البحارة مقابل المهربين.. هل تسعى إيران لابتزاز اليمن بملف المحتجزين؟
وتداولت وسائل إعلام يمنية ودولية معلومات تكشف عن احتجاز الحرس الثوري الإيراني سفينة نفطية تجارية شرعية ترفع علم بنما في المياه الدولية من خليج عمان، كانت متجهة صوب اليمن وعليها 20 بحاراً يمنياً وعراقي واحد بزعم التورط بتهريب النفط الإيراني.
وفي الـ22 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، اقتحمت زوارق عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني سفينة “أريانا” التي تقل البحارة اليمنيين، وذلك على بعد ثمانية أميال بحرية من أقرب نقطة للسواحل العمانية.
بعد أيام على قرصنة السفينة، قام النظام الإيراني باقتياد السفينة إلى ميناء بندر عباس، وهناك خضع الطاقم لتحقيقات أمنية مكثفة، وتمت مصادرة هواتفهم فضلاً عن إفراغ الشحنة كاملة في “ميناء رجائي”، طبقاً للمعلومات.
وفي أحدث التفاصيل، قالت وزارة الخارجية اليمنية، إن النظام الإيراني قام باحتجاز 21 بحاراً يمنياً، فيما أبقى على اثنين من طاقم السفينة التي ترسو في ميناء بندر عباس الإيراني حالياً بعد أن أخضعوا لتحقيقات مكثفة ومصادرة هواتفهم وممتلكاتهم.
مخاطبة رسمية
وأكد مصدر من الخارجية اليمنية لوسائل إعلام، مخاطبة الوزارة السلطات العمانية وسفارة اليمن في إسلام آباد للتوسط لدى الجانب الإيراني، مع طلب سرعة الإفراج عن البحارة المحتجزين الذين أفرج عن 19 منهم، وتبقى اثنان بتهمة التهريب.
كما أوضح المصدر أن الخارجية خاطبت مصلحة الهجرة والجوازات بمنح أربعة من المفرج عنهم وثائق سفر، حتى يتمكنوا من الدخول إلى سلطنة عمان ومنها إلى اليمن.
وبحسب معلومات متداولة، فإن البحارين يعيشان ظروفاً صحية سيئة بسبب احتجازهما تعسفياً في سجن تابع للحرس الثوري الإيراني، سعيًا من النظام الإيراني لإرغامهما على الاعتراف بالتهريب، فضلاً عن مطالبة البحارة بغرامات تصل إلى 10 أضعاف قيمة الشحنة التي صادرتها.
ويعتقد مراقبون أن احتجاز إيران للبحارة اليمنيين مع أنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحركة الملاحة التجارية، إلا أنه يهدف لمساومة الحكومة اليمنية عقب ضبطها عدداً من سفن التهريب والزوارق الإيرانية المحملة بالمواد المخدرة والممنوعات بواسطة بحارة إيرانيين كانت في طريقها لذراعها ميليشيا الحوثيين.
يذكر أن في السابع من أبريل/نيسان الماضي ألقت قوات خفر السواحل اليمنية القبض على سفينة تحمل العلم الإيراني على متنها ثلاثة أطنان من الحشيش المخدر و173 كيلوغراماً من مادة الهيروين، وعليها سبعة بحارة إيرانيين.
وفي الـ11 من نوفمبر/تشرين الثاني ضبطت السلطات الأمنية اليمنية سفينة إيرانية تحمل مواد مخدرة، في ميناء حديبو بمحافظة أرخبيل سقطرى بعد عملية تتبع بناء على معلومات بتنسيق مع الجانب الأمريكي.