اخبار محليةالأمناء نت

الإمارات.. دولة السلام والتنمية والتواضع

الإمارات.. دولة السلام والتنمية والتواضع

(أبوظبي / الأمناء / فيصل حسان:)

عندما تسير في شوارع مدنها الواسعة، يدهشك التدفق الإيقاعي للحياة الذي بدا وكأنه ينبض من كل زاوية، مواطنو الإمارات والوافدون إليها والذين يمرون بابتسامات على وجوههم، كانت بمثابة شهادة على السلام والوئام والتقدم في هذا البلد الصاخب الذي يجمع بين جنباته جنسيات متعددة.

 

من نواح عديدة، تعد الإمارات مثالا عظيما لما يمكن أن يحققه العمل الجاد والمتفاني، فالثورة  التنموية المذهلة التي مرت بها، دليل على عمل شعبها بجد لبناء هذا البلد الذي لا مثيل له من حيث التقدم والتنمية.

 

بدا لي أن المباني الشاهقة، التي تمتد إلى ما لا نهاية في السماء، تروي قصص النجاح الكبير الذي حققته هذه الدولة كما كانت مشاهد الجمال المذهلة بمثابة صدمة حضارية، إذ أن الجمال لم يكن فقط في العظمة المعمارية، إنما في كل تفاصيل الحياة فيها.

 

تنقلك بين إحيائها الراقية يشعرك بروح الانسجام والتآلف بين أبنائها والضيوف القادمين من شتى البلدان، فعلى سبيل المثال إن كنت ترغب في ركن سيارتك في أحد المولات التجارية، فلن تجد من يعترض عليك أو يعكر صفوك بصوت البوق أو بكلمة نابية، بل ستجد من يترك لك المجال بابتسامة وحسن نية.

 

وإذا دخلت إلى المولات التجارية، ستلمس في وجوه المواطنين الإماراتيين والوافدين معالم الود والاحترام، فيستقبلونك بكل ترحاب ويجيبون على استفساراتك بصدر رحب، سواء كانوا موظفين أو زبائن فلا تشعر معهم بأنك غريب، بل إنك في بلدك وبين أهلك، لا يقول لك أحدهم: يا يماني، كما نسمعها في بعض الدول العربية المجاورة، ولا تخشى من أن يقلل من شأنك أحد، فالإمارات دولة القانون والعدالة، وإذا ما تعرضت لأي إساءة من قبل أحد المواطنين، فلديك حق التقدم بشكوى إلى المحاكم المختصة، وستجد فيها الحق والعدل، دون تفرقة بين جنسية أو أخرى.

 

لكن هذه الحالات نادرة جدا، فالإماراتيون شعب مسالم ومؤدب ومضياف، لا يسعون إلى إثارة المشاكل أو التعدي على حقوق الآخرين، هذه هي صورتهم التي انطبعت في نفوس كل من زار ذلك البلد الغني بالثروات والأخلاق.

 

 فتتذكر حينئذ كثيرًا من المشاهد التي شهدتها في بلاد أخرى، حيث يغير البعض طبعه وسلوكه بمجرد حصوله على سيارة “عهدة” أو منصب جديد، فترى المقاعد الخلفية مزدحمة بالمسلحين الذين يستعرضون قوتهم وغطرستهم، وتشاهد الأسلحة والذخيرة تتدلى من نوافذ السيارات، وتسمع الصراخ والشتائم في كل مكان.

 

وبالعودة إلى الإمارات، فتجدها ملاذا آمنا وجنة سلام، ففي هذا البلد، يحظى الرجال والنساء على وجه الخصوص بحقوقهن كاملة، ولا يستطيع أحد أن يزعزع كرامتها أو يضطهدها، فالمحاكم هي التي تفصل في كل شيء.

 

كما أن القضايا لا يحق لأقسام الشرطة أن تنظر فيها، أو الوساطات القبلية، كما هو الحال في بلادنا التي تغيب فيها سيادة القانون وتسود فيها المحسوبية والفساد، بل المحاكم هي المختصة وحدها في ذلك، ففي الإمارات، لا يوجد فوق القانون أحد، وكل فرد ملزم بالالتزام بالنظام والانضباط، وهذا يشمل موظفي الدولة الكبار وأمراء البلاد الذين يتميزون بالتواضع والبساطة.

 

ومن أروع الأمثلة على التواضع والبساطة في الإمارات، هو مشهد رئيس الدولة وهو يتجول منفردا ويسوق سيارته بنفسه ويشرب القهوة في أحد المقاصف، فلا ترى حوله جنودا يغلقون الشوارع أو سيارات الرئاسة وضجيجها، فهو يحب أن يكون قريبا من شعبه ويشاركهم حياتهم اليومية.

 

ولا يخشى من شيء، فهو يثق بالله وبحب الناس له، وهذا المشهد يذكرنا بما قرأناه في كتب السيرة، عندما كان الخلفاء الراشدون يحكمون بالعدل والحكمة، وكانوا يختلطون بالناس دون تكبر أو تفاخر، تستحضرنا قصة سيدنا عمر -رضي الله عنه- عندما رقد تحت ظل شجرة، وكان يتقدم الجيش دون مراكب فخمة.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى