لقاء مسقط ومحاولات قتل القضية الجنوبية
تُسجل غداً لحظة تاريخية في العاصمة العمانية مسقط، حيث يلتقي ممثلون عن ما يُعرف بالشرعية اليمنية وجماعة الحوثيين، الذين أطاحوا بهذه الشرعية من صنعاء قبل سنوات. ورغم الأهمية السياسية لهذا اللقاء، تُثير التقارير المتعلقة بأجندته الكثير من الجدل، إذ تخلو من أي بنود تتعلق بحقوق الجنوب وشعبه.
ولم تتطرق أجندة اللقاء إلى أي من القضايا الجوهرية التي تهم الجنوب، بما في ذلك حق تقرير المصير أو حتى الاعتراف بالمعاناة التي تكبدها أبناء الجنوب طوال الثلاثين عاماً الماضية. هذه المعاناة التي تضمنت إراقة دماء طاهرة سعياً لاستعادة حقوقهم، والتي يشهدها المجتمع الدولي دون أي تدخل جاد.
ويأتي اللقاء وسط استياء شعبي جنوبي متزايد، حيث يُنظر إليه على أنه محاولة أخرى لتهميش مطالب الشعب الجنوبي، الذي عانى من الاحتلال، والقتل، والتنكيل، وانقطاع الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والرواتب، لسنوات طويلة.
ولكن المسؤولية التاريخية اليوم تختلف فهي تقع على عاتق الجنوبيين في لقاء الغد، حيث يُنتظر من الشعب الجنوبي أن يفرض وجوده على الساحة السياسية كما فعل الحوثيون سابقاً، وأن يدعم المجلس الانتقالي الجنوبي،
و هناك دعوات للخروج الشعبي لدعم الانتقالي، وفرض أمر واقع جديد على الأرض يغير من معادلة القوة ويعيد الجنوب لأبنائه. الخيار أمام الجنوبيين واضح: صنع تاريخهم بأنفسهم وعدم الانتظار لأي حل خارجي، والمطالبة بحقوقهم المشروعة وفرضها على الأرض.
المصدر