اخبار محليةشبوة برس

مساوئ وحدة الاندماج بين الجنوب والشمال!!

 

فشلت الوحدة بين الجنوب والشمال منذ اللحظة الأولى. من أكبر أسباب هذا الفشل غياب الدولة في الشمال والاستبداد في الجنوب.

كان بالإمكان إن تقام وحدة بالتدرج، كونفدرالية ثم فيدرالية ثم اندماجية، لكن المشكلة تكمن في نظام الجنوب عينه الذي يؤمن بالمركزية الشديدة، ويفتقر للتجربة الديمقراطية، ويرفض إتاحة أقل الفرص للمقاطعات والمحليات للمشاركة في السلطة، لذلك كان يصر دائما على قيام وحدة اندماجية بشكل فوري.

جرى تقاسم السلطة بين النظامين مناصفة خلال فترة انتقالية، تلتها انتخابات عامة حُدد في ضوئها حصة كل حزب في السلطة، وقد أفضت الانتخابات إلى خسارة الجنوبيين للسلطة نظرا لأن سكان الشمال يمثلون الأغلبية الساحقة بنسبة تزيد عن ثلاثة أرباع سكان البلد، وتبع ذلك خسارة أبناء الجنوب للثروة، كون الثروة توجد في الجنوب وتتوزع وفق نظام الحكم المتبع على عدد السكان في عموم البلد الذي يمثل الشماليون الأعظمية، كانت هذه من ضمن الأسباب المبكرة التي دفعت الجنوبيين لمحاولة استعادة وضعيتهم السابقة.

 

إلى جانب ما ترتب عن الوحدة الاندماجية من خسارة للثروة ونسب المشاركة في السلطة، إلا إنها أي الوحدة الاندماجية أسست لمرحلة احتواء الجنوب وابتلاعه نهائيا، إذ ستفضي وفق قوانينها الجديدة إلى تحديد نسب الالتحاق بالأمن والجيش تبعا للتوزيع السكاني، ما يعني إن القوة ستتركز في أيدي الشمال مستقبلا، علاوة عن القرار السيادي الذي سيفقده الجنوبيون تدريجيا، فنسبة تمثيل الجنوب في البرلمان تناقصت من النصف إلئ أقل من الربع، وهو ما يقارب تمثيل محافظة تعز (محافظة واحدة من الشمال).

كل ذلك دفع القيادة الجنوبية لإعلان الانفصال، ولو ان الاتفاقيات التي مهدت لحرب 1994م لم تكن ناجعة، إذ تناولت مسائل أمنية، ولم تتطرق لجوهر المشكلة الحقيقي المتعلق بالشكل الراهن للوحدة الذي حجم الجنوب، والعمل علئ دفع الطرفين إلى العمل علئ مراجعتها وإعادة صياغتها.

 

لم تحسن قوئ الشمال المنتصرة في 7 / 7 / 1994م التعامل مع الواقع الجديد، وذهبت إلئ أبعد ما يمكن، فحولت الجنوب إلى بؤرة للصراعات والفوضى، ومارست كل مظاهر النهب والسلب والإقصاء، الأمر الذي فاقم الوضع جنوبا، وزاد من كراهية أبناء الجنوب للوحدة التي حولت حياتهم إلى كوارث متلاحقة.

سعت قوى الشمال المطعمة بقوى من المعارضة من خلال مؤتمر حوار صنعاء الذي أفضى إلئ إعادة صياغة سياسة الدولة وطبيعة الحكم وشكل البلد، في محاولة من شأنها إعادة ترميم الوحدة لإطالة عمرها، كونها حلول كان الأولى ان تطرح قبل حرب صيف 1994م، تفاديا للحرب نفسها، بعد إن فشلت الوحدة الاندماجية بشكل مبكر.

 

*- د. وليد ناصر الماس.

 

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى