المقالات

عبدالله.. الأكثر من حالم

هل كان حالماً..ربما. هل كان مستشرفا للمستقبل؟ ربما. هل كان يستلهم شخصية الاسطورة أرنست تشي جيفارا؟ قد يكون كذلك. لكن مسيرته تقترب اكثر من الشخصية المحورية لجابريل جارسيا ماركيز في خالدته ” مئة عام من العزلة” التي استحق عليها جائزة نوبل للآداب..نعم أقرب لمسيرة خوسيه أركاديو بوينديا بطل الرواية الشهيرة والروائي الأشهر ماركيز. وهنا يمكن اعتبار الجنوب مدينة ماكوندو، ويصح أن تدخل قصة زراعة الموز والشركات الاحتكارية موسيقى تصوريه لمشاهد نضال عبدالله احمد بن أحمد النسري الحالمي..

الأكيد أن شخصية المناضل عبدالله احمد بن أحمد تتصف بالعناد وضيق هامش المهادنه، بالاضافة الى الشجاعه المقرونه بالقيم والمبادئ الراسخه حتى يتمكن من المجاهرة بتأسيس حركة تقرير المصير “حتم” التي حملت على عاتقها قضية شعب الجنوب بعد حرب 1994 التي انتهت بإحتلال الجنوب حتى 2015 عندما انبعث المارد الجنوبي ليتحرر ويستعيد كيانه الذي بقي الفقيد عبدالله يرفع رأيته في بريطانيا منذ 1996 وأمام العالم طوال تلك السنوات حتى تحقق الحلم وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي الوريث الشرعي لحركة حتم وموج والحراك السلمي الجنوبي.

وها هو الفقيد عبدالله يوصي بأن يدفن في الوطن الذي ناضل بصبر اسطوري لاستعادته.
يستطيع المجلس الانتقالي اليوم أن يضيف إلى تاريخ الجنوب سفرا من اسفار النضال الذي قاده الفقيد عبدالله احمد بن أحمد واستطاع من خلال نشاطه وحركته الشخصية والمؤسسية كرئيس لحركة حتم أن يبقي القضية حية ومطروحه على طاولة المجتمع الدولي، الإقليمي وحتى المحلي في صنعاء وعدن، وبفضل حركة تاج أبقى نظام الحكم في صنعاء بعد 7/7/ 1994 مشاركة الجنوبين في السلطة بشكل محدود في الوظيفة العامة والسلطة السياسية، وابقى المصالح المالية تحت سيطرته وشركائه في منظومة الحكم اليمنية، حتى يتجنب انتقاد العالم له بإقصائه شركاء الوحدة، ورغم أن من أشركتهم سلطة صنعاء لم يكونوا من الطرف الذي صنع الوحدة وجرى الانقلاب عليه، لكنه أعطى اطراف جنوبية اخرى مساحة من الشراكة عامدا ذلك ومتهيبا من الحراك والنشاط الذي قام به الفقيد عبدالله مع زملائه ورفاقه في حتم. ولم يكن للنظام في صنعاء أن يعطي الجنوبين اي جنوبين مساحة مشاركة لولا وجود حركة واضحة وصلبه ومتفانية في المطالبة بإستعادة الدولة الجنوبية وحق تقرير المصير لشعب الجنوب.
رحم الله الفقيد (الحالم) عبدالله أحمد بن أحمد الحالمي النسري، مات عزيزا بعد أن قام بدور تاريخي ونضال ناصع لتحقيق تطلعات شعب الجنوب، مات وقد نقل الرايه لجيل تلقف (القضية) ونقلها إلى أن تكون (واقع) وشتان بين القضية الجنوبية التي كانت.. وبين الواقع الجنوبي الذي صار.. والعزاء لأخوه العميد عبيد احمد بن أحمد ولأولاده ولأسرته وأهله وأصدقائه ومحبيه.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى