هؤلاء من يسرق فرص الآخرين في الحصول على الشريحة
عادت فكرة شراء شريحة عدن نت تراودني عن نفسها مرة أخرى، فتوجهت الى الشركة، وهناك رأيت عدد كبير من المواطنين ينتظرون، فكرت: هذا الكم الهائل ينتظر من أجل هذه الشريحة العجيبة التي توصلنا بالعالم؟! لقد سمعت ان الحصول عليها لم تعد بهذه السهولة، لكن لماذا؟
هنا طرأت فكرة فورية لعمل تحقيق حول الموضوع، نعم هذا هو الدافع، معرفة سبب صعوبة الحصول على شريحة عدن نت، ووجدتها فرصة استعرض فيها مواهبي المتواضعة في البحث والكتابة وطبعا نسيت موضوع شراء الشريحة!!
بقي كل تفكيري معلق بإعداد بعض الأسئلة لطرحها على المدير وغيره من الموظفين، فجأة سالتني الموظفة -والتي عرفت ان اسمها ايناس لاحقاً- وهي مبتسمة كيف اخدمك؟ ابديت اعجابي بصبرها ورحابتها لي وللجميع، وشكرتها على ذلك، عرفتها عن نفسي فلم تتوان عن مساعدتي بكل كرم اخلاق.
التقيت بمدير عام الشركة المهندس منصور الوليدي ورغم ضيق الوقت وشدة انشغاله، منحني بعض الاجابات السريعة.
س. هل هناك خطط لتحسين الخدمة وتوفير عدد اكبر من الشرائح مستقبلاً؟
ج.نحن نجتهد بدورنا لكن المسؤولية مشتركة، للأسف البعض يشتري كميات باسماء مختلفة اما لبيعها في السوق السوداء او من أجل الرفاهية والمفاخرة ، وبالتالي يسرق فرص الاخرين ولازلنا نعمل حول توفير حلول استثنائية.
ثم التقيت المهندس مازن غانم -مسؤول خدمة المشتركين- ورغم انشغاله بالرد على شكاوى المواطنين والرد على اسئلتهم إلا انه كان هادئا لطيفا مع الجميع وفي الحقيقة قل ما نجد موظفين بهذه الحرفية والصبر في عدن المدينة الحارة ذات المناخ الحاد.
س. ما سبب صعوبة الحصول على شريحة عدن نت؟
الشرائح متوفرة لكن الطلب عليها كبير جدا.
س. ماهي المشكلات التي تواجهوها؟
ج. المشكلات كثيرة أولها بيع الشرائح في السوق السوداء لانه بعد ماتتم البيعة يحصل نزاع على الشريحة خاصة اذا سحبها البائع. حاولنا عمل ضوابط للحد من النزاعات ولكن المحتالين كثر ومع هذا لازلنا مستمرين في البحث عن مقترحات استثنائية لمعالجة هذا الخلل، وفي الحقيقة من اجل معالجة المشكلة لابد من معرفة الأسباب حتى لا نضطر للتماشي مع الواقع ونعجز عن حماية حقوق الجميع خاصة المتظلم الذي يشتري شريحة ليس من مالكها الأصلي.
س. هل يمكننا معرفة مستقبل ومآل شركة عدن نت؟
ج. التوجه في تطوير الشركة والتوسعة مستمر وفكرة شراء المعدات والتجهيزات الخاصة بشبكة الاتصالات ولكننا نعاني من البيروقراطية الحكومية إضافة الى ان تكاليف التوسعة مهولة رغم انه مردوداتها ستكون مجزية وحقاً نهدف ان تكون الشريحة في متناول الجميع.
في عصر السرعة أصبح الصغير والكبير يرغب بخدمة الانترنت، وشريحة عدن نت تعتبر في رأس أولويات العائلات في عدن، هناك طلاب وموظفين وربات بيوت تعتمد حياتهم على هذه الشريحة الصغيرة، لكن مع غياب القيم الضابطة للفرد نفسه والرادعة له من التسبب بأي شكل من أشكال الفساد والمتاجرة بما يشكل عصب حياة للناس، سيبقى الحق بالحياة الكريمة للجميع مجرد حلم لا يمت للواقع بصلة.
المصدر
