هل تبتلع السعودية الطُعم؟"
اجتمع الامير خالد بن سلمان ، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية مع ما أسموه كبير المفاوضين الحوثيين.. ماالذي دار في هذا اللقاء وكيف كانت لغة الطرفين ، وكيف نظر المراقبون للقاء .
قال محمد عبدالسلام لـ�الشرق الأوسط�: لقاؤنا مع �الإخوة� في السعودية عالج عقبات خريطة الطريق، ومشهد السلام في اليمن �يسير بشكل جيد، سواء منذ بدء الهدنة الأممية في 2022 وكذلك من خلال النقاشات مع الجانب السعودي برعاية عمانية وهي تسير بشكل جيد حتى الآن.
ذلك ما صرح محمد عبدالسلام عقب اللقاء لكبرى الصحف السعودية.
الكاتب والمحلل السياسي خالد سلمان علق على تصريحات محمد عبدالسلام “مع فاصل زمني عمره شهر وبضعة أيام إنتقل محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثي ،من تسمية السعوديين بالأشقاء إلى الإخوة وقبلهما بالعدو التاريخي ورأس الشر وقائدة العدوان.
حدث هذا في لقائه مع “الشرق الأوسط” ، الصحيفة السعودية الأوسع إنتشاراً والمقربة من صانع القرار.
ليست المشكلة هنا ماذا قال القيادي الحوثي ، المشكلة التي تفتح على قلق متنامٍ : لماذا تعيد السعودية إنتاج الحوثي ثانية، بإخراجه من خانة الإرهاب الدولي إلى الشريك المؤتمن.
السعودية توفر للحوثي قارب نجاة من العزلة ، تحصنه من العقوبات الدولية القادمة ، وتحيل مؤشر التعامل معه كجماعة رديفة لداعش والقاعدة ، إلى جماعة وطنية لاقلق من تسليمها مقاليد حكم اليمن بالتفاوض التآمري المنحاز لها ، أو كسلطة أمر واقع.
إعادة تسويق الحوثي يمنحه مساحة وقت لمغادرة أزمته السياسية العسكرية المميته ، وإستعادة قدراته ، ما يلحق الضرر بالداخل وبمشروع التسوية، ومع وقبل وأثناء ذلك أمن الإقليم والجوار.
السعودية تشتغل على ملف أمنها الداخلي في معزلٍ عن الأمن المترابط المتداخل ، وإن كان على حساب الجميع.
هذه ليست برجماتية ولا واقعية سياسية ،هذه مغامرة مع طرف ليس سيداً لقراره، ومثل هكذا سياسة سعودية ربما ستؤجل الخطر قليلاً ولكنها لن تلغيه، يمكن شراء التهدئة مع الحوثيين لبعض الوقت ، ولكنها لاتستطيع أن تقطع يقيناً ماذا عن خطوتهم التالية ،وفي كل الأحوال ببقاء الحوثي قوياً ستبقى مصالح السعودية، رهن صواريخ إيران و تحت الطلب” .
وأضاف سلمان “حديث كبير المفاوضين الحوثيين بلغة ذل واطية وناعمة عن السعودية ، والإشارة إلى القنوات المفتوحة مع الرياض ، تعبر عن إنكسار غطرسة القوة، والفرار نحو الحديث عن تسوية ليست لذاتها، بل كملاذ حماية آمن ، من قذف القوة الحوثية جراء إستمرار القصف إلى مادون القاع.
الحوثي المصنف إرهابياً ، يحاول أن يعود كجماعة سياسية من بوابة خارطة الطريق، وبيع للسعودية والداخل والعالم بضاعته الفاسدة كطرف تسوية، وهو يشهر في وجه الجميع السلاح.
مهما قال محمد عبد السلام من مدائح في القصر الملكي ، ومهما حاولت الأطراف الأُخرى رفع سقف العداء للسعودية ووصفها بقرن الشيطان، فإن الحقيقة التي لم تعد قابلة للتصديق، تنفي وجود حمائماً وصقوراً في المستوى القيادي الحوثي، وأن المسألة كلها مجرد إستغفال وتوزيع أدوار.
غزل كبير المفاوضين للسعودية ،هو مجرد إستجداء من موقع الضعف ،لقطع الطريق على شطبه كلياً كجماعة إرهابية من معادلة التسوية.
وتبقى المسألة هل تبتلع السعودية الطُعم؟”
المصدر