اخبار محليةعدن تايم

ما العيب في الاستئجار ؟

دعونا نتفق أولا على أهمية امتلاك منزل خاص، وأن الرغبة بامتلاكه تكاد تكون غريزة بشرية. فامتلاك “منزل العمر” فكرة نتربى عليها، وأولوية يحثنا الآباء على تحقيقها. شعور بدائي عميق رافقنا منذ كانت الكهوف أثمن ممتلكات الإنسان ـ لدرجة لا يتردد معظمنا بالاستغناء عن ثلثي راتبه من أجل امتلاك منزله الخاص. غير أن محاولة امتلاك المنزل “في سن مبكرة” قد تتحول إلى عائق يمنع “الشاب” من الادخار والاستثمار، ويرهن دخله ومستقبله طوال العقدين التاليين

حين تسأل معظم الناس: لماذا تريد امتلاك منزل خاص؟ سيقول غالبا: “كي أترك لأطفالي مكانا يؤويهم بعد وفاتي”

لكن الحقيقة هي أن أطفالك لن يظلوا أطفالا، ولن يبقوا عاجزين عن فعل ما فعلته أنت. إن كنت تخشى على أطفالك فعلا، لا تترك لهم منزلا متواضعا يختصمون عليه بعد وفاتك، بل “تعليما راقيا ومهارات استثمارية” تمنحهم فرصة بناء منازلهم بأنفسهم. أعلم أن البعض يستأجر مضطرا، لكن هناك فرقا بين من يستأجر “مضطرا”، وبين من يؤجل فكرة امتلاك المنزل، لأنه ينوي الاستثمار وصنع الثروة وبناء منزل أكبر

أرجو أن تكون الشخص الثاني، وتتخلص من ذهنية الكهف، وتسأل نفسك بهدوء: ما العيب في الاستئجار؟

ما خطورة فعل ذلك بطريقة سليمة ومضمونة ومخطـط لها؟

ما المكسب الذي تحققه من شراء شقة أو فيلا بمليون ريال بدل استئجارها بجزء صغير من هذا المبلغ؟

الحقيقة هي أن عـدم امتلاك منزل خاص، يتضمن إيجابيات كثيرة مثـل: عدم رهن مستقبلك وشبابك ودخلك القادم ـ وفي المقابل، امتلاك فرصة الاختيار بين عشرات المنازل، في كافة المواقع، بسعر يقل عن قيمة شرائها

استئجار المنزل ليس سيئا في حال:

* كان دخلك محدودا، وتفضل توجيه مدخراتك لتعليم الأطفال وشراء أصول شهرية لهم “كأسهم ذات عوائد”

* في حال قرأت العقد جيدا وفرضت شروطك على المالك “كالبقاء لعشرة أعوام على الأقل”

* في حال وسعت دائرة بحثك، وقضيت وقتا طويلا في اختيار ما يناسبك ويناسب موقع وظيفتك

… مرة أخرى،

هذه ليست دعوة لعدم امتلاك منزل العمر، بل محاولة لجعلك أكثر استرخاء والتفكير بالخيار الأقل تكلفة. فحين تقتنع بفكرة الاستئجار، تصبح أقل قلقا وتوترا “وستمتلك في النهاية بيتك الخاص مثل معظم الناس”

المؤكد فعلا أن عصر الكهوف انتهى، وأن أبناءك لن يناموا في الشارع، وطالما تملك دخلا مستقرا تملك خيارات سكنية كثيرة لا تتوافر لمن أفنوا شبابهم خلف “منزل العمر”

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى