بطولة “سليماني” تفضح حرب اتحاد “العيسي” ضد أندية عدن

أعادت حادثة منع ثلاثة لاعبين من نادي وحدة عدن من الالتحاق بمعسكر المنتخب الوطني المُقام في السعودية، التذكير بالحرب الشرسة التي تواجهها أندية العاصمة عدن من قِبل الاتحاد العام لكرة القدم ورئيسه رجل الأعمال النافذ/احمد العيسي.

وجاء منع ثلاثي نادي وحدة عدن (عبدالله الدقين وعمرو طلال وبسام العولقي) على الرغم من تلقيهم دعوة من قِبل الاتحاد للمشاركة رفقة بعثة المنتخب اليمني الأول لكرة القدم المتوجهة براً إلى مدينة أبها السعودية استعداداً لخوض مباراة الذهاب التي ستجمعه مع المنتخب البحريني في 16 نوفمبر الجاري في إطار التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لبطولة كأس العالم وكأس آسيا.

استبعاد اللاعبين جرى في منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، حيث جرى إنزالهم من على متن الحافلة التي تضم عناصر المنتخب بعد إبلاغهم بعدم حصولهم على تأشيرة الدخول، في حادثة وصفت بالمهينة وأثارت غضباً واسعاً في الأوساط الرياضية.

الاتحاد أقر بذلك، في منشور له على صفحته في “الفيسبوك” نشر فيه تعميماً قال بأن أمين عام الاتحاد وجهه منتصف الشهر الماضي إلى أمناء أندية محافظة عدن باستبعاد لاعبيهم من المشاركة، تحت ذريعة مخالفتها للوائح عبر استمرارها في التعامل مع “اللجنة المقالة لفرع عدن” وكذا استمرار مشاركتها في “المسابقات غير الرسمية”.

التذرع بمخالفة اللوائح من قبل اتحاد العيسي بوجه أندية عدن لمعاقبتها، لاقت سخرية لافتة في الوسط الرياضي جراء الازدواجية الواضحة من قبل الاتحاد في التعامل مع أندية محافظات أخرى وخاصة الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

حيث انتقد الإعلامي والمحلل الرياضي بشير سنان بشدة تناقض العيسي في تعامله مع أندية عدن وأندية صنعاء؛ حيث قال: لو طبق اتحاد الكرة قراراته على أندية صنعاء كما يفعل مع أندية عدن كنا سنكون سنداً لتلك القرارات.

وأضاف: تمردت أندية عدن قبل عامين وفق كلام الاتحاد حينها، فتم تهبيطها تطبيقاً للوائح، وتمردت أندية صنعاء فأرسل العيسي لجان مفاوضة للوزير المؤيدي (المعين من الحوثيين وزيراً للرياضة)، وإلى الآن لا هبوط.

وهو ما أكد عليه الصحفي الرياضي عبدالعزيز الفتح الذي سخر من ازدواجية المعايير لدى العيسي واتحاد كرة القدم بالقول: العيسي وقيادات اتحاد كرة القدم أمام مؤمن السقاف (مسئول دائرة الشباب والرياضة بالانتقالي) وأندية عدن أسود وأمام المؤيدي وأندية صنعاء دجاج.

مصادر مطلعة أشارت إلى أن المسابقات غير الرسمية التي يتحدث عنها العيسي الذي يعد من قيادات جماعة الإخوان، هي المسابقات التي ينظمها المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات الجنوبية وتشارك فيها اندية هذه المحافظات بدعم من التحالف وتحديداً دولة الإمارات، وهي السبب الرئيسي وراء الحرب التي يشنها العيسي واتحاده ضد أندية العاصمة عدن.

وأشارت المصادر إلى أن العيسي الذي يشهر ورقة اللوائح والقوانين وتجريم خلط الرياضة بالسياسة، يتجاهل تماماً كل ما تقوم به مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بمناطق سيطرتها وتفرضه على الأندية هناك وتحكمها بكل صور النشاط الرياضي.

ولفتت المصادر إلى قيام مليشيات الحوثي عبر مكتب وزارة الشباب والرياضة التابع لها في صنعاء مطلع العام الماضي بتنظيم لقاء رياضي جمع ناديي شعب وأهلي صنعاء على كأس “قاسم سليماني”، حيث لعب الفريقان العريقان بقمصان طبعت عليها صورة قائد فيلق القدس الإيراني ”قاسم سليماني” الذي قضى بغارة أميركية في يناير من عام 2020م.

مشهد أثار، حينها، سخطاً واسعاً في الأوساط اليمنية والرياضة بشكل خاص، دون أن يكون لاتحاد “العيسي” أي موقف تجاه ذلك كما لم يطل ناديي صنعاء أي عقوبات من العيسي واتحاده، في حادثة تفضح حقيقة الحرب التي يشنها الرجل اليوم ضد أندية عدن تحت شماعة اللوائح والقوانين.