المقالات

خمسة مشاهد من قضية أختطاف علي عشال

الشعوب العظمية هي التي تحول أحزانها الى نصر ونكساتها الى نهضاتها من بين الركام الى أعالي القمم فقد أصبحت قضية أختطاف علي عشال رغم كل تفاصيلها المحزنة لنا جميعا الا أنها كانت بشارة خير من الله لتكشف لنا حقائق خطيرة وعصابة أجرامية نخرة الوطن وطعنته في الخاصرة وكان القضية في تفاصيلها خمسة مشاهد بحسب قدرتي وتقييمي المتواضع .

الموقف الاول الاصطفاف الوطني الرسمي و الشعبي الكبير خلف عدالة القضية مما يعكس الشعور بالمسؤولية وهب الجنوب كالجسد الواحد فكانت أبين على أبنها مكلومة حزينة و أجاب الجنوب صداء ذلك الانين بالدعاء والابتهال الى الله بان يحفظ ولدنا عشال و أن يعيده الى أهله سالما معافى ثم من خلال بيانات التأييد و المساندة ، هذا المشهد وما يحمله من صورة أنسانية معبرة رسمة من صدق المواقف معنى عظيم بحجم عظمة هذا الشعب وقدرته على صناعة نصره من نكساته وأحزانه.

الموقف الثاني يتجسد في موقف الابطال من اللواء الركن شلال شايع و اللواء الركن مطهر الشعيبي الذي وضعوا يدهم على مكامن الخلل وحددوا بشجاعة عناصر التآمر و الخيانة والغدر التي نالت من أخينا عشال ، وكشفوا قبل الجميع بما فيهم أهل عشال أنفسهم الذي كانوا يجهلوا حجم الخيانة و تورط العصابة الاثمة التي كانت تكتسي ثوب الواعظين وتدعي حرصها بالبحث عن علي عشال مع أهله في الشرط و الجهات الامنية فكانوا يمكرون ولكن الله كشف حقيقتهم و الله خير الماكرين ، وما عزز تلك المواقف بالقرارات الشجاعة لرئيس اللجنة الامنية العليا بقيادة الفريق الركن محسن الداعري وزير وزارة الدفاع في اقالة كافة المتورطين في جريمة الاختطاف وحالتهم للجهات المختصة لاستكمال الاجراءات القانونية بحقهم وهنا يتجسد كيف ثار رجال الضالع في الاجهزة الامنية على ولدهم عشال أبن محافظة أبين الابية .

الموقف الثالث في حكمة العقلاء الذي تزينت به محافظة أبين وهي المحافظة التي عرفت ماضيا وحاضرا بمصنع العقلاء ورجال العلم و دهاة السياسة و أهل الثقافة و القبيلة و الاعراف الاصيلة ، فشكل أبناء الجعادن لجنة من خير أبنائها للبحث في قضية ولدهم علي عشال بالطرق القانونية و كان بجانبهم القيادي المناضل أديب العيسي الذي ساهم في صنع مخارج للازمة ومنعها عن الانحراف عن مسارها وبقائها في إطارها القانوني و الحقوقي العادل و معه أخيه وبجانبه دائما رفيقه ذيب الجنوب مدير أمن أبين أبومشعل ذخرا وسندا في تصويب مسار القضية بالعمليات الامنية الناجحة في مداهمة أوكار الغدر والخيانة بالتنسيق و المساندة من أمن العاصمة عدن وقوات مكافحة الارهاب.

الموقف الرابع تمثل في التعبير السلمي العظيم لأهل أبين وتلك الرايات الخفاقة التي رفعت على سماء عدن من عمق قرى أبين الى قلب العاصمة عدن رسمة لوحة معبرة عن تمسك الاحرار بأحلامهم وتطلعات شعبهم وحق الجنوب بالحرية وهنا ضرب العدو في مقتل وتحطمت كل مخططاته في أظهار أبين بصورة لا يليق بها ولكن هي الأبية دائما الكريمة بخير شبابها فداء لثرى الجنوب الطاهر وتضحياتهم العظيمة دفاعا عن عدن و الضالع وكل محافظات الجنوب كانت دماء الابطال حاضرة زكية ولنا في صفحات الفخر و العزة أسماء خالدة من كوكبة شهداء الجنوب وثورته الباسلة.

الموقف الخامس والذي لا يمكن نسيانه كتب عنوانه جنود قواتنا المسلحة و الامن الذي مثل موقفهم أروع صورة للجندي الامين على وطن وشعبه ، من خلال الحرص على أن لا ينال الجماهير أستهداف من الجماعات الارهابية الحوثية و خلاياها الاجرامية فقد كان موقف الامن من خلال منع تجمعهم وحثهم على العودة حرصا وخوفا من شرا يريده العدو وحقدا يخططه له كما أعتاد دائما في عملياته الارهابية في العاصمة عدن ، ولكن عند أصرار الجماهير على تظاهرهم السلمي رافقت قوات الامن طول خط المسيرة وتعاملت بحكمة و وعي فريد بالرغم من الضغط النفسي المصاحب لضغط الجماهيري و قدمت خير جنودها فداء في تامين الجماهير الجندي البطل الشهيد محمد الورد وتم السماح لهم بالدخول الى الساحة بعد أزاحة العناصر المشبوهة التي حاولت أستهداف المتظاهرين و قوات الامن ، فكان تلك الرصاص في الهواء رسالة تامين و تطمين أن لدينا قوات أمنية تتمتع بأعلى درجات الشعور بالمسؤولية و الحرص على أمن الشعب و الوطن.

حفظ الله الجنوب من كل مكروه

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى