ارتفاع تكاليف التأمين والنقل.. قرصنة حوثية تعصف بحركة التجارة الدولية
4 مايو / وكالات
أكد صندوق النقد الدولي ، تراجع حركة شحن الحاويات عبر البحر الأحمر إلى نحو 30 في المائة على أساس سنوي، بسبب هجمات مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- على السفن التجارية قبالة اليمن.
وتوقع صندوق النقد الدولي في تقرير له عن النمو الاقتصادي 2023، وقوع اضطرابات جديدة في السلع الأولية والتوريد، عقب تجدد التوترات الجغرافية-السياسية، ولا سيما في الشرق الأوسط..
مشيراً إلى ارتفاع تكاليف الشحن بين آسيا وأوروبا ارتفاعاَ ملموساَ، بسبب الهجمات في البحر الأحمر، والتي قال إنها “دفعت إلى تحويل مسار الشحنات لتدور حول إفريقيا”، وأضاف: “وبرغم أن الاضطرابات ظلت محدودة حتى الوقت الراهن، فلا يزال الوضع متقلبا”.
تراجع حركة الشحن في البحر الأحمر 30%
وأثار تصاعد الوضع الأمني في البحر الأحمر مخاوف حيال تأثير الصراع على حركة التجارة وتكاليف الشحن، فقد أعلنت عدد من شركات الشحن الكبرى تحويل مسار شحناتها عبر طرق ملاحية بديلة، مما قد تكون له تداعيات محتملة على سلاسل الإمداد العالمية وتجارة السلع الأولية، حسب تقرير صندوق النقد الدولي (مستجدات آفاق الاقتصاد الاقليمي- الشرق الأوسط – يناير 2024).
وخلال النصف الأول من عام، 2023 بلغ حجم تدفقات التجارة عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، حوالي 12% من التجارة العالمية، بما في ذلك 30% من حركة الحاويات العالمية، و15% – 10% من عمليات الشحن البحري العالمية، و8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال العالمية.
ويكشف التقرير الذي نشر الأربعاء 31 يناير عن تراجع عمليات الشحن عبر قناة السويس، فحتى 21 يناير، 2024 تراجع حجم عمليات الشحن عبر قناة السويس على أساس تراكمي خلال 10 أيام بما يقرب من 50% مقارنة بالعام الماضي.
إضافة إلى ذلك فقد ارتفعت تكاليف الشحن عبر الطرق التي تربط بين أوروبا/البحر الأبيض المتوسط والصين بما يزيد على 400% منذ منتصف نوفمبر، الأمر الذي يعكس مزيجا من ارتفاع تكلفة التأمين في ظل تفاقم المخاطر الأمنية وزيادة تكلفة النقل بسبب استخدام طرق ملاحية أطول من ذي قبل.
تزايد مخاطر التطورات السلبية
حسب التقرير الدولي فقد تفاقمت حالة عدم اليقين ومخاطر التطورات السلبية عبر اقتصادات المنطقة منذ أكتوبر، مع استمرار عدم الوضوح إزاء مدة الصراع ونطاق التصعيد، ويرى صندوق النقد الدولي أنه وإن ظل الصراع محصوراً في غزة وإسرائيل، فلا يزال الغموض الشديد وعدم الاستقرار يسيطران على الأوضاع.
وتؤكد هجمات الطائرات بدون طيار في البحر الأحمر خلال ديسمبر 2023 على صعوبة التنبؤ بتطورات المشهد، ومع تصاعد وتيرة الصراع، قد يشهد قطاع السياحة تداعيات محققة أكثر حدة أو ربما دائمة.
وفي حال استمر تفاقم الصراع في المنطقة، بما في ذلك هجمات مليشيا الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر والعربي فإن نشاط الشحن والتجارة الإقليمية يمكن أن يشهد تداعيات سلبية، بما في ذلك ارتفاع المخاطر المحيطة بطرق التجارة الأخرى، كما يمكن تبعا لذلك تشديد العقوبات أو القيود التجارية الأخرى، مما سيؤدي إلى اضطراب تدفقات التجارة وسلاسل الإمداد العالمية.