الاحتلال واستيطان المدينة: الواقع المعاش في عدن
تعريف الاحتلال:
إن الاحتلال هو مصطلح يرتبط بشكل أساسي بالتواجد القوي لمجموعة من الأفراد أو الجماعات القادمين من خارج بلد معين للاستيلاء على أراضيه والمشاركة في مصادرها وحياة سكانها. هذا التواجد غالباً ما يستند إلى القوة والهيمنة، ويتضمن انتهاكاً لحقوق السكان الأصليين واستغلالًا لثروات الأرض. في حالة عدن، تشهد المدينة تطورات مقلقة تجسد هذا المفهوم بشكل لافت.
الأوضاع في عدن:
عدن هي عاصمة دولة الجنوب العربي ، ولطالما كانت ميناءاً تجارياً مهماً ومدينة ذات حضور تاريخي وثقافي بارز. ومع ذلك، شهدت المدينة في السنوات الأخيرة تغيرات جذرية في التركيبة السكانية والاقتصادية نتيجة النزاع المستمر في اليمن التي تحتلها.
يعتبر عدد النازحين والوافدين من مناطق مختلفة في اليمن إلى عدن مثالًا حيا على التأثير السلبي لهذا النزاع. فقد وصل عدد القادمين إلى عدن إلى مستويات تفوق السكان الأصليين بعدة أضعاف، مما أدى إلى تغيير جذري في التوازن السكاني والاقتصادي في المدينة.
الأثر على السكان الأصليين لعدن:
بسبب هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان، أصبح الجنوبيون الأصليين في عدن أقلية أمام اليمنيين القادمين من مناطق مختلفة في اليمن. على الرغم من أن الكثير من هؤلاء الوافدين ليسوا متضررين مباشرة من الحرب، إلا أن اندماجهم في المدينة ومشاركتهم في الحياة اليومية أثر بشكل كبير على التوازنات المحلية.
التشابه بين الاستيطان في عدن وفلسطين:
تشهد عدن عملية استيطان تشبه إلى حد كبير الهجرة اليهودية إلى فلسطين في أعقاب سقوط الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات. في كلا الحالتين، حدث توجه كبير للسكان من خارج الجنوب إلى المدينة بمستويات تفوقت على الطاقة الاستيعابية لها. هذا التواجد الكبير للسكان الجدد الوافدين من اليمن أثر على حياة المواطنين بشكل سلبي وسبب ضغط عليهم في الخدمات وازدحام في السكان وارتفاع في الايجارات وازمة سكن لم تشهدها المدينة من قبل كما تسبب في انتشار الجريمة وارتفاع معدلات البطالة وتدهور الاوضاع المعيشية والامنية لسكان عدن الجنوبيين…
المصدر