لماذا يهاجر الأفارقة إلى اليمن ؟
يعاني اليمن من ارتفاع أعداد المهاجرين الأفارقة، رغم ما يواجهه من نزوح وتهجير داخلي بسبب الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي منذ العام 2015، وتسببت في تشريد أكثر من 4.5 مليون نازح يعيشون في مخيمات.
وتوقع تقرير أممي صادر عن منظمة الهجرة الدولية، أن يتجاوز عدد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن حاجز 160 ألفاً خلال العام الجاري، كأعلى رقم خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن كل عام خلال فترة الحرب بشكل مُضاعف عبر عصابات التهريب.
واعتبر مدير عام حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، أن مشكلة استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة تتفاقم وتزيد أعباء الحكومة اليمنية في توفير احتياجاتهم الأساسية، لاسيما واليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وقال الزبيري، لـ«الاتحاد»، إن المنظمات الدولية تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في مساعدة المهاجرين من دول القرن الإفريقي لليمن، وتوفير الاحتياجات المعيشية والإيوائية والصحية والحماية لهم، كما يلقون اهتمام اليمن، التزاماً باتفاقية اللاجئين للعام 1951، والاتفاقية الدولية للعمال المهاجرين.
وأوضح الزبيري أن المهاجرين الأفارقة يتعاملون منذ سنوات مع اليمن كمحطة عبور في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى دول الخليج، وأوروبا، من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية.
ومن جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل أن زيادة المهاجرين الأفارقة لليمن لها أبعاد وتأثيرات مختلفة، حيث يضيفون أعباء مادية واقتصادية وتأثيرات أخرى تتعلق بما يتعرضون له من إشكالات ففي المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي تفرض على المهاجرين القتال في صفوفها.
وقال، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن قضية الهجرة تمثل ضغطاً على الحكومة الشرعية اليمنية في النواحي الاقتصادية باعتبارها معنية بتسهيل حياتهم وتقديم الخدمات لهم، في ظل عجزٍ أو تخلٍّ أو غفلةٍ كبيرةٍ من المنظمات المسؤولة عن المهاجرين.
وأوضح السفير الدكتور صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري الإفريقي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن دول القرن الإفريقي تواجه مشاكل أمنية كثيرة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتشهد صراعات وتوترات داخلية مع انتشار التنظيمات التي تقوم بعمليات إرهابية كثيرة هناك، بجانب اقتصاد هذه الدول المتدهور الذي دفع الكثيرين للهجرة إلى اليمن الدولة الأقرب لهم جغرافياً.
المصدر