اخبار محليةعدن تايم

أدلة حديثة على صراعات أجنحة الحوثي

اعتقل مسلحون في صنعاء الشاعر والقيادي الحوثي محمد حسين الجرموزي في أحدث دليل على الصراعات بين أجنحة الجماعة الانقلابية.

وطالما كال الجرموزي المدائح لقيادات الجماعة ما جعل نشطاء معارضين يصفونه بـ”بوق الخراب”، لكن لم تشفع هذه القصائد للشاعر الذي سقط في فخ الصراعات بين جناحي صعدة وصنعاء في الصراع على المناصب والامتيازات.

اعتقال أمام الكاميرا
ودفعت مليشيات الحوثي بعدد من الدوريات التي تقل مسلحين ملثمين رفقة مجندات “زينبيات” لتطويق منزل شاعرها الجرموزي، قبل اقتحام منزله واعتقاله واقتياده إلى أحد سجونها السرية، وذلك على خلفية انتقاداته لقيادات كبيرة واتهامها بـ”الفساد”.

وقبل ساعات من مداهمة منزله واعتقاله، نشر الجرموزي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقطعا مصورا يوثق انتشار دوريات مسلحة حول منزله الواقع جنوب صنعاء قائلا إن حملة اعتقاله كانت بأمر من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.

ويظهر الفيديو القيادي الحوثي الجرموزي بمعية مسلحين على سطح منزله، فيما عشرات المسلحين الآخرين يطوقون المنزل.

وقال الجرموزي في الفيديو وهو يوثق الحصار المضروب حول منزله “بيت الشاعر الجرموزي مطوق، يتصلون بي، هم يعرفون رقمي يتصلون بي الجانب الوقائي (المخابرات)”، إشارة إلى أن المليشيات أقدمت على اعتقاله دون سابق إنذار بأمر من قيادات رفيعة.

كما يظهر الشاعر الجرموزي وهو يُجري اتصالًا بقيادي يدعى “أبو ذو الفقار” يقول فيه إن منفذي الحملة “مسلحون ملثمون” يستقلون دوريات أمنية قائلا إنهم “دواعش” خرجوا بانتحال أوامر من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.

وخاطب الجرموزي قياديا آخر يدعى “أبو أحمد” عبر مكالمة هاتفية أيضا قائلا إن الحملة الأمنية خرجت من المحافظة قائلا إنه “لم يعطوه إشعارا أو بلاغا ولا يعرف الجهة التي تريد اعتقاله”.

وأشار إلى امتلاكه “كف خطاب” ممن يسمى وزير الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها بعدم اعتقاله على خلفية انتقاده لقيادات في المليشيات، قبل أن يعود لمهاجمته ومهاجمة الأمن الخاضع للحوثيين الذي وصفه بأنه “أمن مخترق”.

في هجومه على ما يسمى وزير الداخلية في حكومة الانقلاب عبدالكريم الحوثي قال إنه” كان الأجدى به إرسال الدوريات إلى جبهات مأرب لمواجهة الشرعية وليس إلى محيط منزله”.

وأكد أن الحملة الأمنية جاءت على خلفية انتقاداته لقيادات وصفها بـ”الفاسدة”، قائلا إن “التغيرات الجذرية” التي يجريها زعيم المليشيات انقلبت ضد أتباعه.

صراع صنعاء وصعدة
وكان الشاعر الموالي للمليشيات محمد الجرموزي وجه انتقادات لاذعة لما يسمى “القضاء” في مناطق سيطرة المليشيات، مشيرا إلى أنه أصبح قضاء مخترقا يدار من قبل “جهاز الأمن والمخابرات” التابع للمليشيات.

كما اتهم القضاء الحوثي بأنه أصبح جهازا أمنيا للدفاع عمن سمّاهم “الفاسدين والخونة”، وهو ما دفع المليشيات لاستدعائه عبر القضاء لكن ذلك قوبل في بادئ الأمر بالاعتراض من قبل القيادي عبدالكريم الحوثي، وفق مصدر خاص لـ”العين الإخبارية”.

وقال المصدر إن اعتقال الجرموزي كان بتوجيه من “جهاز الأمن والمخابرات” الخاضع للمليشيات وبإيعاز من القيادات النافذة في جناح صعدة على رأسهم القيادي محمد علي الحوثي وعبدالكريم الحوثي وأحمد حامد.

ما قاله المصدر أكده ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن مداهمة منزل “الجرموزي” جاء بعد انتقادات الرجل لقيادات حوثية عليا، وذلك في ظل تزايد الصراعات الداخلية في صفوف الجماعة خصوصا بين أجنحتها الأمنية بصنعاء وصعدة.

وأشار النشطاء إلى أن اعتقال الجرموزي رغم تاريخه الطويل في غسل جرائم المليشيات بشعره الطائفي والعنصري كونه ليس من الأسر السلالية المنحدرة من صعدة وإنما من جناح صنعاء الذي يعاني من سطوة القادمين من معقل الانقلاب ممن استفادوا بالامتيازات والمناصب الرفيعة.


المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى