تقرير خاص بـ"الأمناء" يتناول نشأة الإرهاب ومراحله وتصديره إلى الجنوب وكيف استطاع الجنوبيون مكافحته ودك معاقله (1-2)..
(الأمناء / تقرير خاص :)
ما النهج الذي اختطه حكام الدولة العميقة “صنعاء” لتصدير الإرهاب إلى الجنوب؟
كيف دعم أتباع الحوثي والمرشد العام حزبي “الإصلاح والرشاد” الإرهاب بالأحزمة الناسفة ولاطمي الصدور؟
ما أبرز الحروب القذرة التي استهدف بها “نظام صنعاء” المجتمع الجنوبي؟
ما دور الحراك السلمي في تحصين شباب الجنوب من الإرهاب؟
الأمناء / تقرير خاص :
قالها المستشرق البريطاني “جون ارمسترونغ” في مذكراته، ولكن بإشارة خفية وغامضة: “سيتم تنفيذ وصايا الصليبيين الأوائل وملحقات سايكس بيكو السرية، وذلك بضرب الإسلام بالمسلمين، وبدون تدخل جندي صليبي أو يهودي واحد”.
وأضاف المستشرق ارمسترونغ: “وسيتم تقسيم بلاد المسلمين إلى قطبين متناحرين (الشيعة الاثنا عشرية، والسنة المتشددة)، وذلك بإحياء العداء فيما بينهم وتأجيجه عبر كتبهم وقصصهم التاريخية التي يؤمنون بها حد الموت، وسنزيد ونضيف عبر المستشرقين والمتعاونين كلما استطعنا، حتى يُعرف الإسلام أنه دين حرب وتطرف، وسنضعف فيهم المذاهب التي فيها قبول للآخر مثل الشافعي الوسطي، والذي كان له قبول في كل شرق آسيا، وكان خطر هذا المذهب قد وصل إلى أوروبا رغم دعم التبشير في دول شرق آسيا المحتلة من الدول العظمى، ولكن الإسلام الوسطي هزم التبشير”.
أفكار سيد قطب وأيمن الظواهري
اعتنق سيد قطب في مصر المذهب الحنبلي، وكان يُعتقد أن سيد قطب كان سابقا لعصره في نظر أتباعه، وقد خُلدت أفكاره في 24 كتابًا قرأها عشرات الملايين، كان من بينهم المصري أيمن الظواهري، وهو القائد الحالي لتنظيم القاعدة خليفة مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
كان قطب هو الأكثر تأثيرًا في جيل شباب القاعدة، ووُصف بأنه “مصدر الفكر الجهادي”، و”فيلسوف الثورة الإسلامية”.
سيد قطب الذي يرى أن قتل المسلم الموالي للغرب فريضة وواجب للدفاع عن العقيدة، وأن قتل أي جماعة كافرة أو حتى مسلمة موالية للغرب دفاع شرعي عن العقيدة، لذلك كان الفقه التكفيري لقطب منهج القاعدة وداعش.
نشأة تنظيم القاعدة
كانت نشأة تنظيم القاعدة في أفغانستان، حيث هاجر الكثير من المجاهدين الحقيقيين بعد احتلال الاتحاد السوفيتي لأفغانستان للجهاد، ولكن بعد انسحاب السوفيت في ١٩٨٩ وبدعم دول الغرب سيطر الجهاديون أولا على أفغانستان، وهناك نشأ تنظيم القاعدة الدولي المكون من بعض الجهاديين المتطرفين العرب المؤمنين بأفكار سيد قطب بزعامة بن لادن وأعلن عن نفسه.
نشأة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ٢٠٠٦م
كان العامل المشترك لتنظيم القاعدة وداعش هو الدعم والرعاية الأميركية بحجة إيقاف المد الشيوعي والشيعي في الدول الإسلامية والإيمان بنهج سيد قطب.
وكان العامل المشترك لقادة تنظيم الدولة الإسلامية داعش هو اعتقالهم من قبل الأمريكان لفترات زمنية كانت كافية لجعلهم أكثر تشددًا من خلال تسهيل سلطات السجون الأميركية لهم التدريب على القتل وعلى المعدات القتالية وتوفير كتب التطرف وتجنيدهم.
وبعد ذلك إطلاق سراحهم لإملاء الأوامر عليهم للعبث في الدول المستهدفة، وخاصة الدول العربية، لإضعاف مقدراتها أمام إسرائيل ولتنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد كشرق طائفي يتقاتل مع نفسه.
خطورة تنظيم داعش
كانت خطورة تنظيم داعش أنه انتهج منجهًا منظمًا في تدمير الإنسان وتدمير التراث الأثري والثقافي في سوريا والعراق، ولم يمرّ عام حتى أصبح لتنظيم “الدولة الإسلامية” أفرع أو أجنحة في 11 دولة.
وفي العراق وسوريا بدأ البغدادي وأتباعه تنفيذ مشروع الدولة على أرض الواقع، بتطبيق نظرته المتطرفة للحكم الإسلامي، ووضع التنظيم بنية معقدة للحكم والرقابة، مكّنته من اختراق كل جانب من جوانب حياة الناس وبالطريقة ذاتها التي كانت تعمل بها أجهزة المخابرات الأميركية بعد إزاحة نظام صدام حسين.
واستفاد التنظيم من حالة القهر للجيش والأمن العراقي ضد الشيعة، وكان دور القادة السابقين من القادة والضباط في العراق والذين أصبحوا عملاء تنظيم الدولة الإسلامية السريين، يعلمون كل صغيرة وكبيرة تقريبًا عن كل شخص في العراق، منذ أن سيطروا عليه عام 2014.
ونجح التنظيم بدخوله في شراكة مع ضباط الجيش والأمن العراقي، ومن رفض التعاون والانضمام كان مصيرهم القتل والإعدام.. وكثير أيضاً وجد أن التعاون مع التنظيم انتقاما من الطرف الآخر الذي جاء على الدبابة الأميركية، ولكن قلة قليلة أصبح يتعاون ويقاتل عن عقيدة، ولم يكن لديهم خيار، فبمجرد أن تنضم إليهم فستظل عالقًا، ولو حاولت الهروب سيصفونك بالمرتد وسيقتلونك أو يقتلون عائلتك.
وكان من طبيعي في البداية أن يغيروا أئمة المساجد، وجاؤوا بأناس يتبنون نفس آرائهم، وعُدلت كتب المناهج الدراسية في المساجد والمدارس لتقسيم العالم إلى عالم كفر وعالم مسلم، وأصدر التنظيم أول مجلة إلكترونية اسمها دابق، وهي إحدى الوسائل لتجنيد المقاتلين الشباب من مختلف دول العالم.
نفس النهج اختطه قادة الدولة العميقة حكام صنعاء في الجنوب العربي؛ لأنهم ينتمون لنفس التنظيمين، بل إنه في الجنوب قد بدأوا بإقامة محاكم شرعية في المديريات خارج إطار مؤسسات القضاء.
الإرهاب في العربية اليمنية
من يقاتل لنصرة مذهبه على حساب موطنه، فسيخسر المذهب والوطن؛ لأن أمان وتأمين الوطن أساس نشر العقيدة الصحيحة وإبعاد المؤثرات الخارجية والداخلية الفوضوية.
وهذا حال الجمهورية العربية اليمنية حين تكالب على أمنها أتباع المرشد الأعلى وزعيمهم الحوثي والمرشد العام ممثلين بأحزاب الإصلاح والرشاد وغيرها، وفرقوا ناسها فيما بينهم، ولن يتركوها حتى تصبح “زريبة” ترعى وتمد الإرهاب الدولي المسافر بالأحزمة الناسفة ولاطمي الصدور، وهذا هو المنتج الوحيد الذي تنتجه مثل هذه الدول العميقة.
الإرهاب في الجنوب العربي
حقيقة، المجتمع في الجنوب العربي أهل اعتدال، ولم يسمح بأن تنتشر فوضى المذهبية لشيوخ الضلال والزندقة اليمنيين وأتباعهم، رغم وجود بعض التدخلات المدعومة من صنعاء، فلم يقبل المجتمع الجنوبي مثل هؤلاء لاعتقاد مجتمع الجنوب بأنهم متخادمين مع حكام صنعاء ويمارسون التقيه لخداع شباب الجنوب.
إرهاب الدولة العميقة في العربية اليمنية
الدولة العميقة هي دولة بداخل الدولة، أي أنها تعطل الدولة الوطنية وتسقطها لصالح مراكز نفوذ غير وطنية، وذلك بإنشاء ودعم اتحاد مراكز قوى تتحكم بمفاصل الدولة ومؤسساتها وتعرقل أي توجه وطني لهذه المؤسسات.
وفي الحالة اليمنية تتكون مراكز القوى أو النفوذ من اتحاد (عسكري- قبلي- ديني)، وهي أدوات الدولة الإرهابية العميقة والعميلة، التي يتحكم بها ويديرها نافذو مركز الهضبة الزيدية المقدس في اليمن.
مجتمع العربية اليمنية لعقود خلت سلطت عليه ثقافة اللا وطن (اللا دولة)، وأصبح – بمباركة دول عظمى وإقليمية – رقعة ترابية لتجميع الأخوة المجاهدين من شتى بقاع العالم؛ لمحاربة الكفرة، بحسب هذه الثقافة الضالة، وبحجة الجهاد أيضا يتم تجميع الإرهابيين.