ما معنى الاعتداء على القوات السعودية في وادي حضرموت
الاعتداء الذي تعرضت له القوات السعودية في المنطقة العسكرية الأولى كان محل شجب واستنكار وإدانة جميع القوى والاطراف والجهات السياسية والعسكرية في محافظات الجنوب،
الطرف الوحيد الذي احتفى أنصاره على شبكة التواصل الاجتماعي وعبروا عن ابتهاجهم وتأييدهم لما جرى هم الحوثيين.
كثيرون ممن لا يدركون تعقيدات الوضع في منطقة الحادث استغربوا حصول ما جرى، لكنني أعتقد أن الكثيرين كانوا مثلي يتوقعون حصول مثل هذه الجريمة، لأن قوات المنطقة العسكرية ليست سوى فرع من قوات الجماعة الحوثية تفكر بتفكيرها وتعمل بأجندتها وتتخفى في ملابس جيش الشرعية الذي ذاب من المشهد كما يذوب فص الملح في الماء.
كان كاتب هذه السطور وكثيرون آخرون قد تعرضوا لحقيقة هذه القوات التي تعلن ولائها للشرعية وتفعل ما يخالف هذا الإعلان من خلال مد الحوثيين بالأسلحة والتموين والوقود والسماح بمرور المهربات بمختلف أنواعها لتصل إلى صنعاء،. والحرص على إبقاء طرق الإمداد إلى صنعاء مفتوحة حتى لا يختنق الانقلابيون هناك.
وكان الرئيس الأسبق صالح قد صرح قبل انفضاض تحالفه مع الحوثيين، بما لا يحمل أي مواربة أو التباس في المعنى بالقول “نحن طلبنا من قوات المنطقة العسكرية الأولى إعلان الولاء لعبدربه منصور، ليحموا أنفسهم من ضربات التحالف وليستفيدوا من الدعم المالي السعودي”.
جريمة الاعتداء على القوات السعودية في المنطقة العسكرية الأولى وقتل بعض الأفراد وإصابة آخرين جاءت لتؤكد ما قلنا وما قاله غيرنا مرارا وتكرارا إن قوات المنطقة العسكرية الأولى ليست فقط قوة متخفية ومتلونه، بل إنه بقياداتها وافرادها وجميع وحداتها، هي قوات حوثية وهي ليست سوى جزء من ذلك الجيش الجرار الذي تخلى عن قيادته ورئيس وقبل هذا عن شرفه العسكري، وأعلن ولاءه لحفيد حميد الدين وأمير الدين القادم من كهوف مران، وإن تأخير ترديد الصرخة لم يكن سوى مسألة وقت.
وإذا ما صدقت الأنباء التي تقول بأن مرتكب الجريمة هو مدير مكتب أبو العوجاء فإن المأمور لا ينفذ سوى توجهات الآمر والآمر لن يكون سوى أبو العوجاء نفسه ولا أحداً سواه، لكن لننتظر نتائج التحقيق حتى تكتمل.
وبناء على كل هذا فإن بقاء هذه القوات في وادي حضرموت وجميع محافظة المهرة لا يشكل فقط خطرًا على الشرعية القائمة في محافظات الجنوب المحررة، بل وعلى دول الجوار وعلى راسها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأن مطلب ترحيل هذه القوات من المنطقة وتسليم مهماتها لأبناء حضرموت والمهرة من خلال النخب الأمنية في هذه المنطقة بكاملها.
وإلا فإن القادم لن يكون مجرد اغتيالات فردية أو حتى جماعية، بل ما هو أدهى وأمر.
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد..