اخبار محليةعدن تايم

عن الكهرباء وحرب الخدمات والموقف المطلوب من القيادات الجنوبية

تعيش عدن عاصمة الجنوب الأبدية والخالدة؛ ومعها وإلى جانبها بقية المدن الجنوبية في ظل حرب الخدمات الممنهجة والقاتلة؛ فهي تعيش في جحيم الكهرباء لسنوات طويلة تتكرر؛ ومعها تتكرر وتختلق المبررات والأعذار؛ إنها أيها السادة جريمة عدوانية كبرى مركبة.

فهي سياسة وإنتقام وفساد رسمي بإمتياز؛ وهي قمة الممارسة اللا أخلاقية واللا إنسانية واللا وطنية؛ وشهادة دامغة على موت الضمير عند أصحابها؛ ممن يرتكبونها والمتسببون بها أو يستثمرونها؛ ومن معهم من المنتفعين بها وكل من يقف خلفهم؛ إنما هم جميعهم أشبه ( بالقتلة )؛ ولا وجود لأي مبرر منطقي ومن أي نوع كان لتوصيفهم بغير ذلك؛ فحياة الناس وموتهم وعذابهم اليومي وتعطيل مصالحهم صارت سياسة رسمية.

ولعل العنوان الأبرز والذي بات معروفًا للجميع ويقف خلف أهداف ودوافع ( أغلب ) هؤلاء؛ وهو القاسم المشترك فيما بينهم؛ هو البحث عن هزيمة الجنوبيين عبر حرب الخدمات؛ وفي محاولات حثيثة دائمة لتركيعهم عبر هذا الأسلوب الإجرامي القذر؛ أملًا بتراجعهم عن تمسكهم بمشروعهم الوطني واستعادة دولتهم الجنوبية؛ ومقايضتهم بتوفير الخدمات.

وبمعنى أوضح يضعونهم أمام معادلة قاتلة : أختاروا ما بين ( الوحدة ) أو الموت بعذاب وجرائم الخدمات من كهرباء ومياه وغيرها الكثير والكثير؛ ولسان حالهم يقول : وحرية الإختيار لكم أيها الجنوبيون.

ويبدو بأن ( المقاتلين ) في جبهة حرب الخدمات يعيشون في وهم كبير؛ ويجهلون إرادة الجنوبيين الصلبة والحرة؛ وسقف الكرامة الوطنية العالي عندهم؛ وبأنهم لن يقبلوا غير السير على طريق الحرية التي أختاروها لأنفسهم ومهما كلفهم ذلك من معاناة وتضحيات؛ وفي نفس الوقت فإن صبرهم قد بلغ حدوده القصوى وسيقولون قريبًا بإذن الله كلمتهم الفصل.

وعلى من يريد تبرئة نفسه من جرائم حرب الخدمات الإجرامية؛ فعليه أن يبرهن ذلك عمليًا وبإجراءات عملية سريعة وملموسة تضع حدًا لهذه الحرب البشعة؛ ومحاسبة كل من له علاقة ومتورط بذلك؛ عبر عزلهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل؛ ولذلك فإن الكرة عمليًا في ملعب مجلس ( الثمانية ) القيادي وحكومته المركبة شبه المهاجرة؛ فإما أن يتحرك سريعًا بهذا الإتجاه؛ أو أن يتحمل تبعات ما قد ينتج عن إنفجار غضب الناس المشروع؛ بعد أن فاض بهم الصبر وطال بهم الإنتظار.

إن ثقتنا كبيرة بمن يمثلون الجنوب في مجلس ( القيادة الرئاسي ) من أنهم لن يخذلوا شعبهم؛ ولن يكونوا أشبه ( بشهود الزور ) على ما يجري لأهلهم في كل الجنوب وتحديدًا في العاصمة عدن؛ التي يراد لها أن تموت أو أن تتوسل إنقاذها من قتلتها وممن يتآمرون عليها؛ ويتعاملون معها كمحطة ( ترانزيت ) فقط؛ أو مجرد مقر مؤقت لهم حتى يغادرون إلى وجهتهم المعلومة؛ وهو ما يجعل إنحيازهم الجاد والعملي الفاعل أمرًا مطلوبًا وقبل فوات الآوان.


المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى