مأساة جديدة.. بارود الحوثي يسقط العشرات بين قتيل وجريح
تتوالى كوارث الحرب في اليمن وتتعدد تبعات مآسيها في ضريبة مفتوحة لا يزال يدفع فاتورتها الباهظة المدنيون الآمنون في بيوتهم، فقد قتل 16 شخصاً بينما جرح 60 آخرون، إضافة إلى تهدم عدد من المنازل والممتلكات الخاصة بسبب انفجار مخزن للبارود مساء أمس الثلاثاء بمنطقة بيت سيلان التابعة لمديرية جبل يزيد قرب محافظة عمران شمال اليمن
ووفقاً لأحد أبناء المنطقة الذي فضل عدم ذكر اسمه، فقد نشب حريق في منزل تاجر السلاح الموالي للحوثيين محمد أحمد سيلان بمنطقة قاعة القريبة من مركز مدينة عمران ليؤدي لاحقاً إلى انفجار ضخم تسبب في مقتل 16 شخصاً وجرح 60 آخرين
وأوضح أن الانفجار نتج منه نسف المنزل بالكامل وانهيار جزئي لنحو 20 منزلاً خمسة منها انهارت بصورة تامة، وكذلك تصدع أبنية المنازل المجاورة وتدمير الممتلكات وسيارات الأهالي، فضلاً عما سببه من هلع وذعر في أوساط السكان
حوادث متكررة
وأشار المصدر إلى أن تجار الأسلحة الحوثيين عرف عنهم تكديس الأسلحة وبيعها في ذات المنطقة من خلال مخازن وسط الأحياء السكنية، خشية الاستهداف من قبل مقاتلات التحالف العربي المساند للحكومة الشرعية، لإدراك الحوثي أن التحالف يتجنب قصف المواقع الآهلة بالسكان
وأوضح المصدر أنه على رغم مطالبات الأهالي بنقلها إلى مكان بعيد عنهم إلا أن القادة الحوثيين تجاهلوا تلك المطالب، مما يعزز السرديات المتكررة الصادرة عن الحكومة اليمنية الشرعية التي سبق واتهمت الميليشيات وقادتها بتخزين الأسلحة وسط الأحياء السكنية خشية استهدافها، غير آبهين بما يترتب على ذلك من أخطار فادحة على سلامة السكان
وسبق أن شهدت مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات حوادث مماثلة نتيجة انفجار مخازن أسلحة في وسط الأحياء السكنية
سلاح منفلت
وتناقل نشطاء على مواقع التواصل صوراً ومقاطع فيديو للانفجار الذي تبعه حال من الهلع والرعب التي حلت بالسكان ودفعت بعضهم إلى تشبيهه بانفجار مرفأ بيروت
وقال الناشط يوسف القحمي من أبناء المحافظة عبر منصة “إكس” إنه نجم عن الانفجار سقوط عشرات القتلى والجرحى وتهدم أكثر من 10 منازل واحتراق عدد من السيارات، مشيراً إلى أن مستشفيات مدينة عمران مكتظة بالجرحى، في حين أفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (غير حكومية) بأن الانفجار المروع تسبب بالحاق أضرار بالغة بالمباني السكنية المجاورة وأدى إلى اشتعال النيران في عدد من السيارات، مما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما لم يصدر تعليق من السلطات الحوثية حتى اللحظة
ومنذ عقود يعاني اليمن انتشار السلاح إلى حد امتلاك بعض القبائل أسلحة متوسطة وثقيلة تضاهي ما لدى القوات الحكومية مثل الدبابات والمدافع وقاذفات الصواريخ وغيرها
وتشير تقارير دولية صدرت في وقت سابق إلى وجود نحو 60 مليون قطعة سلاح باليمن، في وقت تحذر الأمم المتحدة مما وصفته “بالوضع الإنساني والاقتصادي الحرج الذي بات على شفا المجاعة”، بالتزامن مع انخفاض التمويل لوكالات الإغاثة الإنسانية