لا مستقبل لوطن يضرب فيه المعلم !
إضراب المعلمين قد لا يهز شعرة في مفرق أي مسؤول نسي أنه كان ذات يوم تلميذاً، ناهيك عن أن كثيراً من المسؤولين، إلا من رحم ربي، كانوا خائبين في المدرسة أو كان الغش من استراتيجيات عبورهم من المدرسة إلى الإدارة والوزارة. لذلك، فالصورة النمطية في أذهانهم هي أن التدريس والتعليم وظيفة من تقطعت به السبل، وقصرت به الحيلة والفهلوة والتطلعات نحو الصعود على أي سلم كبهلوانات السيرك والقرود.
أخلاقياً،
ينبغي أن تنسق إضرابات المعلمين مع بقية نقابات موظفي الجهاز الإداري كلها بلا استثناء، فكل من في هذا الجهاز الإداري كان المعلمون هم السلالم التي عبروا أو صعدوا بها إلى وظائفهم ومراكزهم وامتيازاتهم. ليست النقابات فقط، بل الشعب كله، فلا أحد خارج دائرة القهر والمعاناة سوى اللصوص والانتهازيين.
وسياسياً،
لا يليق بمن ظلوا يهزون كراسي النظام وأدواته منذ ما قبل 2011 أن يقفوا الآن في الشموس يحملون يافطات مطلبية، بانتظار أن يستجيب من كان يرتجف ذات يوم ، ثم هو الآن يضع رجلاً على رجل، وربما يقول في نفسه، ضاحكاً: ستتعبون!
عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً ثورته على اللصوص والحرامية!
د. سعيد الجريري