مقتل القائد الإرهابي باطرفي إنجاز للقوات الجنوبية في حربها على الإرهاب
4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري
مثل إعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفاة زعيمه المدعو خالد باطرفي ضربة كبرى للتنظيم المتطرف وإنجاز آخر يضاف للنجاح الساحق التي حققته القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب.
في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على الإنجازات الكبيرة التي حققتها قواتنا الجنوبية من خلال العمليات العسكرية التي اطلقتها في ملاحقة تنظيمات الشر والإرهاب في محافظتي أبين وشبوة.
*سهام الشرق كانت البداية
بعد أن فرضت القوات الجنوبية سيطرتها الكاملة واستطاعت اجتثاث التنظيمات الإرهابية المتطرفة من العاصمة عدن وجارتها لحج،كانت الأنظار متجهة نحو محافظة أبين وبدأت الاستعدادات لمداهمة أوكار الإرهاب،ودك معاقل التطرف التي تتمركز فيها هذه التنظيمات الإجرامية منذ سنوات.
وبتاريخ 23/8/2022 اعلن المجلس الانتقالي الجنوبي انطلاق الحملة العسكرية الجنوبية والتي حملت تسمية سهام الشرق،بمشاركة قوات الحزام الأمني وشرطة محافظة أبين،وقوات محور أبين ومساندة المقاومة الجنوبية.
ورغم صعوبة الأرض،والتكوينات الجبلية المعقدة،والرمال الشاسعة إلا أن القوات الجنوبية نجحت في استئصال التنظيمات الإرهابية التي ظلت لعقود تنهش في جسد أبين وتعيث في أرضها الخراب والدمار والموت.
وتمكنت القوات الجنوبية المشتركة وخلال وقت قياسي من فرض السيطرة وتأمين المناطق المحيطة بالعرقوب وحتى مناطق الخضر في إطار مديرية خنفر،وصولاً إلى أحور أكبر مديريات محافظة أبين الساحلية.
ونجحت القوات المشتركة خلال هذه المرحلة في تصفية أوكار العناصر الإرهابية،والسيطرة على عدد كبير من مخازن الأسلحة والمتفجرات وأجهزة الاتصالات،قبل أن تتواصل العمليات القتالية وتصل القوات الجنوبية إلى وادي موجان بأحور وهو أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة.
*تالضربة التي قصمت ظهر القاعدة
رغم لجوء التنظيم الإرهابي لزرع العبوات الناسفة في الطرق واستهداف الآليات العسكرية بالمتفجرات إلا أن القوات الجنوبية واصلت حملتها الناجحة فاستطاعت السيطرة على معسكر عكد في لودر ومعسكر السرى قرب مودية،كما أمنت مفرق الوضيع وعزان.
وكانت الضربة القاصمة للتنظيم عندما اتجهت القوات الجنوبية نحو وادي عومران والذي لم يجرؤ أحد من قبل حتى على التفكير باقتحامه بس تحصينه الكبير وتضاريسه المعقدة والاستماتة الكبيرة التي اظهرها تنظيم القاعدة في الدفاع عن معقله عبر تفخيخ الطرق والوديان وعمليات التفجير الإرهابية بالعبوات الناسفة.
وخلال اسابيع قليلة اعلنت القوات الجنوبية المشتركة سيطرتها الكاملة على الوادي ومقتل المئات من الإرهابيين وفرار الكثير منهم باتجاه محافظة البيضاء الشمالية.
وبسقوط وادي عومران تلقى التنظيم ضربة قاصمة افقدته التماسك وتحول إلى شراذم متفرقة تعمل بشكل منفرد على تنفيذ عمليات فردية كمحاولة لإثبات الوجود.
*سهم الجنوب ينطلق نحو شبوة
انطلقت عملية سهام الجنوب في شبوة بعد أيام من انطلاق سهام الشرق وحققت خلال مرحلتها الأولى التي استمرت ليومين فقط كثير من الأهداف التي انطلقت من اجلها.
وكانت عملية سهام الجنوب اكثر دقة حيث انطلقت بخطة مدروسة مسبقاً نجحت في استئصال أوكار القاعدة في وادي ,,سرع,, ,,والطفة,, و,,مذاب,, في المصينعة بمحافظة شبوة خلال وقت قياسي.
*إعلان مقتل أمير القاعدة
آخر الضربات التي تلقاها تنظيم القاعدة هو مقتل قائده خالد باطرفي والذي حاول التنظيم المتطرف التكتم على خبر مقتله على يد القوات الجنوبية في محافظة أبين عبر الإعلان عن وفاته بصورة طبيعية.
العديد من المصادر أكدت أن زعيم القاعدة قتل خلال اشتباكات مع القوات الجنوبية وأن أمير القاعدة لم يكن يعاني من أي أمراض خطيرة،وظهر في تسجيل مصور في شهر يناير الماضي وهو بكامل صحته.
العديد من المحللين العسكريين والمتخصصين في شؤون القاعدة اكدوا أن التنظيم ظل طوال تاريخه يحاول التستر على مقتل قياداته،عبر إشاعة أخبار وفاتهم بصورة طبيعية وهي محاولة من قبل التنظيم لإنكار اختراقه والوصول إلى رأس الهرم القيادي وبالتالي زعزعة ثقة المنتمين للتنظيم بأنفسهم وبقيادتهم في وقت أصبح فيه التنظيم عاجزاً عن لملمة صفوفه بعد أن فقد مناطق نفوذه على وقع ضربات القوات الجنوبية المشتركة.
*إشادة محلية ودولية بانجازات القوات الجنوبية*
حظيت الإنتصارات التي حققتها القوات الجنوبية بإشادة وتقدير المجتمع المحلي والإقليمي والدولي،حيث استقبل اهالي المناطق المحررة من تنظيم القاعدة القوات الجنوبية بترحيب كبير،وعبر الكثير منهم عن تقديرهم لتضحيات القوات الجنوبية وتخليصهم من شر التنظيمات الإرهابية التي ظلت تمارس اعمالها الإجرامية بحق الأهالي طوال عقود.
*إقيليمياً ودولياً
عبر التحالف العربي عن دعمه وتقديره للعمليات العسكرية التي شنتها القوات الجنوبية لضرب الإرهاب،وقال أن محاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره مسألة تهم العالم أجمع ويجب أن يضطلع بها العالم كله.
الولايات المتحدة الأمريكية قالت أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها القوات الجنوبية أمر جيد للأمن والاستقرار في العالم كله،مؤكدة أن الإنتصارات التي حققتها تعتبر أكبر انتصار ضد التنظيم الارهابي من بين كل العمليات التي انطلقت ضد التنظيم منذ عقود.
*هل يمثل مقتل باطرفي بداية نهاية التنظيم الإرهابي*
قال عدد من المختصين بشؤون القاعدة أن مقتل زعيم القاعدة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يعيشها التنظيم بعد أن فقد مناطق نفوذه وسقطت بيد القوات الجنوبية،سيكون ضربة موجعة للقاعدة،وسيحدث مزيد من التشرذم والخلافات بين عناصر القاعدة وهي خلافات عميقة ومتجذرة بين قيادات التنظيم عززها سقوط معاقل التنظيم ومقتل زعيمه بيد القوات الجنوبية.
ورغم كل الضربات التي تلقاها التنظيم إلا أنه يبقى خطراً ماثلاً وسيبقى قادراً على شن عمليات فردية خاطفة وهو ما يتطلب الوقوف إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية حتى القضاء على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بصورة نهائية.