اخبار محليةالأمناء نت

رياح الخوف تملأ المحيط .. هل تغرق أمريكا في البحر الأحمر ؟

رياح الخوف تملأ المحيط .. هل تغرق أمريكا في البحر الأحمر ؟

(الأمناء / تقرير خاص :)

هل فشلت الضربات الأمريكية في تأمين الملاحة الدولية ؟

هل تنذر الأوضاع بمزيد من التصعيد واتساع نطاق الحرب ؟

هل ستتخذ امريكا تدابير أكثر فاعلية لمواجهة التصعيد الحوثي ؟

هل سيظل تبادل الهجمات ” محلك سر” ؟

من الخاسر والرابح من هذا التصعيد  ؟

 

تواصل مليشيا الحوثيين تهديداتها باستهداف السفن التجارية الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل بالرغم من الهجمات التي شنتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والتي تبعتها غارات أمريكية محدودة على مواقع للمليشيا، وأيضا إعادة تصنيف الإدارة الأمريكية مليشيا الحوثيين جماعة إرهابية، لردعها عن الاستمرار في تهديد السفن التجارية في البحر الأحمر.

 

ومع ذلك لا يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التصعيد، فما حصل إلى الآن يمكن وصفه بأنه ذروة الردع الأمريكي للحوثيين، وقد يظل التوتر الحاصل الآن يراوح مكانه، فهو غير مكلف كثيرا للطرفين ولا تترتب عليه خسائر كبيرة تدفع نحو مزيد من التصعيد الذي ينذر باتساع نطاق الحرب في الإقليم، لكن لماذا فشلت واشنطن في ردع الحوثيين عن الاستمرار في تهديداتهم للملاحة عبر البحر الأحمر بذريعة مساندة قطاع غزة؟

 

– التصعيد الحوثي والردع الأمريكي

 

بدأت مليشيا الحوثيين باستهداف السفن التجارية الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل منذ أواخر أكتوبر الماضي، بعد فشلها في شن هجمات على مواقع للجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، لبعد المسافة، وعدم امتلاكها صواريخ أو طائرات مسيرة يصل مداها إلى هناك، بذريعة مساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني.

 

ولذا كان استهداف التجارة الدولية في جنوب البحر الأحمر الخيار السهل، إذ استخدم الحوثيون صواريخ كروز وطائرات مسيرة وزوارق سريعة، وقد أثمر ذلك سريعا، فبعض شركات الشحن الدولية علقت عملياتها في البحر الأحمر، وغيرت مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة أفريقيا، مما تسبب في زيادة تكاليف الشحن وتأخير وصول حمولات السفن.

 

بدورها، اتخذت الولايات المتحدة في بادئ الأمر تدابير دفاعية تتمثل في اعتراض صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة سواء التي أطلقوها باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة أو التي استهدفت بعض السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل. وبعد أن بدأت شركات الشحن الكبرى بتعليق عملياتها في البحر الأحمر، وتغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح، أصدرت الولايات المتحدة ودول أخرى تحذيرات للحوثيين تطالبهم بوقف تهديداتهم للملاحة أو مواجهة العواقب.

 

لكن مليشيا الحوثيين لم تأبه لتلك التحذيرات، وواصلت هجماتها (غير الدقيقة) على بعض السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، فضلا عن سفن أخرى. وردا على ذلك، شنت القوات الأمريكية والبريطانية هجمات على مواقع عسكرية للحوثيين في عدد من مناطق سيطرتهم، كأبرز رسالة قوية لردعهم عن الاستمرار في تهديد الملاحة عبر البحر الأحمر.

 

بيد أن ذلك لم يثنِ الحوثيين عن الاستمرار في تهديداتهم، وأعلنوا أنهم سيردون على تلك الهجمات بمبرر التضامن مع قطاع غزة ضد العدوان الصهيوني، كما هددوا بتوسيع نطاق عملياتهم العسكرية لتشمل السفن الأمريكية، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية لإعادة تصنيفهم جماعة إرهابية، وربط إمكانية إعادة النظر في ذلك التصنيف في حال توقفوا عن تهديد السفن التجارية.

 

– تدابير فاشلة

 

يتضح مما سبق أن الولايات المتحدة اتخذت تدابير متدرجة ضد الحوثيين لردعهم عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر، بدءا من اعتراض هجماتهم، ثم تحذيرهم، مرورا بشن هجمات على مواقع لهم، وانتهاء بتصنيفهم جماعة إرهابية عالمية، لكن كل تلك التدابير فشلت، ولم تنجح في ردع الحوثيين الذين أكدوا أنهم سيواصلون هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل وأيضا السفن الأمريكية.

 

وبالرغم من ذلك لا يبدو أن الولايات المتحدة ستتخذ تدابير أكثر فاعلية لردع الحوثيين، مثل شن عملية عسكرية شاملة وطويلة الأمد برا وجوا، فعملية من هذا النوع ستلقى رفضا حتى من بعض حلفاء أمريكا في المنطقة، مثل السعودية والإمارات، خشية تأثيرها على التوازنات القائمة في اليمن، فضلا عن الكلفة الكبيرة لعملية لا يبدو أن الجيش الأمريكي مستعد لها، لصعوبة التضاريس في اليمن.

 

كما أن القدرات العسكرية للحوثيين تفتقر إلى بنية تحتية كبيرة ومكشوفة يمكن للجيش الأمريكي القضاء عليها بسهولة وتكبيدهم خسائر فادحة وشل قدرتهم على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، فأسلحة الحوثيين منخفضة التكلفة وتم توزيعها وإخفاؤها في مخازن صغيرة متفرقة بمناطق سيطرتهم، وبالتالي ستظل الهجمات الأمريكية عليهم محدودة التأثير.

 

بدورهم، سيظل الحوثيون يواصلون هجماتهم، لأن كلفتها المادية قليلة قياسا بمكاسبها السياسية الكبيرة، كما أن خسائرهم جراء الهجمات الأمريكية محدودة أيضا، وبنفس الوقت فهي تمنحهم مكاسب أكثر من الخسائر، وتوظيف ذلك في البحث عن شعبية تمكنهم من حشد مزيد من المقاتلين في صفوفهم وتوظيف ذلك في معاركهم ضد الحكومة اليمنية الشرعية وحلفائها في الداخل.

 

الخلاصة، ستظل الولايات المتحدة تشن هجمات محدودة ومتفرقة على مواقع للحوثيين واعتراض هجماتهم على السفن التجارية، بصرف النظر عن فشل تدابير الردع تلك، فهي أصلا لا نيه لها بتدمير الحوثيين إلا إذا شنوا هجمات كبيرة ومتواصلة وكانت أضرارها كبيرة.

 

من جانبهم، سيظل الحوثيون يواصلون هجماتهم المحدودة غير مبالين بالضربات الأمريكية عليهم، بل فهم يرونها وسيلة لتعزيز موقفهم في الحرب الأهلية وجذب مجندين جدد في صفوفهم، فضلا عن حشد الدعم الخارجي من خلال تصوير أنفسهم كقوة صاعدة تواجه أمريكا وإسرائيل، لكنهم لن يغامروا بشن هجمات كبيرة وفعالة لعدم قدرتهم على تحمل عواقب ذلك.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى