تأثيرات سلبية تضرب سلاسل الإمداد العالمية
يشهد البحر الأحمر حالة من الاضطرابات التي تسببت في التأثير السلبي على مسارات سلاسل الإمداد العالمية.
في أحدث تطور لأزمة شركات الشحن العالمية في البحر الأحمر، أعلنت شركة “أو أو سي إل” (أورينت أوفرسيز كونتينر لاين) للشحن، أنها ستتوقف على الفور عن نقل البضائع من وإلى إسرائيل، حتى إشعار آخر.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الأحد (17 ديسمبر/ كانون الأول)، عن شركة الشحن والخدمات اللوجيستية القول، إن سبب توقفها عن أعمال الشحن من إسرائيل وإليها، هو وجود “مشاكل تشغيلية”.
ويأتي إعلان الشركة الدولية التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، في أعقاب التهديدات التي تعرض لها البحارة في البحر الأحمر، والهجمات المتكررة التي تتعرض لها السفن هناك.
ويوم السبت، قالت مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه سي.جي.إم) إنها أوقفت عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على سفن تجارية في المنطقة.
وقالت المجموعة ومقرها مرسيليا في بيان: “الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد”.
خ
وأضافت: “لذلك قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (سي.إم.إيه سي.جي.إم) في المنطقة التي من المقرر أن تمر من البحر الأحمر بالوصول إلى مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها في مياه آمنة فوراً حتى إشعار آخر”.
توترات البحر الأحمر تضرب سلاسل التوريد
ويوم الجمعة، قال متحدث باسم شركة “إيه.بي مولر ميرسك”، إن الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأضافت الشركة في بيان: “في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته سفينة ميرسك جبل طارق الخميس الماضي، والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر”.
وكانت الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في البحر الأحمر ساخنة، مع تصاعد هجمات ميليشات الحوثيين التي تستهدف السفن التجارية التي تمر من هذا الممر المائي الاستراتيجي في العالم.
وازدادت المخاوف من تأثير هذه الاضطرابات على مسارات سلاسل الإمداد العالمية.
وفي سياق متصل، أعلنت إحدى شركات الشحن الألمانية، ظهر الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول عن أنها تدرس إيقاف الإبحار بصورة مؤقتة في البحر الأحمر، على خلفية التوترات التي تشهدها المنطقة، قبل أن تعلن بعدها بساعات عن إيقاف رحلاتها حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول. وقال متحدث باسم شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd -التي تسيطر على حوالي 7% من أسطول سفن الحاويات العالمي- إن الشركة تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن. ثم أعلن بعد ذلك عن قرار الشركة الذي تم اتخاذه عقب تعرض أحد سفنها لهجوم بالقرب من اليمن، والمرتبط بالتوقف عن الرحلات هناك حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
ويُعد مضيق باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن 12 بالمئة من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023 وكذلك ثمانية بالمئة من تجارة الغاز الطبيعي المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.