اخبار محليةصحيفة المرصد

الفلاح الذي لا يملك مزرعة لا تعنيه الغيوم

كتب. احمد السيد عيدروس

حين يلقي الفلاح بالبذور في الحقل
يكون مؤمناً أنه في المستقبل القريب سيحصد ثمار بذوره التي ألقاها

لكن خلال تلك الفترة عليه الإنتظار وهناك يتسلل إليه الشك

فالبذور التي إلتحفت بالتربة معرضة للتلف وهذه حقيقة

فليس كل بذرة يلقيها الشعب ستنبت له زعيماً كجمال عبدالناصر

فلربما يخرج له سفاحاً كموسوليني ،

ليتنا نعلم ما ستخرج به لنا تلك البذور التي رميناها للسلطة ،

هل الوطن حقل كبير تسللت إليه القوارض بعد إنهيار السياج ،

المرحلة القادمة رمادية للأسف ،
والأرض التي حرثناها أيضاً رمادية ،

فلا هي تربة سوداء خصبة ولا هي تربة بيضاء قاحلة،

فلا أنفصال قادم ولا وحدة باقية ،

يبدو أننا سنقف طويلاً في المنتصف في البقعة المظلمة ،

وإن كنا متفائلين سنسميها البقعة الرمادية ،

هل كنا مخطئين حين إخترنا أرضاً مستصلحة للزراعة حديثاً،

وجلبنا لها تربة وسماداً من أماكن عديدة ،

لماذا لم نختار أحد تلك الحقول التي زرعناها في الماضي ،

لماذا بنينا حول تلك الحقول سياجاً
وحظرنا على أنفسنا الإقتراب منها ،

هل لأن تجربتنا معها كانت مريرة !؟

هل لأن المحراث الذي بأيدينا مستأجر ولا نملك محراث خاصاً بنا ؟

هل نحن حقاً مزارعون يعشقون الحقول ؟

أم تُجاراً يريدون بيع المحصول ,

الحقيقة أننا وجدنا أنفسنا نحرث أرضاً رمادية بور و لا نعلم ما ستخرج به ،

وفي كل مساء نتذكر ذالك الفلاح الذي دفناه لأنه أخبرنا الحقيقية .

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى