بيان صادر عن حركة أحفاد القردعي بمناسبة الذكرى( 76)لثورة الدستور في عام 1948م
(الامناء نت/خاص:)
تؤكد منحنيات التاريخ العلاقة الوثيقة بين صناعة الماضي والحاضر والمستقبل، فلكل شعب تاريخ ومجد تراكمي أسهم في صُنع يومه وحاضره ومستقبله، ولولا الأمس لما وجد اليوم والغد، وهذه الحقيقة التي لا مفر منها، ولا يتهرب منها إلا جاهل أو جاحد، وتاريخنا اليمني شاهد على ذلك، ومسجل في صفحاته.
إن اليمن الجمهوري جاء بعد حقبة مظلمة.. إمامية كهنوتية، فلولا الطلقة القردعية التي اخترقت رأس الكهنوت في 17من فبراير 1948 والتي كانت بداية العد التنازلي لنهاية حقبة الإمامة، لما انبلج فجر ال 26 من سبتمبر الجمهوري العظيم بعد قرابة عقد ونيف من تلك العملية البطولية.
واليوم يدين اليمنيون بالفضل للفارس الذي أطلق، ولليد التي ضغطت على الزناد وللقلب الشجاع الذي ربط جأشه وأزال العقبة الكبرى التي كانت تحول بين الشعب وحلمه بالخلاص، فتلك الخطوة التاريخية جائت بمجهود جمعي وذاتي ولم تقف خلفها دولاً ولا اطراف داخلية كانت او خارجية، فكان البطل الشهيد الشيخ/ علي ناصر القردعي أول من سجّل موقفاً بطولياً في تاريخ النضال اليمني المعاصر وشرع في رسم ملامح اليمن الجمهوري بذلك الفعل الخالد.
وعندما عادت فلول الإمامة بحلتها الحوثية المنقلبة على النظام الجمهوري في 21 سبتمبر من العام 2014 الأسود كان ولابد من ميلاد حركة أحفاد القردعي كردة فعل طبيعية وصحوة يمانية وهوية تاريخية نضالية وطنية تقف أمام هذه العودة وتسهم في ترسيخ الفكر والفعل المقاوم لهذه العودة وتقض مضجعها، متخذة موقفاً ذو بُعدين “سياسي وتاريخي”، سياسي بطموح الحركة وشروعها في الإسهام في العمل السياسي والنضالي، وخلق حضور في المشهد القائم، وتاريخي بأن عملت على إحياء ورد الاعتبار للشخصية النضالية الفدائية الأولى متمثلة بالشيخ الثائر البطل علي ناصر القردعي كبطل قومي وشعبي لا يمكن إغفال دوره الريادي واستعادة ألقه ونموذجه في طريق استعادة الجمهورية والقضاء على المليشيات الحوثية المعادية للإنسان والتاريخ في أرضنا الطاهرة.
فمنذ بزوغ نجم الحركة “حركة احفاد القردعي” كان لها حضورها فعالاً وجدياً وذا بصمة واضحة، إذ حرصت الحركة على إحياء هذه الذكرى في عدد من المحافظات المحررة بمهرجانات وإقامة فعاليات ثقافية وفكرية موجهة لإستعادة المجد وحث الهمم وإضاءة درب النضال الجمهوري في هذه المرحلة المهمة من تاريخ شعبنا ووطننا.
الغريب في المشهد السياسي الرسمي المتمثل بالحكومة الشرعية المعترف بها دولياً أو الشعبي العام أن هناك أطرافاً وجهات وشخصيات سياسية وإعلامية ونخباً لها ثقلها في الواقع نصبت العداء والتذمر لحركة أحفاد القردعي، واوغلت في عدائها لها استهجاناً وتقليلاً من شأنها، واستهدافاً لحضورها وفاعليتها في مضمار النضال الوطني وصنع الوعي الجمعي سياسياً وتاريخياً وثقافياً، وهذا من وجهة نظرنا ينم عن جحود جلي ونكران مُبطن لدور الرائد الأول أو للأحفاد المؤسسين للحركة في هذه اللحظة العصية من حاضرنا المتأزم ولحظتنا الشائكة المتخمة بالتعقيد والغموض، والعصية على الفهم وفرز المواقف وتباينها وتناقضها المثير للإشفاق والغرابة.
لكن هذا الأمر ليس بغريب علينا، فنحن على اطلاع وإدراك بخلفيات ذلك التهميش والإهمال الذي حاق بشخصية البطل علي ناصر القردعي منذ نجاح ثورة 26 سبتمبر وصعود النظام الجمهوري، حيث بقت شخصيته هامشية ودوره طي التجاهل والنسيان المُتعمد طيلة عقود ومن حكومات متعاقبة حتى كادت تلك الأدوار ان يغيب، ويأفل نجمها في ذاكرة الأجيال في سياق إغفال متعمد وجهل مركب وممنهج أهمل الرموز الوطنية وبخس أدوارها، وهو ما خلق جيل يمني بلا وعي ولا هوية ولا تاريخ، وكان كل ذلك نتاج غفلة دوائر صنع القرار الجاهلة بأثر وقيمة ربط الأجيال بين ماضيها وحاضرها وأهمية بنائها بثقافة وطنية وتاريخية تحصنهم بالمناعة والمرجعية الوطنية اللازمة لصد كل عوامل الهدم والاعتداء على الخطوط الحمراء في حياتهم وحياة وطنهم ومصيرهم الوجودي .
وبناءً على ماسبق فإن حركة أحفاد القردعي تدين وتستهجن ذلك الاستهداف والتشويه والتقليل من دورها النضالي وإسهامها الجبار في خلق وعي وطني إيجابي موجه من الحركة بإهتمام لتفكيك حالة الجمود والركود والخيبة التي تخيم على واقعنا اليمني سياسياً واجتماعياً وتاريخياً، وما يؤسفنا في حركة احفاد القردعي ان ذلك النيل المُستهدِف للحركة صادِر من جهات تنتمي إلى الصف الجمهوري والخندق الواحد الذي من المفترض أنه يجمع كل الشرفاء والمناضلين والأحرار من أبناء الشعب اليمني الذين يسعون لتحرير الوطن واستعادة نظامه، ونؤكد لأبناء شعبنا ان صدور تلك الاتهامات ممن يدعون الانتماء إلى الجمهورية ومعركتها المصيرية إنما يفضح نواياهم الرخيصة وخدمتهم للعدو السلالي بطريقة غير مباشرة تستهدف كل من يعاديه، وتقلل من شأنهم وتسعى إلى إيقاف مسارهم وثنيهم عما عزموا عليه من إرادة وعزيمة وإخلاص لوطنهم وقضاياهم، والحقيقة التي يجب ان يعرفها اولئك المغرضون، أن إرادة الحركة وطموحها السياسي في النضال والكفاح تتجاوز عدائهم وتطمر أفعالهم ولن تأبه باصواتهم النكرة الذي لا تسيء إلا لمن تصدر عنه، فقد خبر اليمنيون خصمهم وعرفوا أجنداته ومن يتدثر بأفكاره العنصرية ومن يخدمه سراً أو علانية وداسوا على الأوهام ومضوا غير مكترثين بتلك الفرقعات البلهاء المعتقة بالدجل والتدليس والوهم .
ومن هنا فإن حركة أحفاد القردعي تشعر بالأسف وتلتمس العذر حول عدم إقامة فعالياتها الخاصة بإحياء يوم 17 فبراير ذكرى الثورة الدستورية التي أسسها صنيع الشهيد البطل الشيخ / علي ناصر القردعي، وذلك لأسباب خاصة حالت دون القيام بذلك، لكنها ستظل حاضرة بفاعلية وإصرار وتحدٍ حتى تحقيق هدف شعبنا اليمني في الخلاص من دنس السلالة العميلة ومشروعها العنصري ونهجها الرجعي، والقضاء على كل خائن وعميل يستهدف استقرارنا وسلامنا وهويتنا وتاريخنا وحاضرنا الممتد منذ ميلاد الخليقة والضارب في عمق التأريخ منذ الأزل كأمة لا تعرف الانكسار وشعب لا يستسلم للهزيمة.
المجد لليمنيين الأقيال،
الخلود للعظماء الأبطال،
النصر للمناضلين الأشبال،
عاشت اليمن حرة أبية،
والرحمة للشهداء الأبطال الذين صنعوا المجد بشرارة سيوفهم ولهب نيرانهم ومزقوا وجه الإمامة أشلاءً.
ونعاهد الله والوطن اننا على دربهم سائرون ومن رماحهم مُصبغون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حركة أحفاد القردعي .
2024/2/17