتها ووثائق تفسر في غير محلها وتحت حجج بأن الحزب الاشتراكي قد أممها عند سؤال المدعي: بأي حق ملكته؟ إن الحزب الاشتراكي لم يؤمم جبالا ووديانا، ولا ساهلا وساحلا، ولا بحرا وعينا.. ولكنها اطماع ولا خوف من الله، ولا رادع وفرص كما يقولون للأيام فأغتنمها قبل الفوات.
إن الاستثمارات بالديس الشرقية قد توقفت بواقعها ولا يغرنك المتقولون، والواقع يفضحهم.. يتحدثون عن المشاريع والاستثمارات ولكنهم يتحججون بالصعوبات والمعوقات عند عدم التنفيذ فمن أوجدها إذن؟ إنها تلك العصابات من جماعات الفيد وفرق السماسرة التي فاقت طيور الهواء في أعدادها مما جعلت من الصعب على المواطن ان يحصل لقطعة ارض للسكن يبنيها.

(مجنة لا ترد ميت) أحرمت الديس الشرقية من مشاريع استثمارية تجعلها مديرية ايرادية.. أوقفت مشاريع عند الشروع بالتنفيذ، فيظهر من يدعي بأن الارض أرضه، ولا نستغرب من ايقاف السفلتة من قبل المدعين لأراضي الدولة بالمديرية، فكم من مشاريع وقفت وكم من اراض سكنية مركنة جرفت، لم تسلم منها المساجد واراضي الوقف، هذا العبث طالت الجبال.. فهناك من يدعي بملكية الجبال ووصلنا خبر بأن احد رجالات الفيد يأخذ عمولة من الصواميل جامعي اللبان من اشجار اللبان بقمة الجبل.. شئ مخزي يضحك المرء عند سماع ذلك.

كنا منذ الثمانينات نضحك لخبر قرأناه من صحيفة ذكرت بأن هناك يمني من صنعاء يمتلك وثيقة من جده تثبت ملكيته للمريخ واليوم نضحك على واقعنا المزري بامتلاك اراضي الدولة زورا وبهتانا.. فأي منطق هذا يتقبله واي عقل هذا يستوعبه؟ مديرية الديس الشرقية اليوم بالمافيا المتواجدة فيها، لا تملك الدولة لها شئ.

قصص خيالية بالديس الشرقية تحتاج الى وقفة جادة من السلطة بالمحافظة بما يحدث فيها.. فمن الغرائب بأن هناك شخص مع مجموعة من السماسرة لا هم له الا بالتركين ليل نهار، لم تسلم منها المناطق النائية ومن اراد فليدفع، اسواق من طراز جديد (مجنة ما ترد ميت) لبيك لبيك ومن كيسك يأتيك.

إن الديس الشرقية اليوم تستغيث من وضع غير مقبول لم يسلم المواطن من الأذى والضرر ولم يسلم من الاستدعاء.. ولابد من اعادة النظر في كل شئ قد صدر وأدى الى هذا العبث مست مصالحه العامة والخاصة حتى في مشروعه الخاص بالصرف، الصحي الذي بكل تأكيد سوف يأتي بمن يدعي بالارض عند امتداد انابيب الصرف الصحي مستقبلا عند التنفيذ بأن الأرض أرضه كما يحدث الآن. إن تفاقم الوضع جعلنا نتفاجأ بضرب محول الكهرباء بمنطقة العارة، اخرجت ساكني المنطقة عن الخدمة الكهربائية عنها لايام نتيجة ذلك فمن الفاعل.؟. ويظل المجهول سائدا بالديس الشرقية كمستقبلها العاثر.
لقد اصبحت الديس الشرقية تفتقر للتخطيط، لان ايادي الفيد هي التي تخطط حسب البيع.

إن هذا الوضع لا يمكن السكوت عليه وذلك من تشكيل لجنة محايدة مكونة من مكاتب: العقار والاشغال والطرق والجسور والاستثمار والتخطيط والتعاون الدولي والكهرباء والمياه والصرف الصحي والشئون القانونية والأوقاف والاتصالات ولجنة القضاء العليا ومحاربة الفساد والأمن والزراعة والري بالاضافة الى السلطة المحلية بالمحافظة بدرجة اساسية واخرى اذا تطلب الأمر.. لان النمو الحضري في عالم متغير، لا يمكن ان يستمر بصورة تراكمية عشوائية، لأن مثل هذا النمو العشوائي سيؤدي الى ضعف الروابط والتوازن بين المناطق المختلفة. كما أن مثل هذا النمو سيعمل على تفكك البيئة الحضرية بكل مكوناتها الصناعية والتجارية و قطاعات الخدمات وطرقات النقل والأحياء السكنية وغيرها. ويجب ان نعرف جيدا ان النمو العشوائي لا يأتي إلا من فقد القدرة على مواجهته فيتفاقم في غياب الأنظمة والقدرة على ضبطه وبرمجة مقاديره واتجاهاته، فالتخطيط هي عملية تنظيمية تهدف الى دراسة الاوضاع الحضرية الراهنة والقوى المؤثرة بها، ثم مدى تاثير هذه القوى على التغيرات المستقبلية المحتملة والموقعة في شكل البيئة الحضرية. فمتى نكون على قدر كبير من المسئولية والوعي للمتغيرات فأحموا مدينتكم من عبث فيد المدعين وسماسرة الارض؟ أحموا اجيالكم القادمة، فالديس الشرقية لم تكن يوما ملكا لأفراد المزارعين ابدا، واننا نستهجن دور مكتب الزراعة والري في هذه المسألة وكذا مكتب العقار، فكيف بالله تحولت وثائق زراعية الى وثائق سكنية؟ أليس هناك قانون يفصل بآلية التحويل؟ مصيبة عندما يجهلون ذلك.. وهل الديس الشرقية بكاملها اراضي مزروعة؟! شئ محزن بقدر ماهو مضحك. ومن هنا نقول: ان الفيد الداخلي المستحدث اخطر بكثير من فيد الغزاة.. لابد من ايقافهم بقوة النظام والقانون حتى لا تكون الديس الشرقية مجنة ماترد ميت.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى