رسالة عاجلة للمبعوث الدولي لليمن بخصوص قضية الجنوب العربي
السيد /مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن
عزيزي هانس غروندبرغ،
الموضوع: نداء عاجل للاعتراف والدعم للقضية العادلة لاستقلال الجنوب العربي وتقرير مصيره
أكتب إليكم لألفت انتباهكم الفوري إلى قضية ذات أهمية قصوى ينبغى ان تحظى بالاولوية من قبلكم: وهي السعي المشروع والطويل الأمد من أجل الاستقلال وتقرير المصير لشعب الجنوب العربي.
وكما يشهد التاريخ، فقد كان الجنوب دولة مستقلة تتمتع بالاعتراف الدولي الكامل، وتمتلك مقعدا شرعيا داخل الأمم المتحدة. وفي عام 1989، مهد اتفاق بين قادة الجنوب والجمهورية العربية اليمنية الطريق للوحدة. ومن المؤسف أن ما تلا ذلك كان بمثابة خيانة للشروط والبنود المتفق عليها، مما أدى إلى العدوان العسكري لنظام صنعاء على الجنوب في عام 1994. ..
اتسمت آثار هذا الصراع بعواقب مدمرة على الشعب الجنوبي: احتلاله عسكريا، وطرد القادة الجنوبيين الشركاء من السلطة، وإصدار أحكام الإعدام الجائرة بحقهم، والفصل الجماعي للمدنيين والعسكريين من وظائفهم العامة ونهب الموارد،والعبث بالثروات والممتلكات العامة والخاصة ومحو الهوية الثقافية،والسياسية والقمع واسع النطاق ضد الجنوبيين دون تمييز.
إن قضية الجنوب من أجل الاستقلال والسيادة قضية عادلة لا لبس فيها، وتؤكدها كل المواثيق والقوانين والحقوق الأساسية الدولية. إن التصميم والتضحيات التي قدمها شعب الجنوب على مدى عقود من الزمن لاستعادة دولته المشروعة تتطلب اهتمام ودعم المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة الموقرة ومجلس الأمن التابع لها.
ومن المحبط أن نشهد تركيزاً غير متناسب على صراعات أخرى في اليمن مع تجاهل التطلعات المشروعة للجنوبيين. إن الاهتمام والموارد الموجهة في المقام الأول نحو التمرد الحوثي، على الرغم من أهميتها، لا ينبغي أن تحظى بالاولوية على حساب القضية العادلة لشعب الجنوب أو تتجاهلها.
إننا نحثكم بكل تواضع على إظهار الإنصاف والعدالة والنهج المتوازن من خلال إيلاء الاعتبار والاهتمام الواجبين للمطالب المشروعة للشعب الجنوبي في تقرير المصير واستعادة دولته. إن استعادة وضعنا المستحق كدولة مستقلة وذات سيادة على ماگنا عليه قبل الوحدة المشؤمة ليس مجرد حلم، بل هو حق أساسي يتطلب الاهتمام البالغ والاعتراف العاجل والدعم اللامتناهي من قبل المجتمع الدولي والعالم ككل.
لقد قدم الجنوبيون تضحيات كبيرة وواجهوا مصاعب اليمة، ويقع على عاتق المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة، الدفاع عن قضيتهم والمساعدة في تحقيق تطلعاتهم المشروعة.
إننا نناشدكم أن تدركوا مدى إلحاح وأهمية معالجة القضية الجنوبية واتخاذ خطوات حاسمة نحو الدعوة إلى استقلالهم المشروع وتقرير مصيرهم.
أشكركم على اهتمامكم بهذه المسألة الحاسمة. ونحن نتوقع بفارغ الصبر إجراءاتكم الإيجابية والداعمة في هذا الصدد.
بإخلاص،
حافظ الشجيفي
مواطن جنوبي
المصدر