اخبار محليةشبوة برس

أحضان الداعم الرسمي للإخوان لم يعد الجارية الجميلة “حبّابه” إلى الحياة وأحضان يزيد

 

كان للخليفة الأموي يزيد بن عبدالملك جارية إسمها حبّابه , قد شغف قلبه بحبها وأفتتن لفرط غنجها ورقصها وأهتزاز جسدها مع رقة صوتها وعذوبته كلما غنت في محراب خلوته , فغفل عن إدارة شؤون الخلافة وأهتم بأحتضانها وأختراع طرق جديدة في تدليلها حتى وصل به الحال في ذلك الأمر بـ أن يضعها أمامه ويرمي حبات العنب والرمان في فمها كلما هم بـ إطعامها .

 

وواصل ابن عبدالملك غيه في حبّابه وأصبحت جاريته هي كل رفاقه وكل جلساءه وكل مستشاريه ولم يعد ديوان الخلافة يتسع لغير حبّابه , فـ أعرض عن كل رجال الدولة وطرد كل المفكرين والدهاة والمستشارين والوزراء وكل دعائم الخلافة التي كانت ترتكز عليهم في قوتها وعدلها وهيبتها , كيف لا وهم كل ما تبقى من دولة سلفه الخليفة الراشد عمرو بن عبدالعزيز .

 

حتى جاء اليوم الذي قتلها فيه من شدة دلاله لها في صبيحة يوم دمشقي مع نسيم الشام البارد وأشعة الشمس المحجوبة بالضباب والغيم وحبات المطر المتقطعه ففرش مجلسه وسط عشب حديقته الخضراء ووضع جاريته حبّابه أمامه كالعاده وبدأ بـ إطعامها على عادته برمي العنب في فمها حتى رماها بـ حبة من العنب وفي رواية بـ حبة من الرمان وهو يلاعبها وهي تضحك فشرقت بها وماتت من وقتها , فحزن لذلك حزن شديدا ويقول أحد الرواة ” فطاش عقل يزيد، واختلّ وذهبت مروّته، واعتلّ وتركها عنده أياماً لم يدفنها حتى جافت وهو يقبّلها ويلاعبها ويلعب بها. فاجتمع بنو أميّة، وعنّفوه، وهو لا يزداد إلاّ عشقاً، ثم دفنها فهاجت بلابله ونبشها بعد أيّام وقد تفصّلت مفاصلها ثم دفنها “.

 

أما صديقي الذي سمعت منه هذه القصة لأول مرة في جلسة أدبية وهو أستاذا وملهما ومفكراً يقول واصفاً لمشهد يزيد بعد موت حبّابه:

” كلما أشتاق إليها نبشها من قبرها وأخرجها وضمها إليه وهو يبكي… وهو يبكي” وكان صديقي يضم كلتا يديه مع الوصف ويعيد وصف هذا المشهد مرارا وكأنه يصف عدد المرات التي نبش بها يزيد جاريته من قبرها .

 

ماتت حبّابه وهي في حضن الأمير مثلما مات إخوان اليمن بالجنوب وهم في أحضان الداعم الرسمي بشرقة من حبات الدلال التي كان يلقمهم بها ويرميها في أفواههم كـ كرات السلة .

 

لم تمت حبّابة بطعنة في خصرها ولا بسيف قطع عنقها وأنما ماتت بحبة من العنب وهي تضحك وكذلك الإخوان قد مات وجودهم في الجنوب وهم في غمرة الدلال وما أحتضان الداعم الرسمي لهم في وادي حضرموت سوى أحتضان جيفة نبشت من قبرها للتقبيل والملاعبة واللعب بها قبل الوداع الكبير والحضن الأخير.

 

ومن لديه بصيص أمل بعودتهم نقول لهم لو كان الأحتضان يعيد الموتى إلى الوجود لعادت حبّابة إلى يزيد .

د برهان باسرده

 

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى