اخبار محليةعدن تايم

ما دلالات مشاركة الرئيس الزُبيدي في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟

شارك الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بمعية الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الثلاثاء، في افتتاح فعاليات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية. 

وانطلقت فعاليات اليوم الافتتاحي للدورة 78، بكلمة للسيد دينيس فرانسيس رئيس الدورة، أعقبها كلمة للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، حيث ألقى بعدها عدد من رؤساء الدول، كلمات شكّلت جزءا من النقاشات السياسية التي تشكل المحتوى الرئيس للحدث الأممي بأكلمه، أبرزها كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن. 

وكان الرئيس الزُبيدي قد وصل إلى مدينة نيويورك في أول زيارة له للولايات المتحدة، حيث شارك في عدد من الفعاليات المنعقدة على هامش انعقاد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد بمعية رئيس مجلس القيادة الرئاسي جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن.

*- انعاكسات إيجابية :*

حضور الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في اجتماع للأمم المتحدة خطوة إيجابية نحو تحقيق مطالب الشعب باستعادة الدولة حيث يهدف المجلس الانتقالي الذي تأسس عام 2017 إلى استعادة الجنوب العربي كدولة مستقلة عن اليمن ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في التأثير الإيجابي لمشاركة الرئيس الزُبيدي زيادة ظهوره على الساحة الدولية.

ومن خلال حضور اجتماع الأمم المتحدة والخارجية الامريكية وغيرهم، يمكن للرئيس الزُبيدي الحصول على الاعتراف والدعم لقضايا ومطالب المجلس الانتقالي والشعب الجنوبي وتسمح له هذه الرؤية بالدفاع عن مصالح الجنوب ولفت الانتباه إلى القضية على المستوى الدولي، ناهيك عن أن المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بصفته نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي تمنح الرئيس الزُبيدي منصة للتعامل مع مختلف الدول والجهات الفاعلة الدولية. وهذا يمكّنه من تقديم قضيته استقلال الجنوب والحصول على دعم من كبار صُناع القرار.

كل هذا يمهد الانخراط في حوار دبلوماسي، و إمكانية كبيرة لكسب حلفاء دوليين، مما يعزز موقف الجنوب في المفاوضات الجارية لاحلال السلام وانهاء الحرب.

وعلاوة على ذلك، فإن مشاركة الرئيس الزُبيدي في اجتماع الأمم المتحدة تدل على التزامه بالسعي إلى حل سلمي ودبلوماسي للقضايا التي تعاني منها اليمن ويمكن أن يتردد صدى هذا النهج لدى العديد من الجهات الفاعلة الدولية التي تُعطي الأولوية لحل النزاعات واحلال السلام .

ظهور الرئيس الزُبيدي كقائد مسؤول وقادر ، تسبب في التأثير على الرأي العام واكتساب المزيد من الشرعية لاستقلال الجنوب متصدرًا بذلك الترند و عناوين الصحف واهتمامات كافة وسائل الاعلام المحلية والخارجية وعلى رأسها تلك الوسائل “المعارضة”.

*- حراك دبلوماسي :*

كتب الناشط الجنوبي شائع بن وبر ” فرصة سانحة أمام الدبلوماسية الجنوبية لتعزيز علاقاتها مع صناع القرار لاستعطافهم واستقطابهم والإيمان بعدالة القضية الجنوبية . مضيفًا ” مزيد من الحراك الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة وخارجها، لقطف ما تبقى من ثمار نحو تحقيق الهدف الأسمى مستقبلا .

ومضى ” قضيتنا الجنوبية وصلت إلى آخر الهرم الدولي ولم يتبق غير التثبيت والتمكين” .

وكتب الكاتب محمد مثنى الشاعري أن منذ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11مايو/أيار 2017 بطلب وتفويض شعب الجنوب ليكون سفيرا ومفاوضا للقضية الجنوبية على مستوى الصعيد الاقليمي والدولي لحل الأزمة اليمنية شاركت قيادة المجلس الانتقالي برئاسة سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي عدة مشاورات ولقاءات اقليمية ودولية أستطاعت أن توصل صوت الشعب الجنوبي إلى كافة بقاع العالم المطالب بفك الأرتباط عن صنعاء وإستعادة دولته كاملة السيادة بحدود ما قبل 1990.

وأوضح أن الرئيس الزبيدي يشارك اليوم باعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستعقد دورتها 78 في مدينة نيويورك حيث صرح أنّه سيقدم شرحا مفصلا عن القضية الجنوبية أثناء لقاءه بصناع القرار الاقليمي والدولي معاً داعيا الأمم المتحدة إلى تفعيل القرارات رقم 931 ، 924 الخاصة بالحرب الضالمة على الجنوب صيف 1994. لعب الانتقالي دورا جوهريا محققا إنتصارات سياسية ودبلوماسية للقضية الجنوبية رغم المؤامرات التي تحاك وتنسج ضد تطلعات الشعب الجنوبي من قبل عصابة الأخوان المتمثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح وحلفاءهم السياسيين من كافة شرائح الاحزاب اليمنية والجماعات الارهابية الموالية لهم.

*- استحقاق سياسي وحنكة القيادة :*

رد محللون وشخصيات سياسية على استياء البعض من مشاركة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة واللقاءات الأخرى مع الدول، موضحين أن ذلك غير مبرر ولأهمية الزيارة تعالى نباح أعداء الجنوب معربين عن غضبهم من مشاركة الرئيس الزُبيدي في هذه الجلسة الهامة.

وقال الأستاذ فضل الجعدي ، عضوٍ هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي- الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الرئاسة أن ‏القضية الجنوبية حاضرة في الدورة ال 78 للامم المتحدة بحضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اعمال الدورة ، وهو الانجاز الكبير الذي لم يحدث للقضية منذ ربع قرن من الزمن ، واصبح الحديث اليوم بدلا من المناشدات وجها لوجه ، القضية امام رؤساء وممثلو دول العالم .

ومن جانبه، علق المحلل السياسي والصحفي ياسر اليافعي أن ‏وصول القيادات الجنوبية التي تحمل المشروع التحرري الى الأمم المتحدة ومراكز صنع القرار في العالم خطوة مهمة جداً في طريق النضال الطويل فمن الطبيعي ان تكون مشاركة الرئيس عيدروس الزبيدي ضمن وفد اليمن ومن المستحيل في هذه المرحلة ان تكون بأسم الجنوب، وبالتالي لا بد من اغتنام فرصة التواجد ضمن الشرعية للوصول الى المحافل الدولية وهذا احد اهم اسباب مشاركة الانتقالي ضمن مجلس القيادة الرئاسي وفي الحكومة.

وأكد أن المرحلة القادمة هي مرحلة استحقاق سياسي والحرب انتهت، والاستحقاق السياسي يحتاج لعب سياسية بذكاء وايصال صوت الجنوبيين ومشروعهم بالطرق المناسبة ووفق الممكن المتاح. ولا اعرف اسباب الانزعاج من هذه الزيارة من قبل بعض الجنوبيين .. هل كانوا مثلاً يظنوا ان الرئيس الزبيدي سيذهب بعلم دولة الجنوب ؟ بارك الله في كل الجهود التي من شأنها ايصال الصوت الجنوبي الى كل المحافل وبكل الطرق والأساليب.

وأوضح الكاتب في صحيفة مكة محمد الصلاحي أن اليمن في مرحلة انتقالية، ومن الطبيعي أن يحمل الانتقالي مشروع أهدافه تختلف عن أهداف سلطة يشاركها مرحلياً، ووصف هذا بالتناقض إن لم يكن سببه مناكفة، فهو عن جهل.

وأردف “الغاية في السياسة تأتي بمراحل، وتجربة السودان مثال، كان الجنوب شريك سلطة وله مشروعه الخاص (الاستقلال)، وهذا حال الانتقالي”.


ووضع عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي وضاح بن عطية تساؤلات ” شاهدت صورة رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي في أمريكا وتذكرت :أين هم من قالوا مجلس المطلقات ! أين هم من قالوا عن الإنتقالي ولد ميتا ! أين هم من قالوا مجلس يبيع الوهم ! أين هم من قالوا أن لديهم مخالب وأنياب ! أين هم من ناصبوا شعب الجنوب العداء !!؟”.

*- رئاسة الانتقالي تعلق :*

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، اجتماعها الدوري، برئاسة اللواء أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس.

واستمعت الهيئة في مستهل الاجتماع، إلى تقرير مُقدم من مركز البحوث، ودعم صناعة القرار، بشأن دلالات زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، للولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركته مع رئيس مجلس القيادة في المنتدى السياسي للتنمية المستدامة، واجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي هذا الخصوص أشادت الهيئة، بالزيارة التي يجريها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، للولايات المتحدة، مؤكدة أنها تُمثّل فرصة كبيرة، لطرح قضية شعب الجنوب أمام القوى الدولية الفاعلة لدعم تطلعات شعبنا لاستعادة دولته.

وأكدت الهيئة أيضا الأهمية الكبيرة التي حظيت بها مشاركة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، إلى جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في المنتدى السياسي للتنمية المستدامة، وكذا لقائهما بوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، والمبعوث الأمريكي السيد تيم ليندر كينج، في اليوم الأول من وصوله إلى مدينة نيويورك.

أخيرًا ، من الأهمية بمكان ملاحظة أن تأثير مشاركة الرئيس الزُبيدي في الأمم المتحدة له تفسيرات مختلفة بالنسبة “لأعداء الجنوب” ففي حين يعتبرها المؤيدون خطوة إلى الأمام نحو دولة جنوبية ، ينظر إليها الأعداء على أنها محاولة لإنهاء الاحتلال اليمني والوحلة وهو ما يفسر تزايد نباح المغردين والذباب الالكتروني بمواقع التواصل ما يعني بالخلاصة أن الجنوب يسير في الطريق الصحيح نحو استعادة الدولة.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى