اصطفاف رسمي وشعبي.. حضرموت تنتفض في وجه المؤامرات وتحمي هويتها الجنوبية
تنتفض محافظة حضرموت، في وجه المخططات المشبوهة التي يتم العمل على إحيائها من جديدة، وتهدف للمساس بالهوية الجنوبية من المحافظة، وسلخها من واقعها الوطني والنضالي ضد قوى الاحتلال.
الجنوب في حضرموت شعبا وقيادة، يقف صفًا واحدة في مواجهة مؤامرات تسعى لفرض أجندات معينة تستهدف تهميش حق الجنوبيين في أرضهم وهويتهم، عبر إيجاد مكونات لا تعبر عن الجنوب، والإدعاء بأنها تمثل حضرموت وكذلك قرارات تمثل تجاوزا للحق الشرعي لحضرموت وشعبها.
هذه المخططات لا تُثار للمرة الأولى، لكنها مقامة منذ فترة طويلة، وتهدف لعرقلة قدرة الجنوبيين على المضي قدمًا في مسارهم التحرري ونضالهم الوطني الكبير سعيا لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وهو مطلب جنوبي عادل لن يحيد عنه الشعب.
وجاء انعقاد اللقاء الموسع لقيادات المجلس الانتقالي في حضرموت ليؤكد حجم الاصطفاف الرسمي والشعبي في مواجهة المخططات المشبوهة المثارة ضد الجنوب، والتي لن يُكتب لها النجاح بأي حال من الأحوال.
فقد عُقد في قاعة شهداء الجنوب بمدينة المكلا، اللقاء الموسع لقيادات المجلس الانتقالي بحضرموت، الذي ضم الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، وأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين بالمحافظة، والهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي لشؤون مديريات وادي حضرموت، والهيئة التنفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي بجامعة حضرموت، برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
من جانبه، أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، العميد علي أحمد الجبواني، حرص المجلس على استقرار حضرموت وتوحيد الصف الجنوبي، مشيرًا إلى أن الانتقالي قد أعطى كل محافظة حكم نفسها وصلاحيات كاملة لإدارة شؤونها الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وحذر من العبث بحضرموت التي عرف عنها التميز بالسلام والمحبة والاستقرار، معلنًا الاستعداد للجلوس مع جميع الاطراف لتفعيل لغة الحوار.
وصرح الجبواني: “نحن نؤكد أن حضرموت ليست جزءًا من الجنوب بل الجنوب جزء من حضرموت، ونحن حريصون على عدم انجرار المحافظة إلى الصراعات الداخلية مع تأكيدنا على مطالب حضرموت العادلة والكاملة وتوفير لها كل الخدمات، وندعم الوقوف إلى جانب السلطات المحلية والأجهزة القضائية والأمنية وعليها أن تقوم بدورها والتعامل مع الواقع”.
وفي رسالة قاطعة، أكد أن المجلس الانتقالي لن يسمح لأحد أن يعبث بحضرموت أبدًا، مع التشديد في الوقت نفسه على احترام حرية التعبير وتقبلها بصدور رحبة، كجزء فعال في المحيط وفاعل في المنطقة سواء في مكافحة الإرهاب أو التنمية.
وشدد رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، على ضرورة وحدة الصف الحضرمي والوقوف معًا لتحقيق مطالب وتطلعات أبناء حضرموت المشروعة، وإنهاء المعاناة وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم بأنفسهم، وانتزاع حقوقهم.
وأكّد عدم السماح بمضاعفة معاناة المواطنين واتخاذهم أداة للضغط السياسي والأطماع الشخصية، مع ضرورة فرض الشراكة في إدارة المحافظة، وأن تكون الشراكة حقيقية، والتصعيد لطرد زمرة الفساد.
وجدد المحمدي، المطالبة بتحرير وادي حضرموت من قوات الاحتلال اليمني ممثلة في المنطقة العسكرية الأولى، ونشر قوات النخبة الحضرمية في كافة ربوع المحافظة.
وشدد على أن هذه المطالب من الأهداف الأساسية التي يجب على الجميع أن يضعوها في مقدمة مطالبهم، وأن عدم تحقيقها يعني بقاء الإرهاب والاغتيالات وعدم الاستقرار الأمني، وبقاء ثروات المحافظة تُنهب، ولن يكون هناك قرار لإدارة المحافظة بيد أبنائها.
وفي كلمة الجمعية الوطنية التي ألقاها رئيس كتلة وادي حضرموت، الشيخ طالب باجري، حذر من كافة المؤامرات الخبيثة التي تهدف إلى النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تأتي في ظل ما يحققه من نجاحات كبيرة أوجعت الأعداء، مؤكداً على المضي قدماً وعدم الحياد عن تطلعات الشعب المشروعة.
أما كلمة مجلس المستشارين، فقد ألقاها منسق كتلة ساحل حضرموت، سالم المرشدي، حيث دعا إلى وحدة الصف الحضرمي والتكاتف ونبذ الخلافات السياسية والعمل جميعًا على توحيد الكلمة ضد الاحتلال اليمني للجنوب، والتحلي بالحكمة والعزيمة والعمل الجاد لأجل شعب الجنوب وصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تصريحات قيادات المجلس الانتقالي والمكونات الحاضرة في اللقاء تؤكد أن الجنوب شعبا وقيادة متيقظ لحجم المؤامرات على حضرموت ولن يسمح بتمريرها بأي حال من الأحوال.
يعني ذلك أن الجنوب لن يسمح بأي حال من الأحوال أن تصدر قرارات تعارض السلطة الفعلية في حضرموت أو تتجاوزها، باعتبار ذلك يمثل مساسًا بالسيادة الجنوبية في حد ذاتها، وهو أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال.
فالموقف الثابت للمجلس الانقتالي إن أي تجاوز بإصدار أي قرارات تخص حضرموت دون الرجوع لممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي وفي طليعتهم المحافظ اللواء الركن فرج البحسني فهو أمر يمثل تجاوزًا لشرعية المجلس وقيادته والإعلان الدستوري الصادر في هذا الخصوص.
كما أن المجلس الانتقالي يرى ذلك إخلالا كاملا بعمل مجلس القيادة الرئاسي، ما يعني أنه أي قرارات صادرة بشكل انفرادي وغير متوافق عليها تعتبر غير شرعية وغير مقبولة ولن يتم الاعتراف بها بأي حال من الأحوال.
وهذا الموقف الجنوبي الرسمي مدعوم شعبيا، حيث يصطف الجنوبيون وتحديدا كل أبناء حضرموت خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لتحقيق مطالب أبناء حضرموت العادلة التي تصب في صالح تحقيق الاستقرار والانتعاشة المعيشية.