اخبار محليةصحيفة المرصد

الخنفشاريون عقد نفسية وشعور بالنقص

الخنفشار كلمة ليس لها معنى في قاموس اللغة العربية ولكن لهذه الكلمة قصة ظريفة تحمل في طياتها معان ومقاصد مفيدة ولذلك يحكى ان رجلا كان يعيش في احد القرى النائية وكان فصيح اللسان ولديه بديهية سريعة في الرد على كل سؤال ويفتي الناس في كل شيء ولم يحدث ان قال يوم لا أدري او لا اعلم وفي ذات مرة اجتمع عددا من شباب اهل هذه القرية المثقفين وقرروا ان يختبروا هذا الشيخ فكانت الفكرة ان يضع كل واحدا منهم حرف من الحروف الأبجدية بطريقة عشوائية وفعلا كل واحدا منهم وضع احد الحروف فنتج عن هذه الحروف العشوائية كلمة الخنفشار.

ثم ذهبوا إلى ذلك الرجل المتعالم وهو جالس بين الناس فقالوا له احسن الله إليك ياشيخ ماهو الخنفشار…؟ فقال لهم وبلا أدنى تفكير او تردد: “الخنفشار نبات ينموا في جبال اليمن اذا اكلته الراحلة” اي الإبل “عقد لبنها اي لم تستحلب وقد قال الشاعر: لقد عقدت محبتكم قلبي… كما عقد الحليب” الخنفشار “واستمر في السىرد والحديث بقوله: قال فلان وقال فلان وقال صلى الله عليه وسلم فقام الناس إليه وقالوا له حسبك وكفى فقد كذبت على الشاعر وعلى العرب فلا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقنوه درس في التربية والأخلاق من خلال الضرب المبرح وطردوه من قريتهم.

اليوم كم يوجد في المجتمعات العربية والإسلامية من مثل هذا الشيخ من الخنفشاريون الكذابون الذين يظهرون للآخرين انهم يفهمون في كل شيء ولا شيء يعجزهم من أمور الدنيا والدين مستغلين الغباء والسذاجة عند البعض والثقة الزائدة عند البعض الآخر وهذا بالتأكيد ليس من الذكاء ولكن من الخبث وسوء النية والكذب والخداع والبعد عن الله أضف إلى ذلك العقد النفسية التي تؤثر على الشخص الخنفشاري من حيث نوعية الأفكار والتصرفات السلبية مع الذات ومع الآخرين والشعور بالنقص والدونية مما يؤدي في نهاية المطاف إلى محاولة الظهور بمظهر الرجل الذي يفهم في كل شيء ويعرف كل شيء وغيره مجرد حمقى لا يفهمون ولا يصلحون لشيء.

ومن عيوب هؤلاء الخنفشاريون كذلك انهم من ذوي الشخصيات الضعيفة الباطنية التي لا تعرف معروف ولا تنكر منكرا وليس لهم مبدأ يسيرون عليه ويحاولون كسب الآخرين عن طريق الدسائس على الآخرين بحق او بباطل والتملق والمدح الزائف والكذب وإستغلال العواطف وغير ذلك من الأمور المشينة بقصد الحصول على المصالح الشخصية قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} الإسراء آية ٣٦ وقال صلى الله عليه وسلم: [آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان] رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وفي هذا السياق يقول أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس أمهيرست في الولايات المتحدة الأمريكية روبرت فيلدمان حول ما يسميه بالخداع اللفظي فيقول:” إن أكبر سبب لعدم نزاهة الناس هو اعتقادهم أن الكذب تكتيك اجتماعي فعال للغاية ويضيف قائلا: لا يتوقع الناس أن يكذب عليهم الآخرون ويظنون عادة أنهم يسمعون منهم الحقيقة مما يمنح الفرصة للأشخاص الذين يكذبون أن ينجحوا في كذبهم”
___________

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى