اخبار محليةعدن تايم

العجز في موازنة الحكومة وموازنة الاسرة اضعف اداء المعلم

معلم شاب كان واحدا من افضل معلمي الفيزياء ، ترك البلد للاغتراب فحصل على وظيفة في احدى المدارس الراقية في دولة خليجية تعرف على مالديها من وسائل تقنية حديثة في التعليم ووسائله ، فمنحته المدرسة بعض الدورات التأهيلية الداخلية على نفقتها لتنمية قدراته الذاتية ، فأبدع فيها وانعكس ذلك على ادائه بتقديم الحصص الدراسية ، فحضى باعجاب وتقدير المركز التعليمي في المنطقة لتكرمه الادارة التربوية فيها عدة مرات. .
المعلم المغترب لم يكن وحده بارزا ومتميزا كان لديه زملاء واساتذة من قبله اكثر تميزا ، فواحدة من المعلمات زميلاته في المدرسة كانت هي السبب في الدفع به وتشجيعه كونها رئيسة الشعبة الاكثر خبرة ومهارة وعطاء ابداعي متميز.

في احدى زياراته للبلد في الاجازة الصيفية قام بزيارة للمدرسة التي كان يعمل فيها فوجد ترحيبا مبالغا فيه ماكان يستحقه ، لكنها براءة المقصد وسلامة النية والفرحة التي عبر عنها زملاؤه بنجاحه في حياته الاسرية والراحة النفسية التي بدت عليه وظهرت بملامحه ومستواه المعيشي

بكل اسف وحرقة وبعد ان انقضاء سبعة عشرة عاما في الاغتراب عاد ليجد بعض زملائه وزميلاته في وضع معيشي اكثر سوءا من ذي قبل متاسفا على حالهم مقارنة بوضع زملائه المعلمين في الخليج .
دار نقاشا مفتوحا بينه وبين زملائه حول الاداء الوظيفي للمعلم وعلاقته بالحوافز التشجيعية والتقدير العام لوظيفة المعلم فتكلم هو ليضع المقارنة كونه جمع بين الوضعين الوظيفين كمعلم لدينا عشر سنوات ومعلم في الخليج خمسة عشر عاما ، فبين لهم ان وضعه ودرجته الوظيفية وراتبه وحوافزه تتغير وترتفع كل عام وحصل على فرص ودعم وتسهيلات في شراء منزل مناسب وآثاث وسيارتين واحدة للسفر واخرى للحركة الداخلية من والى العمل وانه يقضي اجازته السنوية واسرته خارج البلد تساهم المنطقة التعليمية بتذاكر السفر تشجيعا له ، ثم تذكر ايام العمل في المدرسة هنا ووضعه المزري ونفسيته المرهقة بالتفكير والهم والجري خلف البحث عن مصدر عيش يساعده في تحسين دخله واثر ذلك على عطائه في المدرسة التي كان يجاهد نفسه على تقديم افضل ماعنده للطلاب ، يقاطعه احد زملائه وهو يتنهد ودامعا يتكلم بصوت تملؤه العبرات اااااه ايش اقول لك ياصاحبي منذ سافرت انت ووفقك الله في الغربة الى يومنا هذا وراتبي بعد انقضاء خمسة عشر عاما لازال كما هو لم يرتفع ريالا واحدا ولم ارتقي درجة واحدة.

ضغط وظيفي علينا ازداد اكثر من ذي قبل بسبب انقطاع بعض المعلمين عن الحصص الاخيرة للعمل خارج المدرسة لتحسين وضعهم المعيشي لقد اشتكينا مطالبين بحقوقنا وبتحسين مستوانا المعيشي ، خرجنا وقفات احتجاجية واعلنا الاضراب عن العمل عاما بعد عام دون فائدة ، مضت سنوات ونحن نعاني من العجز الحكومي الدائم والفشل الذي لم يجدوا له حل ، ورواتبنا فقدت قيمتها .

.. فياعزيزي ،، انت كنت تستلم راتبك معنا قبل اغترابك مبلغ وقدره خمسة وستون الف ريال يمني كان يساوي ٣٥٠$ هو اليوم يساوي ٦٠$ اتصدق ذلك ، بعد اكثر من خمسة وعشرون عاما انا قضيتها في التدريس اتقاضى راتب شهري قدره ٦٠$ ولازلت كما انا لم اتمكن من الحصول على سكن خاص بي فالحمد لله اوله وآخره .

امامنا معضلة سببت لنا مانحن فيه ، عجز دائم في موازنة الحكومة الذي تعلن عنه كل عام وعدم القدرة على التوفيق بينه وبين العجز في موازنة الاسرة وهذا احباط وتدمر اضعف اداءنا الوظيفي ، صرنا نعاني كثيرا من التشتت الذهني والنرفزة والعصبية في المدرسة ، نشعر بانزعاج كبير من متطلبات المدرسة واحتياجات الاسرة ونحاول قدر الامكان الاستفادة من اوقات الفراغ في التعليم الخاص في البيت الضيق بدلا من التفرغ لاعمال المدرسة وتطوير قدراتنا ، عمل مرهق نفسيا وبدنيا من اجل الحصول على مبلغ بسيط نسدد به احتياجات الاسرة .

وبكل محبة وتقدير وعرفان عرض عليهم زميلهم المعلم المغترب راتبه الشهري الوفر قرابة ثلاثة الف دولار حبا وكرامة لزملائه وزميلائه الذين عز عليهم اخذ المبلغ منه لولا ثقتهم بنبل اخلاقه والمحبة والتقدير والاحترام لهم ، فكانت الثلاثة الف دولار تساوي اربعة ملايين وخمسمائة الف ريال تم تقسيمها على ثلاثين معلم في المدرسة بواقع ١٥٠ الف ريال يمني بما يساوي راتب شهرين لكل معلم.

فمتى ياترى تنتهي ازمة الحكومة وموازنتها المالية المتعثرة التي اضرت بموازنة اسرة المعلم المتدهورة فاضعفت اداؤه الوظيفي وارهقته نفسيا وبدنيا يخشى عليه من ……. وتعيد الحكومة التفكير مليا بحاجتها من التعليم وتقدير احتياجاته ومتطلبات النهضة به والتي لن تتحقق لها بدون الالتفات الى وضع المعلم وتحسين مستواه المعيشي وتعويضه عن حالة الاحباط والتدمر التي ارهقته

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى