انتقالي وادي وصحراء حضرموت يعقد ندوة شاملة حول رؤية الإعلام الجنوبي لقضية شعب الجنوب.
سيئون(حضرموت21) إدارة الإعلام والثقافة بالهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت
نظمت إدارة الإعلام والثقافة بالهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت ندوة موسعة تحت عنوان “رؤية الإعلام لقضية شعب الجنوب”،جاءت هذه الندوة برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واحتضنت حضورًا بارزًا من الشخصيات الإعلامية والسياسية بوادي وصحراء حضرموت.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية للأستاذ محمد عبد الملك الزبيدي رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت ، رحب فيها بالجميع في هذا اللقاء المهم الذي يجمع نخبة من الإعلاميين.
وقال: “قدم الإعلام الجنوبي قافلة من الإعلاميين والشهداء الذين نقلوا صورة الجنوب، وأوصلوا صوته إلى العالم، واليوم الدور على الإعلاميين كبير وهم قادرون على تحمل هذه المسؤولية نظرا لتضحياتهم الكبيرة”.
وأضاف: “لقد نقل الإعلام الجنوبي صورة الجنوب إلى الخارج، وكان دور الصحفيين بارزا، حيث قدموا دماء وتضحيات من أجل القضية الجنوبية”.
مؤكدا على أهمية توحيد الصف الجنوبي والحضرمي في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها حضرموت والجنوب، ويجب على الإعلاميين أن يؤدوا دورا محوريا في تنوير الناس حول ما يجري في حضرموت.
تضمنت الندوة عدة أوراق بحثية تناولت الأبعاد المختلفة للإعلام ودوره في قضية الجنوب,وقدم الأستاذ نبيل سعيد مطبق ورقة بحثية بعنوان ” الإعلام الجنوبي بين تحديات بيئة العمل الصحفي.. ومعايير الممارسة المهنية. في هذه الورقة، استعرض مطبق مسار تطور الإعلام الجنوبي منذ انطلاقة الثورة الجنوبية في العام 2007م، مشيرًا إلى أن الإعلام الجنوبي بدأ بإمكانات متواضعة، ومع ذلك، كان له دور كبير في تغطية مسيرة الثورة.
وذكر مطبق أن الإعلام الجنوبي مرّ بمراحل عديدة، حيث نجح في كسر حاجز الصمت والخوف الذي فرضه النظام السابق، الذي كان يسعى إلى قمع الحريات، وبرزت أولى القنوات الفضائية الجنوبية في العام 2011م، مما أدى إلى ظهور عهد جديد من الصحافة المستقلة التي تبنت سياسات إعلامية جديدة بعيدة عن التوجهات الرسمية.
كما تطرق مطبق إلى التحديات التي تواجه الإعلام الجنوبي، بما في ذلك إشكالية واحدية الخطاب وغياب ثقافة الحوار. وأكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر لتأسيس قاعدة قوية للنقاش العام، مما يسهم في تحسين دور الإعلام في الحياة الديمقراطية.
من جانبه، قدّم الأستاذ خالد محسن الكثيري ورقة تحليلية تناولت “الإعلام المعادي لقضية شعب الجنوب”، حيث أوضح أن هذا الإعلام يهدف إلى تحقيق أجندات معينة من خلال نشر الأخبار الزائفة والتشويه الواضح للحقائق. وذكر الكثيري أن الإعلام اليمني، سواء التابع للسلطة أو المعارضة، يتفق على معاداة القضية الجنوبية، وخاصة فيما يتعلق باستحقاقاتها في المطالبة بالتحرير والاستقلال.
وتناول الكثيري أهداف الإعلام المعادي، موضحًا أنه يسعى إلى تقسيم صفوف الجنوبيين من خلال حملات تشويهية تهدف إلى تحميل القضية الجنوبية مسؤولية مشكلات النظام السابق.
كما أشار إلى أن الإعلام المعادي يروج لمفاهيم مغلوطة مثل “الماركسية والشيوعية”، بهدف تعبئة الرأي العام ضد الجنوب.
اختتمت الندوة بورقة ثالثة قدمها الأستاذ أمجد يسلم صبيح، مدير إدارة الإعلام والثقافة بانتقالي وادي وصحراء حضرموت، تناولت “كيفية مواجهة الإعلام المعادي لقضية شعب الجنوب”وركزت الورقة على استراتيجيات تعزيز مصداقية الإعلام الجنوبي ودور الصحافة الاستقصائية ووسائل التواصل الاجتماعي في فضح الأكاذيب والشائعات.
وأكد صبيح على ضرورة تعزيز الوعي العام حول خطورة الشائعات وتأثيرها السلبي على المجتمع، مشددًا على أهمية تطوير استراتيجيات الإعلام البديل.
كما أشار إلى أهمية الدعم المالي واللوجستي للإعلام الجنوبي، مع ضرورة توفير الحماية للصحفيين المستقلين.
في ختام الندوة، أُصْدِرَت مجموعة من التوصيات المهمة، بما في ذلك تعزيز التدريب المستمر للصحفيين، وبناء شراكات مع المؤسسات الإعلامية الدولية، وتكثيف برامج التوعية للجمهور حول التحقق من الأخبار، بالإضافة إلى استخدام التقنية الحديثة لرصد وتحليل الأخبار الكاذبة.
وشهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من قبل الحضور، حيث كانت النقاشات غنية ومثمرة، أكدت أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الوعي ومواجهة التحديات التي تواجه الإعلام الجنوبي وتدعيم القضية الجنوبية.