المقالات

تكريم صامت وخجول لمعلم بعد الاعتداء عليه

لاول مرة في تاريخ مدينة عدن يتم تداول حادثة الاعتداء على معلم في المدرسة بهذه الصورة من التضخيم والإثارة ، حيث شغلت هذه الجريمة المصورة بالفيديو الشارع العدني طيلة الشهر وتنوعت ردات الفعل تجاه هذه الحادثة الغريبة على المدينة المسالمة ، في بداية الأمر كانت حادثة طارئة تم التعامل معها وفق الإجراءات القانونية المتعارف عليها في القطاع التربوي وسارت الإجراءات دون صخب ، ووفقا لصلاحيات المكتب التربوي في العاصمة عدن باشرت إدارة التربية والتعليم في المدرسة والمديرية والمحافظة إجراءتها فورا واتخذت مايلزم حيال ذلك بعيدا عن الأضواء والإثارة وبعد مضي الاسبوع تقريبا على وقوع حادثة الاعتداء تسرب فيديو يظهر الواقعة بشكل أثار العاملين في القطاع التربوي والتعليمي واستفز الشارع المحلي والخارجي ، وتحولت الحادثة إلى قضية كبيرة شغلت كل الأوساط حتى تحولت إلى تظاهرة شعبية للتعبير عن تداعيات الحادثة سلبا وايجابا وخاض في تحليلاتها الخائضون.

الجميل في ردات الفعل تجاه حادثة الاعتداء ، أن كل التحركات كانت صادقة ، واتجهت نحو رفع معنويات المعلم وجبر خاطره وتعزيز ثقته بنفسه ليواصل مشواره النبيل الذي أخذ اسمه جزء منه ، وتشجيعه ليتجاوز الأزمة وينسى معاناتها الاليمة على كل معلم وليس هو فقط .

في الأيام الأخيرة اتجهت كثير من التفاعلات الانسانية وفي هذا الموسم المبارك في أيام وليالي شهر رمضان المبارك نحو تكريم الاستاذ نبيل المعتدى عليه من قبل الطلاب في المدرسة ، بدأت حملات اجتماعية حتى وصلت إلى قمة هرم السلطة بعناية معالي رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك ومعالي وزير الخدمة المدنية عبدالناصر الوالي مشكورين على تحركهم الاصيل والوفي للمعلم وان كنا نتشوق لمشاهدة أو سماع صوت معالي وزير التربية والتعليم طارق العكبري ولو حتى ببرقية مواساة ينقلها عنه مكتبه أو القسم الإعلامي للوزارة ، ونحن نثق ثقة كبيرة بالحرقة والمراراة والأسى الذي يشعر به معالي الوزير طارق العكبري لما تعرض له أحد موظفي وزارته المعلم نبيل في مديرية دارسعد.

ما افتقدناه في التفاعل الانساني مع قضية الاعتداء على المعلم من قبل الجميع مجتمع مدني وسلطة عليا في الدولة ، أن التكريم للاستاذ جاء في محله واعطى تعبيرا اجتماعيا وحكوميا صادقا تجاه الوفاء للمعلم ، لكنه وللاسف الشديد أخذ جانبا واحدا من ميزان الإنصاف وجبر الخواطر وتشجيع المعلم ليواصل مسيرته التربوية متجاوزا هذه المحنة حيث غاب عن التكريم التشديد على معاقبة المعتدين وتجريم حادثة الاعتداء وكان يفضل أن يكون التكريم والتجريم معا في حدث واحد علني وبالصوت والصورة وباصدق المشاعر عند تكريم الاستاذ وبأشد العبارات عند تجريم حادثة الاعتداء ويرافق ذلك إصدار قرار يفرض عقوبات مشددة على كل من يقترف جريمة بحق المعلم لفظيا وجسديا ونفسيا وتجريم ذلك حماية لمكانة المعلم الاجتماعية.

كنا نتمنى أن يسجل حوارا تعبيريا من معالي وزيرا الخدمة المدنية والتربية والتعليم معا ومع معالي رئيس الوزراء يبث عبر القناة الرسمية بتكريم الاستاذ رفعا لمعنويته وتشجيعا لعودته إلى التدريس بثقة واحترام وكذا بتجريم الاعتداء على اي معلم ، فلعل مثل هذا التصرف يكسر حاجز الخوف الذي أصاب المعلمين من تكرار حوادث الاعتداء بالضرب والإهانة اللفظية وكسر النفس وتحطيم المعنويات والإذلال الاجتماعي ، لعل معالي رئيس الوزراء ووزيرا الخدمة المدنية والتربية والتعليم يبنون بهذا التكريم وقرار التجريم تحصينات دفاعية صلبة حول المعلمين بتصريحات مشتركة من قبلهم تعيد للمعلم وضعه الطبيعي بعد أن اهتزت معنوياته جراء الاعتداء بالضرب على زميل لهم .

ثم شكرا جزيلا لكل من جبر بخاطر الاستاذ نبيل وكرمه لرفع معنوياته وشجعه كي يعود واثقا بنفسه قويا شامخا نال شرف الاعتذار له ولسائر زملائه المعلمين في أعلى مستوى شعبي وحكومي حتى يعلم الجميع أن الاعتداء على المعلم ليس بالسهل بالاعتذار له يتطلب اعتذار الشعب بكامله وحكومته ذاك لانه المعلم أيها السادة الطلاب.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى