تحليل: ما حقيقة اختطاف الحوثيين لسفينة إسرائيلية ؟
ما حقيقة اختطاف الحوثيين لسفينة “إسرائيلية “؟
ثابت حسين صالح*
رغم محاولة الحوثيين حبك خبر رواية اختطاف السفينة جالكسي ليدر التي قيل انها إسرائيلية…
“غالاكسي ليدر” رغم أن طاقمها دولي مكوّن من 25 فرداً، الأحد، جاء هذا الاعلان بعد أيام من تهديد الحوثيين المدعومين من إيران باستهداف السفن الإسرائيلية، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس.
إلا أن التصريحات والتحقيقات اللاحقة دحضت تلك الرواية جملة وتفصيلا.
الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وقال إنها “غادرت تركيا في طريقها إلى الهند وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة وليس بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية”.
بعد ساعات على اعلان الحوثيين اختطاف سفينة شحن بالبحر الأحمر، اوضحت قناة الحرة الأمريكية أن الصورة التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي زعم ناشروها أنّها لسيارات كهربائيّة كانت على متن هذه السفينة وأُفرغت في اليمن.
إلا أنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة قبل سنوات في أحد موانئ تايلاند.
تظهر الصورة سفينة شحن ضخمة راسية في مرفأ وتبدو مئات السيارات مركونة على الرصيف المحاذي.
حقيقة الفيديو الحوثي:
الفيديو لا يُظهر لحظة اختطاف السفينة.
ففي الفيديو المتداول، يظهر اسم السفينة Gentle Leader الذي يرشد البحث عنه إلى الفيديو الأصلي منشوراً على يوتيوب بتاريخ 11 نوفمبر الجاري أي قبل أيام من حادثة اختطاف السفينة.
ونشرت الفيديو قناة ألمانية متخصّصة في نشر محتوى عن حركة السفن، وقالت إنه يُظهر سفينة لنقل السيارات.
وبحسب بيانات موقع مارين ترافيك المتخصّص برصد حركة السفن تتوجّه هذه السفينة لحظة إعداد هذا التقرير من مرفأ بريمرهافن في ألمانيا إلى مرفأ كريستوبال في بنما.
ويبدو أن الحوثيين بعد اعلاناتهم المتتالية عن ثمان هجمات صاروخية وهمية وبالطيران المسير أيضا باتجاه اسرائيل…حاولوا هذه المرة ابتداء فكرة خطف سفن الشحن والتميهد لذلك إعلاميا.
حتى وإن صحت رواية الحوثيين ، وهو احتمال ضعيف…فإن هناك فرضيتان:
الفرضية الأولى ان تكون العملية برمتها متفقا عليها بهدف انزال اسلحة مرسلة للحوثيين تحت مظلة اختطاف السفينة.
والفرضية الثانية أن الحوثيين نفذوا العملية بانفسهم وبامكانياتهم الذاتية…وهذا احتمال ضعيف جدا سواء من الناحية السياسية أم من الناحية التقنية.
وهذا سيطرح سؤال عن موقف ودور بحرية ودفاعات التحالف ومصر. وعلى أي حال يظل هدف كل تصرفات إيران والحوثيين ليس مهاجمة اسرائيل ، بل زعزعة أمن واستقرار المنطقة وضرب الاقتصاد المصري خاصة، وتشديد العقاب الجماعي على جنوب اليمن.
* باحث ومحلل سياسي وعسكري