واشنطن تقرّ بموجة صواريخ حوثية استهدفت سفينتي شحن
وكانت واشنطن قد نفذت نحو 15 ضربة على أراضٍ يمنية خاضعة للحوثيين وساندتها لندن 3 مرات ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني)، إثر تصعيد الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، ضد إسرائيل.
وجددت الحكومة اليمنية التأكيد على أن الحل لتأمين الملاحة ليس في الضربات الأميركية والبريطانية، ولكن في دعم قدرات قواتها الشرعية لاستعادة السيطرة على الأرض بما في ذلك تحرير الحديدة وموانئها.
6 صواريخ
في بيان للقيادة المركزية الأميركية، أقرت بأن الحوثيين المدعومين من إيران شنوا هجمات بـ6 صواريخ باليستية لاستهداف سفينتين في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، يوم الثلاثاء، دون سقوط ضحايا.
وأوضح البيان أنه في 6 فبراير (شباط) نحو الساعة 1:45 صباحاً حتى 4:30 مساءً (بالتوقيت العربي)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران 6 صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضاف أن 3 من الصواريخ حاولت ضرب سفينة «ستار ناسيا»، وهي ناقلة بضائع مملوكة ومدارة من اليونان وترفع علم جزيرة مارشال، وكانت في خليج عدن في نحو الساعة 3:20 صباحاً، عندما أبلغت عن انفجار بالقرب منها ما تسبب في أضرار طفيفة ولكن لم تقع إصابات.
وتابع البيان أنه في الساعة الثانية بعد الظهر سقط صاروخ آخر في المياه القريبة من السفينة دون أي تأثير، في حين اعترضت المدمرة «يو إس إس لابون» في الساعة 4:30 مساءً، التي تعمل بالقرب من السفينة «ستار ناسيا»، صاروخاً باليستياً ثالثاً مضاداً للسفن، مع التأكيد على أن السفينة صالحة للإبحار وتستمر نحو وجهتها.
ورجح البيان الأميركي أن الصواريخ الباليستية المضادة للصواريخ الثلاثة المتبقية كانت تستهدف سفينة «مورننغ تايد» وهي سفينة شحن مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بربادوس وكانت في جنوب البحر الأحمر، حيث سقطت الصواريخ الثلاثة في المياه القريبة من السفينة دون أن يكون لها أي تأثير، وأن السفينة تواصل رحلتها ولم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
وكان المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية قد أعلن، الثلاثاء، تبني جماعته إطلاق صواريخ وصفها بالمناسبة ضد السفينتين «ستار ناسيا» و«مورننغ تايد»، زاعماً إصابتهما إصابة مباشرة.
وإذ تجاوزت الهجمات الحوثية نحو 42 هجوماً منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أفادت القيادة المركزية الأميركية، الثلاثاء، بتدمير زورقين مفخخين كانا يشكلان خطراً وشيكاً على السفن، بالتزامن مع تأكيد هيئة بريطانية وقوع هجوم جديد ضد إحدى السفن في خليج عدن.
وتبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطبة له، الهجمات الجديدة، وزعم أن الولايات المتحدة باتت تموه سفنها بعلم جزر مارشال خوفاً من الاستهداف، مشيراً إلى أن جماعته مستمرة في التصعيد، ولن يهمها حجم التضحيات طالما أنها باتت تقارع أميركا.
دعم الحكومة هو الحل
يؤكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني وكبار المسؤولين الحكوميين خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الأميركيين والأوربيين أن الضربات ضد مواقع الحوثيين ليست الحل وأن دعم الحكومة وقواتها هو الخيار الأمثل لاستعادة المؤسسات وإرغام الجماعة على السلام.
آخر هذه اللقاءات جمع في الرياض، الأربعاء، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ومبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن تيم ليندركينغ، والسفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن.
ونقل الإعلام الرسمي أن اللقاء تطرق إلى الدعم الأميركي المطلوب لتعزيز موقف الاقتصاد اليمني، بما في ذلك «تخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني».
وبحسب وكالة «سبأ»، تطرق اللقاء إلى التطورات الإقليمية، وتداعيات الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني على الأمن والسلم العالميين، وأكد العليمي التزام المجلس الذي يقوده والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل في اليمن بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص قرار مجلس الأمن 2216.
كما أكد العليمي دعم مجلس القيادة والحكومة للجهود التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة لإحياء مسار السلام في بلاده بناء على نتائج المساعي الحميدة السعودية.
وكان وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري قد بحث، الثلاثاء، في الرياض، مع السفير الأميركي ستيفن فاجن والملحق العسكري، تطورات الأوضاع في البحر الأحمر وخليج عدن وتهديد طرق الملاحة الدولية وتصعيد ميليشيا الحوثي الإرهابية على المستويات كافة.
وأكد الوزير الداعري – طبقاً للإعلام الرسمي – أن دعم الحكومة الشرعية وقواتها على الأرض هو السبيل الأمثل لاستعادة الدولة وتأمين ممرات وطرق الملاحة العالمية، مشيراً إلى الضغوط الدولية على قوات الشرعية لإيقاف تحرير محافظة الحديدة بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من تحريرها.
هذا الموقف الحكومي اليمني تزامن مع استمرار التصعيد الحوثي الميداني داخلياً وحشد المزيد من القوات وشن الهجمات لا سيما باتجاه شبوة ومأرب، فضلاً عن التصعيد على جبهات تعز.
في هذا السياق، أفاد الإعلام الرسمي بأن الجماعة الحوثية قصفت حياً سكنياً في تعز، الأربعاء، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة شقيقه.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصادر محلية قولها إن «الميليشيات الحوثية شنت قصفاً مدفعياً على حي البعرارة، بمدينة تعز؛ حيث سقطت إحدى القذائف على منزل أحد المواطنين، ما أدى إلى احتراقه ومقتل الطفل مازن سلطان سيف (14 عاماً) وإصابة شقيقه (13 عاماً) بجروح بليغة نُقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج».