اخبار محليةالأمناء نت

صراع حضرموت.. من أروقة السياسة إلى الشارع .. الشعب ينتصر لنخبته ولمشروع استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة

صراع حضرموت.. من أروقة السياسة إلى الشارع .. الشعب ينتصر لنخبته ولمشروع استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة

(الأمناء نت / خاص :)

تظاهرة مليونية ترفع شعار “النخبة لكل حضرموت” وتعلن تمسكها بالانتقالي

الرئيس الزبيدي: لن يحفظ أمن الجنوب ويحمي مصالح الأشقاء غير أهل هذه الأرض

حضرموت توجه صفعة قوية لحملة مشاريع اليمننة والتفرقة

محاولات استهداف النخبة الحضرمية هو استهداف لحضرموت وأبنائها

أبناء حضرموت للحكومة: لا تعيدوا اختبار صبرنا فللصبر حدود

اتجه المجلس الانتقالي الجنوبي إلى استخدام ورقة الشارع ضدّ خصومه من أعداء الجنوب على النّفوذ في محافظة حضرموت، وذلك بعد أن كثّفت القوى الساعية للسيطرة على المحافظة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة حراكها السياسي وتحرّكاتها الأمنية لتحقيق هدفها.

وشهدت مدينة المكلاّ – مركز حضرموت – على مدى الأيام الماضية نشاطًا غير معهود استعدادا لتظاهرة شعبية مليونية دعماً للنخبة الحضرمية كان قد دعا المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تنظيمها السبت الماضي وسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من السكّان للمشاركة فيها لتكون بمثابة إثبات عملي لمدى جماهيريته في المحافظة التي يعتبرها جزءا رئيسيا لا مجال للتنازل عنه من دولة الجنوب المستقلّة التي يعمل على استعادتها.

 

شعبية الانتقالي واسعة النطاق:

وتحوّلت حضرموت، بسبب اتّساع مساحتها وانفتاحها على البحر وثراء أراضيها بالنفط، إلى مدار صراع شرس بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بشعبية واسعة النطاق في محافظة حضرموت الجنوبية من جهة، وبين حزب التجمّع اليمني للإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن ودعاة الجمهورية اليمنية الموحّدة من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، اللذين لا يحظيا بأي شعبية بحضرموت ساحلا وواديا من جهة مقابلة.

 

صراع المصالح الإقليمية:

وبالتوازي مع ذلك لم تغب أطراف إقليمية عن خلفية الصراع من خلال سعيها للإبقاء على حضرموت تحت سيطرة شخصيات وقوى مقرّبة منها بهدف مصالح استراتيجية لها بفتح منفذ آمنة عبرها باتجاه بحر العرب فالمحيط الهندي.

وتراوحت محاولات السيطرة على حضرموت من قبل خصوم الانتقالي بين المناورات السياسية المتمثّلة في إنشاء الهياكل الهشة، والتحرّكات الأمنية الهادفة إلى مدّ سيطرة القوات التابعة للسلطة المعترف بها دوليا والمخترقة إلى حدّ كبير من قبل جماعة الإخوان من منطقة وادي حضرموت باتّجاه منطقة الساحل التي تؤمنها قوات جنوبية من محافظة حضرموت وتابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل أبناء الجنوب من باب المندب غربا إلى محافظة المهرة شرقاً.

 

خروقات قوات “درع الوطن” باتجاهها لساحل حضرموت:

ووقفت المحافظة مؤخّرا على شفا المواجهة المسلّحة بين النخبة وقوات درع الوطن الخاضعة لإمرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي.

ومنذ إنشائها قبل نحو عام بمساعدة سعودية كبيرة تحاول قوات درع الوطن التمدّد خارج مناطق تمركزها في وادي حضرموت بشمال المحافظة باتّجاه منطقة الساحل بما في ذلك مدينة المكلاّ، حيث تتمركز بشكل رئيسي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

ومنعت قوات النخبة الحضرمية قبل نحو أسبوعين رتلا عسكريا تابعا لقوات درع الوطن من التوجّه إلى منطقة حصيحصة غربي المكلا، حيث كان يجري التحضير لإقامة معسكر دائم هناك.

ويقول سياسيون وقادة رأي محلّيون إنّ تحريك تلك القوات يجري بدوافع سياسية لا علاقة لها بالشأن الأمني، ويشيرون إلى عدم استقرار الوضع الأمني في منطقة الوادي وكثرة عمليات قطع الطرق هناك، حيث يفترض أن تركز قوات درع الوطن جهودها باعتبار تلك المنطقة موضع تمركزها الرئيسي.

وكانت قد وصلت في أكتوبر الماضي إلى المحافظة تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات درع الوطن، قادمة من السعودية، حيث تمّ تنظيمها وتسليحها وتدريبها، وشرعت في الانتشار في مديريات الوادي الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح.

وتعتبر سيطرة الإخوان تحت أي مسمّى على منطقة ساحل حضرموت خطّا أحمر بالنسبة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويترافق التنافس على السيطرة الميدانية على حضرموت مع حراك سياسي مواز تجلّى خصوصا في إنشاء مجلس حضرموت الوطني الذي أعلن الصيف الماضي عن تأسيسه في الرياض من قبل قوى مناهضة للانتقالي الجنوبي.

وفي خطوة لاحقة لم تنفصل عن جهود حزب الإصلاح لانتزاع حضرموت وعدد من محافظات الجنوب من دائرة نفوذ الانتقالي، شهدت الأسابيع الأخيرة صدور بيان موقّع من قبل العشرات من السياسيين ورجال القبائل يطالبون فيه الأمم المتحدة ودولا إقليمية بمساعدتهم على تأسيس ما يعرف بـ”الإقليم الشرقي” الذي يضمّ إلى جانب حضرموت كلا من محافظات شبوة والمهرة وسقطرى والذي تم وأده قبل ميلاده كونه لقي رفضا قاطعا من أبناء حضرموت ومشائخها وأعيانها وشخصياتها الاجتماعية والاعتبارية ونخبها السياسية والمجتمعية وكل أطياف الشارع الحضرمي ككل.

 

تظاهرة مليونية ترفع شعار “النخبة لكل حضرموت”

وفي إطار التحرك الشعبي المساند لقوات النخبة الحضرمية والرافض لتواجد أي قوات عسكرية أخرى شهدت مدينة المكلا عصر أمس فعالية جماهيرية حاشدة أعلنت رفضها القاطع والمطلق لأي محاولات لاستبدال قوات النخبة الحضرمية بأي قوات عسكرية أخرى، مجددة التأكيد على تمسكها بمشروع الدولة الجنوبية ورفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيم حضرموت وإعادتها مرة أخرى إلى باب اليمن.

وتوافد الآلاف من مختلف مديريات حضرموت إلى مدينة المكلا منذ الساعات الأولى من صباح السبت، للتعبير عن رفضهم لأي محاولات للمساس بقوات النخبة والمطالبة بانتشارها في الوادي حضرموت، وتنديدا بسوء الأوضاع المعيشية والخدمية.

وألقيت خلال الفعالية التي رفعت خلالها صور الرئيس الزبيدي وأعلام دولة الجنوب العديد من الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن موقف أبناء حضرموت الداعم لقوات النخبة الحضرمية ورفض أي تواجد لأي قوات عسكرية، كما أعلنت تمسكها بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس.

وصدر عن المليونية بيان سياسي مهم تلقت “الأمناء” نسخة منه فيما يلي نصه:

“لقد احتشدنا هذا المساء، (أمس) من كل أصقاع حضرموت المترامية الأطراف، ساحلا وهضبة وواديا وصحراء، في هذه المليونية المباركة، بإذن الله، بمباركة وتأييد من المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، احتشدنا  بهذا الزخم الجماهيري لنجدد دعمنا الكامل لقوات النخبة الحضرمية الباسلة، ولنؤكد على الإرادة الحضرمية الصلبة في استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة والتي عبر عنها ابناء حضرموت في كل الفعاليات السابقة، كما يجدد ابناء حضرموت مطالبتهم العاجلة بمعالجة الوضع المعيشـي والالتزام بتقديم الخدمات الأساسية، وإجراء المعالجات اللازمة في الحكومة وسلطات الدولة.

يا جماهير حضرموت خاصة والجنوب عامة.. لقد أثبتت الأحداث التي كنا شهودا عليها جميعا، والتي جرت على أرضنا منذ دحر فلول الإرهاب والتطرف في أبريل عام 2016 وحتى اليوم عن أهمية ما أنجزته قوات النخبة الحضرمية، مسنودة بقوات الأمن العام من استقرار أمني وسلم مجتمعي في عموم ربوع الساحل الحضـرمي، وكانت قوات النخبة فعلا لا قولا، هي صمام الأمان في الساحل الحضرمي.

لقد تحققت تلك الإنجازات بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ثم بفضل التحام والتفاف جماهير حضرموت حول قوات النخبة الحضرمية، بصفتها منجزا عسكريا وطنيا، ساهمت دول التحالف العربي في إنشائه وتشكيله وامداده بالمال والعتاد، وهي قوات قوامها شباب وقادة من أبناء هذه الأرض، استشهد منهم العشرات في سبيل تحقيق تلك المنجزات، وان احتشادنا اليوم في هذه الفعالية هو دعما لقوات النخبة الحضرمية وتثمينا لجهودها، وتعبيرا عن تمسكنا ودفاعنا عما تحقق من إنجازات أمنية عظيمة،  لمسناها واقعا معاشا، تمثل في استتباب الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي في الساحل الحضرمي ، وللمطالبة بأن يستتب الأمن والاستقرار أرض حضرموت عامة، من خلال بسط النخبة الحضرمية يدها على كامل التراب الحضرمي ، ساحلا وواديا وصحراء، وتسليمها لقواتنا الجنوبية من ابنائها.

إن محاولات تهديم هذه المنجزات هو استهداف لحضرموت وابنائها كافة، وان تزوير الإرادة الحضرمية، لن يتأتى من خلال نشر الفوضى، ولن نسمح نحن ابناء حضرموت بالقفز على واقعنا وتطلعاتنا، وان اي محاولات من هذا القبيل ستفشلها هذه الجماهير، مثلما أفشلت مؤامرات شبيهة لها منذ أعوام مضت، كما نؤكد على ان استمرار حرمان ابناء حضرموت من الخدمات الاساسية واستهدافهم في معيشتهم وحقوقهم لن يضعفهم ولن يهزمهم، وسيكون وبالا على من يقف خلف هذا الحرمان وهذه الحرب الخدمية.

وعليه فإننا ومن هذه المليونية نوجه ندائنا لأشقائنا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا مجلس القيادة الرئاسي بضرورة التدخل السريع والعاجل لإيجاد حلول  لهذه الكارثة المرتبطة بحياة وقوت أسرنا، وفي مقدمتها أزمة التدهور المتسارع في صرف العملة المحلية، الأمر الذي يعكس نفسه على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية ومختلف السلع والخدمات، في ظل تدني المرتبات وتأخر صرفها عن موعدها .. إضافة إلى معاناة شعبنا المستمرة مع الكهرباء لاسيما ونحن مقبلين على فصل الصيف.

لقد كررنا مطالبنا المشـروعة هذه في أكثر من مناسبة، ومع الأسف تزيد معاناتنا كل يوم، وإننا لا نرى اي مبرر لتأخر مجلس القيادة الرئاسي في اتخاذ التغييرات اللازمة للإصلاح والمعالجة وتحمله مسؤولية فشل السلطات التنفيذية، وندعو الى اتخاذ قرار فوري بتغيير الحكومة التي اثبتت فشلها، وإننا نعلنها هذه الليلة ونقول لمن بيده السلطة، لا تعيدوا اختبار صبرنا ، فإن لكل شي حدود، وحدود صبرنا ينفد، وحينها لن تنفع المهدئات والمسكنات لأن الإعصار الجماهيري قادم لامحالة أن استمرت الأوضاع المعيشية تسير بهذا التدحرج المتواصل إلى الهاوية.

إن هذه الجماهير المحتشدة في المكلا تضامنا وتأييدا لقوات النخبة الحضرمية والأمن العام وتنديدا بما آلت إليه أحوال الناس من تدهور شامل لكل شيء،  تود التأكيد على مايلي من قضايا :

اولا:- ان إرادة ابناء حضرموت ثابتة وتمثلها هذه الجماهير الصادقة من على الأرض، نحو استعادة دولتنا الجنوبية الفدرالية كاملة السيادة، ونحذر من محاولات تزوير إرادة ابناء حضرموت.

ثانيا: أن نخبة حضرموت هي منجز حضرمي جنوبي وطني، وتجربة أمنية أثبتت نفسها، محمية بجماهيرنا الحضرمية الباسلة، سنحافظ عليها وسنحميها، ونجدد مطالبنا بتمكين قوات النخبة الحضرمية من السيطرة على كل بقاع حضرموت ساحلا وواديا وصحراء، وتسليم محافظتنا لأبنائنا لحمايتها وحماية مصالحها.

ثالثا:- نطالب مجلس القيادة الرئاسي والسلطة الشرعية بسرعة إنجاز متطلبات المرحلة الراهنة في مايتعلق بملف الخدمات وإيقاف التدهور المتسارع في صرف العملة المحلية .

رابعا: يؤكد الحشد الجماهيري على أن المرتبات هي استحقاق مالي للموظف وللعامل وليس منة من السلطة أو اكرامية من أحد، وعليه يجب الإسراع في صرف المرتبات في موعدها المحدد دون تأخير أو مماطلة بما في ذلك صرف المستحقات المالية الأخرى من علاوات سنوية وغيرها من استحقاقات.

اخيرا نجدد شكرنا لكل من بارك ودعم هذه الفعالية التضامنية مع النخبة الحضرمية والتنديد بسوء الأوضاع الخدمية والمعيشية، وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل شعبنا وحامل راية استقلاله واستعادة دولته، والذي نؤكد على ضرورة فرض شراكته الحقيقية في إدارة شؤون المواطنين في حضرموت وكل محافظات الجنوب.

الرئيس الزُبيدي لجماهير مليونية المكلا: لن يحفظ أمن الجنوب إلا أهله

شهدت مليوينة النخبة لكل حضرموت، كلمة للرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية، وجهها إلى الحشد الجماهيري، بمدينة المكلا عصر أمس السبت، تضامنا مع قوات النخبة الحضرمية، ورفض محاولات المساس بها.

 

وقال للجماهير “نُحييكم بتحية الثورة والثوار، تحية العزة، تحية السلام لأهل السلام، في أرض حضرموت الأمن والسلام وفي كافة ربوع وطننا الجنوبي الحبيب.

 

وأضاف “يسعدني اليوم أن أشارككم جمعكم هذا المليوني العظيم للتضامن مع القوات المسلحة الجنوبية الباسلة عامة، ومع قوات النخبة الحضرمية بوجه خاص، والتي سطّرت نموذجا فريدا في مدن ساحل حضرموت منذ تحريرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، في عام 2016م”.

 

وأوضح “لقد عانت حضرموت والجنوب عامة منذ اجتياح يوم السابع من يوليو 1994م، كل صنوف القمع والإجرام، قبل أن ينتهي الأمر إلى تسليم مدينة المكلا وساحل حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كما سلّم شركاؤهم العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب لميليشيا الحوثيين الإرهابية في العام 2015م، فاستنهض شعبنا وحشد كافة قواه وإمكاناته بعزيمة لا تلين”.

 

وأكد “قيّض الله إلى جانب شعبنا النصير والحليف من الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومثّل الحضور والدور الميداني الفاعل لقوى شعبنا الجنوبي، إلى جانب الإسناد الجوي والدعم الكبير من الأشقاء علامة فارقة في حسم الصراع، إذ تكللت تلك الجهود بتحرير معظم أرض الجنوب الحبيبة من الميليشيات الإرهابية”.

 

ولفت إلى أنه “شكّل يوم الرابع والعشرون من ابريل 2016م، لحظة حاسمة في تاريخ هذه المدينة المسالمة، كيف لا وهو اليوم الذي تنفست فيه الصعداء، حيث شهدت إطلاق معركة تحرير المكلا، وتطهير ساحل حضرموت وهضبتها من عناصر التنظيمات الإرهابية، والتي شكلت بانطلاقتها نقطة محورية على طريق تأسيس وبناء قوات النخبة الحضرمية مواصلة لأمجاد التاريخ العسكري بحضرموت التي سطرها جيش البادية الحضرمي”.

 

وأشار إلى “ما مثله من ركيزة راسخة انخرطت من خلاله حضرموت في تأسيس الجيش الجنوبي غداة الاستقلال الوطني المجيد عام 1967م ، وها هي حضرموت اليوم ومن خلال قوات نخبتها الفتية تجسد أحد أهم النجاحات والانجازات التي شهدتها في العصر الحديث، إن لم تكن هي الإنجاز الأعظم الذي يحق لنا أن نفخر ونفاخر به”.

 

وقال “قوات النخبة الحضرمية باتت تشكل عماد الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، وتتكامل مع بقية قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة في بقية أرض الجنوب لتشكل حائط صد منيع في وجه قوى الغزو والإرهاب، وبناء على ذلك باتت المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة الفارقة تقتضي الإسراع في تعميم تجربة النخبة الحضرمية وما تحقق من نجاحات على أيادي وجهود هذه القوات إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت”.

 

ونبه إلى أنه “لن يحفظ أمن الجنوب ويحمي مصالح الأشقاء والأصدقاء في هذه البقعة الحيوية من العالم غير أهل هذه الأرض ورجالها، وتلك حقائق أثبتتها تجارب التاريخ القديم والحديث، وأبرز دليل على ذلك هو النجاح الكبير الذي حققته قوات النخبة الحضرمية في حفظ أمن المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مقابل الفوضى العارمة التي تعيشها مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، وهو ما يوجب العمل دون تأخير لتوسيع تجربة النخبة وتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، لقوات جنوبية من أبنائها”.

 

ونوه بـ”ما تشهده جبهات العزة والكرامة بمختلف محاورها في عموم أرض الجنوب الحبيبة، من عمليات تصعيد وحشود وهجمات عدائية من قبل ميليشيات الحوثيين الإرهابية، في محاولة منها لإعادة اجتياح الجنوب، وفي ظل مساعيها لحرف الأنظار عن تلك الهجمات الإرهابية والعمليات العدوانية التي تستهدف أرض الجنوب، وفي مقدمتها ما تشهده جبهة بيحان العزة والصمود من هجمات متكررة، تؤكد إن تلك الميليشيات ترفع شعار نصرة فلسطين في حين تمارس أعمال الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في الجنوب واليمن، وتمارس التضليل الإعلامي بأبشع صوره لحشد الشباب والرمي بهم في المهالك، وجمع التبرعات واستمالة الرأي العام، وخداع الشعوب الشقيقة والصديقة بشعارات ظاهرها مناصرة المظالم وباطنها الغزو والإرهاب وخدمة المصالح الإيرانية، في محاولة منها لتبيض صفحتها الملطخة بالدماء والدمار والإرهاب والغزو والحروب الفاشية”.

 

وأكد أن “ما تنفذه تلك الميليشيات الإرهابية من هجمات وتحشيد عسكري ومحاولة غزو الجنوب من جديد، بالتزامن مع عملياتها التي تستهدف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، تؤكد بأنها تمثل أكبر تهديد للأمن القومي والغذائي للجنوب، وللاقتصاد الدولي، وللأمن والسلم الدوليين، وهو ما يستوجب تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية وتضافرها لمواجهة هذه المهددات الخطيرة، ولقد حان الوقت لإعادة تصويب البوصلة وتصحيح المعادلة، على الوجه الذي يضع الأمور في نصابها ويُنهي حالة المراوحة التي بات الجنوب ضحيتها والمتحمل لأعبائها”.

 

واستطرد “عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء أولوية لدعم جهود السلام والحوار والتفاوض والحلول السلمية، كخيار دائم، وأبدينا ولا زلنا دعمنا للجهود التي يبذلها الأشقاء والاصدقاء في الإقليم والعالم بهدف الوصول إلى سلام عادل وشامل ومستدام، يعالج كافة القضايا وفي طليعتها قضية شعب الجنوب، إلا إن ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية تؤكد عدم جديتها وعدم استعدادها للسلام”.

 

وأردف “شهدت الأوضاع الاقتصادية أزمة خانقة متأثرة باوضاع الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، ولقد تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر منذ تنفيذ هذه الميليشيات هجماتها على موانئ الضبة في حضرموت، والنشيمة في شبوة، والتي تسببت بتوقيف تصدير النفط والغاز، علاوة على أن استهداف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، قد أنتج أزمة إنسانية كارثية باتت تهدد حياة الشعب كافة من أبناء الجنوب واليمن، وهو ما يتطلب اجراءات عاجلة في إطار مبادرة إقليمية ودولية تنقذ شعبنا من هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة”.

 

وخاطب أبطال القوات المسلحة الجنوبية الباسلة، بقوله “أنتم حماة الوطن، وأمان المواطن، ودرع الجنوب، وطوق أمنه، وحزام أمن الجزيرة العربية، لقد جسدتم أروع ملاحم الفداء والتضحية في مختلف ميادين البطولة، وقدمتم تضحيات كبيرة في سبيل أمن واستقرار وطننا الجنوبي الحبيب، ولا زلتم وستظلون تجسدون أروع قيم التضامن والدفاع عن النفس وحماية المدنيين والذود عن حمى أرض الجنوب الطاهرة، وهذا قدرنا وقدركم، ولكنكم أثبتم للخصوم قبل الحلفاء بأنكم الحصن المنيع الذي تتحطم على عتباته جحافل الغزو الحوثي-الإيراني، ويرسي مداميك دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدودها، وفق أسس صلبة تستلهم الدروس والعبر من تجارب الماضي المريرة، وتمضي صوب المستقبل بروح جديدة ومبادئ قويمة وهوية تاريخية وعقيدة وطنية متماسكة، عمادها إعلاء مصالح شعب الجنوب فوق كل مصلحة واعتبار”.

 



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى