يد تحمل البندقية ويد ترفع غصن الزيتون !
بعد سنوات من النضال المرير والكفاح المسلح ضد قوى الفيد والإحتلال والسلب والنهب في جبال الضالع ولحج وشوارع عدن ،استطاع قائدنا الفذ أبو قاسم أن يتعامل بحنكة مع هذا الإحتلال الهمجي وتمكن من تأسيس مقاومة جنوبية حملت البندقية ضد من احتل ارضنا وقتل وجوع شعبنا بقوة السلاح وخاض غمار المواجهة مع نظام صنعاء بإمكانياته البسيطة وحقق انتصارات عظيمة ومكاسب عسكرية عظيمة كانت بمثابة اللبنة الأولى التي فتحت بوابة النصر للجنوب على حجافل المليشيات الحوثية .
شعب الجنوب منذ الوهلة الأولى لدخول الجحافل اليمنية واحتلاله بقوة السلاح واجه هذا الغزو وأعد نفسه لمواصلة النضال ضد نظام صنعاء حتى استعادة الدولة الجنوبية المسلوبة من فكي الإحتلال اليمني الذي خضنا ضده ثورة سلمية على مدى عشرة سنوات حتى جاءت الفرصة الذهبية الثمينة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر بعد الإعلان عن عاصفة الحزم بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية وباركتها القوى الثورية الجنوبية ،وحمل الجنوبيون أسلحتهم لمواجهة المليشيات الحوثية ،وكان الرئيس الزبيدي أحد أهم القيادات العسكرية المحنكة التي قادت المعركة ضد هذه المليشيات والجحافل الغازية في جبال وشعاب ووديان الضالع الأبية التي لقنتهم دروساً في التضحية لم ينسوها أبداً وكتبت الضالع الصمود والبطولة أول انتصار عسكري جنوبي وعربي ضد الجيوش الغازية المدعومة ايرانياً القادمة من العربية اليمنية ،وكان منعطف تاريخي مهم في تاريخ شعب الجنوب الأبي .
الرئيس القائد عيدروس الزبيدي حمل البندقية وانتصر لقضية شعبه في الجنوب الذي حرر أراضيه في فترة وجيزة ،ولم يقف عند هذا فحسب فكان عليه بعد النصر العسكري العظيم ان يعمل من أجل لملمت شتات القوى الثورية الجنوبية المؤمنة بإستعادة الدولة في مكون واحد للإستعداد لاستحققات المرحلة القادمة وهي مرحلة الحل السياسي الشامل وانهاء الحرب ،لقد ادرك الرئيس الزبيدي هذا مبكرا وأعلن عن تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي وكانت خطوة سياسية هامة وحدت الجهود الجنوبية تعامل معها الإقليم والعالم كأمر واقع على الأرض لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة .
لقد استطاع القائد الزبيدي اذابة الجليد الذي كانت قائم بين المجلس الانتقالي بعض القوى الجنوبية بالإعلان عن الحوار الجنوبي الذي تكلل بالنجاح الباهر من خلال التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي في العاصمة عدن ،والذي أصاب القوى المعادية بالهوس والجنون لأنهم يدركون جيداً أن شعب الجنوب لن يتوقف عند هذا المكسب ،الذي هو بمثابة بوابة عبور لكثير من المكاسب العسكرية والسياسية للجنوب ،فاذا أردنا الحديث عن المكاسب العسكرية فهي كثيرة وعظيمة واهمها تحرير أبين من تنظيم القاعدة وغيرها ،المتتبع للمشهد السياسي والعسكري في الجنوب سيرى اننا اليوم في الجنوب قد اجتزنا كل العر اقيل والحفر والمؤامرات التي اعترضت قضية شعب الجنوب بحنكة قيادتنا السياسية وصبر الشعب الأسطوري .
بعد عقود من الزمن تعرض فيها الجنوب للإقصاء والتهميش من قبل نظام صنعاء لاسيما في المحافل الدولية ،فمن المكاسب التي تحققت للجنوب هو الدعوة الرسمية التي قدمت للرئيس الزبيدي للدورة الثامنة والسبعون للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي بدأت اعمالها اليوم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ،وهي خطوة سياسية مهمة سيلتقي من خلالها الرئيس بكثير من الوفود الدولية لعرض قضية شعب الجنوب التي هي مفتاح انهاء الحرب في المنطقة ،ولن ينجح ان سلام بدونها ،نعم هكذا قالها رئيسنا عيدروس الزبيدي يد على الزناد ويد ممدودة للسلام ،بمعنى اننا نحن دعاة سلام ولا نريد الحرب اذا هناك من يريد تحقيق السلام ،وان ارادوا الحرب فنحن لها لكننا مع السلام الذي ينصف قضية شعبنا ،الرئيس الزبيدي ذهب الى امريكا وهو حامل بيده غصن الزيتون من اجل إحلال السلام لمن اراد السلام ،ولكن السلام الذي يراعي وينصف شعب الجنوب، وليس السلام المنقوص الذي يروج له البعض .
على الجانب الأخر القوى اليمنية منزعجة من زيارة الرئيس الزبيدي وحضوره دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة والدليل ان صياحهم وعويلهم هذه الأيام زاد وارتفع في قنواتهم الصفراء عبر مهرجيهم وبائعي الكذب والإشاعات ، مايهمنا صياحهم الذي سيزيد في الفترة القادمة ،كل مايهمنا هو النصر واستعادة الدولة واحلال السلام الدائم في المنطقة ،اذا اراد المجتمع الدولي ذلك .
المصدر