اخبار محليةعدن تايم

تفشي الأمراض بمناطق الحوثي.. الأطفال يدفعون الثمن

يتحسر منيف الفقيه من المضاعفات الصحية لمرض الحصبة التي لحقت بطفله حمزة، وألقت به في العناية المركزة بأحد المستشفيات غربي اليمن.

حمزة، المتحدر من محافظة الحديدة، هو واحد من آلاف الأطفال الضحايا نتيجة الشائعات التضليلية المغلوطة التي تقوم بها مليشيات الحوثي الإرهابية والجماعات المتطرفة ضد مأمونية لقاحات الأطفال في اليمن.

مصرع 6 وإصابة 6 في حادث مروّع باليمن
ويقول منيف الفقيه (36 عاما) والد الطفل حمزة (3 أعوام)، خلال تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، إن ابنه أصيب بالحصبة منذ شهرين، بسبب عدم تلقيه اللقاح.

ويضيف الفقيه أن ابنه لم يتلق اللقاحات سوى جرعة واحدة في الشهر الثاني من مولده، بسبب انعدام جرع اللقاح في المنطقة التي يسكن فيها، بعد أن قامت المليشيات بمنعها، بحجة التآمر الأمريكي.

وأدت الحملات التضليلة التي شنتها مليشيات الحوثي ضد اللقاحات منذ مطلع العام الجاري، إلى عدم تلقي نسبة كبيرة من شريحة الأطفال في مجتمعات مناطق سيطرة المليشيات لجرعة اللقاح.

ارتفاع حالات الإصابة

وارتفعت حالات الإصابة بالأوبئة وأمراض الحصبة والحصبة الألمانية، وشلل الأطفال الرخو الحاد، والسعال الديكي، والدفتيريا، في مناطق سيطرة المليشيات، بعد قيامها منذ أكثر من 7 أشهر بحملات تحريضية ضد مأمونية لقاحات الأطفال، تحت مبرر “نظرية المؤامرة”.

تتركز تلك المجتمعات في المحافظات الشمالية أبرزها البيضاء وحجة وذمار وعمران وصعدة وصنعاء والحديدة، والتي نفذت فيها المليشيات حملاتها بمنع الأطفال من أخذ التطعيم الفموي.

ويرى مختصون في مجال الأوبئة، أن استمرار قيام مليشيات الحوثي بمنع لقاحات الأطفال في مناطق سيطرتها، يهدد بكارثة صحية مستقبلية ستؤدي إلى عودة ظهور الأوبئة، والتي سبق وأن تم الإعلان من خلو اليمن منها، كما مرض شلل الأطفال.

ويؤكد المختصون أن حالات الإصابة بمرض الحصبة ارتفع بنسبة كبيرة في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة في الأعوام السابقة.

ويشير المختصون إلى أنه لا يمكن الوقاية من أمراض الطفولة القاتلة إلّا من خلال التحصين باللقاحات، وعندما لا يتم تطعيم الأطفال فإن حياتهم معرضة للخطر.

وسبق أن بدأت اليمن في عملية تطعيم الأطفال بشكل منتظم منذ عام 1996، عبر منظمة الصحة العالمية، دون تسجيل أي مخاطر لهذه اللقاحات، فيما أعلنت المنظمة ذاتها خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال منذ عام 2006.

منع حملات التطعيم

ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، حول تفشي وباء الحصبة في اليمن، حيث أكدت في تقرير لها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، إن تطعيم الأطفال تراجع في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، وتوقفت حملات التطعيم والتوعية في المراكز الصحية بتلك المحافظات.

وأضاف التقرير الأممي الحديث، أن توقف حملات التطعيم في مناطق المليشيات، يعد السبب الرئيسي لانتشار مرض الحصبة وأمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات، إضافة إلى حملات التضليل الحوثية المكثفة ضد مأمونية اللقاحات.

وذكر التقرير أن عدد الحالات المصابة بالوباء وحالات الاشتباه منذ بداية العام 2023 وحتى 22 يونيو، بلغت، 25,935 حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، منها 1,406 حالات مؤكدة مختبرياً و259 حالة وفاة في المحافظات اليمنية.

وتابع التقرير أن هذا الرقم يمثل أكثر من 96% من إجمالي الحالات المبلغ عنها عام 2022، بأكمله. منوهاً إلى أنه “بوجود هذا الاتجاه قد يكون هناك ضعف عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها العام الماضي، إذا لم يتم تنفيذ استجابة فعالة في الوقت القريب”.

وأشار إلى أن 88% من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابتهم بالحصبة لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح، بينما كان من الممكن منع هذا الوضع لو تلقى هؤلاء الأطفال جرعتين أو ثلاث جرعات من لقاح الحصبة.

مناطق الانتشار
وبحسب التقرير الأممي، فإن محافظات الحديدة، والبيضاء، وصعدة، وحجة، وعمران، وصنعاء، وذمار، أكثر المناطق التي شهدت وفيات وتسجيل حالات اشتباه وإصابة بالحصبة.

وكان نصيب الأسد لمحافظة الحديدة، التي تم تسجيل فيها 2,375 حالة إصابة واشتباه فيما تم تسجيل 49 حالة وفاة، فيما لحقتها محافظة البيضاء والتي بلغت عدد حالات الإصابة والاشتباه فيها 2,174 حالة، وبلغت عدد الحالات في محافظة صعدة 2,078 حالة، إضافة إلى محافظة حجة والتي كان نصيبها 1,923 حالة إصابة واشتباه، وكانت في المرتبة الثانية في تسجيل الوفيات بعد الحديدة 35 حالة وفاة.

بداية عودة الوباء

وفي أغسطس من العام 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشٍّ جديد لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (cVDPV1)، في اليمن، وبحسب المنظمة تم تسجيل نحو 15حالة مصابة بالفيروس في مديريات محافظة صعدة شمالي اليمن.

صعدة معقل مليشيات الحوثي الإرهابية كانت أولى المحافظات التي عاود وباء شلل الأطفال الظهور فيها، نتيجة التحريض الحوثي ضد اللقاحات، ومنع الأسر من الذهاب إلى المراكز الصحية وتطعيم أطفالها، بعد أن تقوم بمنع نزول اللقاحات إلى المراكز ذاتها.

وتقي اللقاحات من نحو 12 مرضًا بينها أمراض قاتلة مثل شلل الأطفال، والحصبة والدفتيريا والسعال الديكي، والكبد البائي، والتي حققت نجاحا كبيرا في مختلف دول العالم.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى