منى المجيدي بنت الشهيد .. أول إعلامية تحاكم في مدينة عدن وسط صمت مفزع ومرعب
(صوت الشعب) مقال لـ علي منصور مقراط:
منى المجيدي ابنة الشهيد عبدة محمد المجيدي الذي استشهد في غزو مليشيات الحوثي لعدن العام ٢٠١٥م, استشهد والدها ووثقت ونشرت واقعة استشهاده وجثمانه يومها كانت في الجبهة الإعلامية.
جرحت منى في التفجير الذي تعرض له محافظ عدن احمد لملس بحجيف, حيث التفجير وقع قبالة منزلهم ودمرت سيارتها..
هذه الإعلامية والناشطة العدنية من أشجع الاصوات المحاربة للظلم والفساد وتنزل ميدانيا إلى عموم مديريات عدن وتنشر عبر مقاطع فيديو نقد لاذع للمسؤولين وتقف مع معاناة ناس عدن الطيبين .
اليوم ولأول مرة في تاريخ عدن الحرية تقف منى لمحاكمتها بعد أن احالها وكيل نيابة الصحافة القاضي خالد الحسني إلى محكمة التواهي أو الميناء الابتدائية .
والسبب شكوى من مدير عام مديرية صيرة د. محمود جرادي وجهت له نقد لاذع واتهامات بظلم يتعرض له المواطنين وأصحاب المحلات ووالخ .. المهم أن واقعة محاكمة منى المجيدي في قضية رأي اعتبرها أول سابقة خطيرة تشهدها مدينة عدن.
وشخصياً عمري الصحفي أكثر من أربعة عقود لم اسمع أن صحيفة أو إعلامية تحاكم في عدن الحبيبة مدينة حرية الصحافة. صحيح يحاكم صحافيين وإعلاميين لكن العنصر النسائي لم اعرف أو اذكر .
حسناً .. منى المجيدي ابنة شهيد وجريحة
هذه التضحيات المؤلمة لم يعطى لها الاعتبار وكأننا في زمن العبودية والجهل والتخلف أو لافرق بين سلطة عدن والحوثي في صنعاء.
شخصياً لو كنت بموقع مدير عام مديرية صيرة د. محمود الجرادي لايمكن اتقدم بشكوى بإعلامية مهما بلغ تطاولها أو الشتم والقذف والاتهامات ساترفع ولوكنت بموقع وكيل نيابة الصحافة القاضي خالد الحسني حتى لو البلاد بردأ وسلامأ ونظام وقانون يقط الحديد ساقرأ ملف الشكوى وحين اجده مجرد كلام ساعتبره باطلا وان واجهت ضغوطات وانا غير مقتنع سأطلب اعفائي من هذه القضية وإن كانت الشكوى قانونية للاعتبارات التي ذكرتها امرأة وبنت شهيد وجريحة.
هناك مواقف إنسانية وأخلاقية تحسب لكل مسؤول وان ضحك لك الزمان فكن حذر لأن الزمان لايضحك طويلا . نعم الزمن غدار
عموماً .. ذهبت اليوم إلى محكمة التواهي لمساندة بنت الشهيد الزميلة منى المجيدي، للاسف وصلت وكانت قد غادرت وحين التقيت بعض الحاضرين بعد دخولي على القاضي ووجدت وكيل نيابة الصحافة الحسني في مكتبه شعرت بأن الدنيا أظلمت علي .
لكن سرعان ما تنفست حين وجدت بعض الطيبين العدنيين وقانونيين لحقوا بعدي ووجدتهم متعاطفين ومتضامنين مع منى احيانا تكفي المقهور كلمة تعاطف طيبة، والناس مع الناس وإبليس لوحده. لن نترك بنت الشهيد لوحدها ولن نصمت، بالمقابل اتسائل هل قيادة المجلس الانتقالي ومحافظ عدن على علم، فالواقعة محسوبة في عهدهم، وإذا كان يدركون هذه النكسة اتمنى تدخلهم .
وادعوا الزملاء الصحفيين المخضرمين والنشطاء أن لايصمتون ويتفرجون لبنت الشهيد وهي تحاكم وهذه اساءة للمرأة ولعدن الغالية التي عرفت حرية الصحافة قبل عقود طويلة.
إلى هنا اكتفي بهذا القدر وحتى نلتقي سلاااااااااام.