تعازينا في وفاة السفير أحمد ناجي سعيد
(الأمناء نت / خاص: )
بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره تلقينا خبر وفاة السفير أحمد ناجي سعيد في أحد المستشفيات في القاهرة بسبب مرض عضال. يعد المذكور من أبرز الكوادر الوطنية الجنوبية التي لها رصيد سياسي ونضالي وتأثير جماهيري حيث بدأت اولى مشاركاته النضالية في ثورة ١٤ اكتوبر ٦٣ ضمن شباب الجبهةالقومية في إسقاط إمارة الضالع بيد الثورة ،وبعد الاستقلال في عام ٦٧ عين في مكتب الرئيس سالم ربيع علي وكان من افضل الكوادر الإدارية المثقفة التي يعتمد عليها الرئييس حينها. حاز على تأهيل سياسي في الداخل والخارج ثم انتقل للعمل في السلك الدبلوماسي في وزارة خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتنقل في عدة سفارات لدول عربية وأجنبية منها المغرب وليبيا .
.وبعد حرب 94 تعرض كغيره من الكوادر للاقصاء والتهميش واجبر على البقاء في منزله رغم مؤهلاته وخبراته السياسية والدبلوماسية ، وبعد أن بدأت المشاورات لتأسيس حركة المتقاعدين العسكريين الجنوبيين كان الفقيد حاضرا وشارك بفعالية في تأسيس منتدى التصالح والتسامح في منزل رفيقه المناضل ثابت احمد علي الصبيحي في حي عبد العزيز عبد الولي وكان للفقيد احمد دور كبير في شرح وبلورة مشروعية القضية الجنوبية وحقوق المتقاعدين حتى صار ذلك المنتدى مركز جذب للمتقاعدين والنشطاء والسياسيين الجنوبيين من كل الأطياف على قاعدة التصالح والتسامح لتثوير الحراك السلمي الجنوبي وتقييم أداءه باستمرار. والتحق الفقيد تنظيميا بمكون الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب وعين مدير للدائرة السياسية فيها حتى تشكيل المجلس الانتقالي في العام ٢٠١٧ فكان للفقيد دور فعال في حث مكونات الجبهة على تأييد اعلان عدن التاريخي والانخراط في المجلس الانتقالي الجنوبي.
لقد كان الفقيد متميز في ثقافته السياسية وإخلاصه لقضية شعب الجنوب وتجلى ذلك من خلال محاضراته التثقيفية المستمرة في العديد من منتديات محافظة عدن ولقاءاته التلفزيونية في قناتي عدن لايف وعدن المستقلة إلى جانب أنشطته الميدانية مع الجماهير أثناء فعاليات الحراك السلمي فهكذا عاش مناظلا مخلصا من أجل استعادة وطنه ناكرا لذاته لم يبحث عن مصالح أو مناصب. ويشهد الله أنه رفض امتيازات واغراءات قدمت له لحرفه عن مشروع القضية الجنوبية التي ظل متمسكا بها حتى وفاته،وكم كان يتمنى أن يعيش اللحظات التاريخية للاستقلال الثاني للجنوب لكن قضاء الله وقدره حال دون ذلك .ورغم التاريخ الحافل والرصيد الكبير للفقيد الا انه وللاسف الشديد تعرض للاهمال والنسيان من قبل الجميع في مستحقاته وعلاجه حتى فارق الحياة متأثرا بأمراض عدة لم يقوى على علاجها. وبرحيله يكون الجنوب قد خسر هامة وطنية سياسية في وقت حساس ومفصلي كهذا زادت فيه التحديات والمؤامرات أمام قضية شعب الجنوب.
.. ..ولا يسعنا إلا أن نزف تعازينا الحارة ومواساتنا القلبية الصادقة إلى اخويه المناضل محمد ناجي سعيد والصحفي علي ناجي سعيد والى أولاده وجميع افراد أسرته وأقاربه ونعزي أنفسنا في المقام الأول ، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الاعلى ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..وانا الله وانا اليه راجعون
أ.د. خالد مثنى حبيب