دور القوات الاماراتية بعدن غير مجرى الحرب وموازين القوى
(الأمناء نت / خاص :)
مع مرور تسع سنوات كاملة على ذكرى الانتصار الملحمي العظيم في عدن وتحريرها من المليشيات الحوثية الإرهابية، كانت الرسالة الجنوبية الكبيرة هي أنها العاصمة الوحيدة التي قهرت المشروع الفارسي.
عواصم عربية عديدة طالتها المخططات الإيرانية المشبوهة، حيث حرّكت طهران مليشياتها لضرب الاستقرار في هذه المناطق.
إن القوات المسلحة الإماراتية شاركت منذ الدقيقة الأولى لعاصفة الحزم التي انطلقت في الساعة الأولى من فجر 26 من مارس (آذار) 2015م، عبر مقاتلات من القوات الجوية الإماراتية. وتمكنت بالاشتراك مع مقاتلات السعودية من تحييد الدفاع الجوي اليمني الذي استولى عليه الإنقلابيون في صنعاء، وهي أول عملية عسكرية من نوعها يتم فيه تحييد الدفاعات الجوية للعدو.
ولم يقتصر دور الإمارات على الغارات الجوية، بل تم الدفع أيضاً بقوات برية عبر البحر لمشاركة القوات الوطنية في جنوب اليمن تحرير عدن وبقية المدن الجنوبية، لتواصل الإمارات عقب التحرير عملية التعمير ودعم البنى التحتية وترميم المباني الحكومية ومراكز الشرطة والمدارس ومطار عدن الدولي جراء ما لحق بتلك المرافق من دمار على يد الميليشيات العدوانية. وواجهت السلطات الحكومية في عدن تحدياً آخر تمثل في هجمات إرهابية طالت الحكومة اليمنية وقوات التحالف في عدن.
في منتصف مارس (آذار) 2016م كانت قوات الحزام الأمني التي يشرف عليها التحالف العربي تخوض مواجهات في حي المنصورة وسط عدن، في حين شاركت مقاتلات الإمارات بقصف مواقع الجماعات المسلحة، لتنتهي المعركة بتطهير المنصورة، بعد أن كانت مسرحاً للجريمة والاغتيالات. ولم يقتصر دور الإمارات على عدن بل تم تحرير الحوطة في لحج وزنجبار أبين وحضرموت التي حولها تنظيم القاعدة إلى بؤرة إرهابية لأكثر من عام. وانتزعت القوات الإماراتية والسعودية واليمنية مدينة المكلا من قبضة القاعدة في أبريل نيسان الماضي، قبل أن تدشن أبوظبي جهودها الإنسانية في حضرموت..
ووضعت العاصمة عدن، ضمن هذا المخطط المشبوه، حيث سعت تيارات الإرهاب لاحتلالها إلا أن الجنوب وضع حدا لهذه المخططات المشبوهة وأنقذ العاصمة من مؤامرة مشبوهة.
عدن شهدت قبل تسع سنوات انتصارا على المليشيات الحوثية، قاد إلى تحرير العاصمة من الاحتلال الحوثي، ليتوقف مخطط تمدد المشروع الفارسي الإيراني على أعتاب الجنوب.
وطّدت هذه المعركة التاريخية، من الأهمية التي تحظى بها العاصمة عدن كونها تشكل بوابة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومع نجاحات عدن في فرض هذه المعادلة العسكرية، فإنَّ هذا الأمر يجدّد التأكيد على ضرورة المحافظة على الاستقرار في العاصمة كونها تشكل جزءا أساسيا من منظومة الاستقرار في المنطقة.
وفيما توصف عدن بأنها عاصمة القرار، فإن القيادة الجنوبية تولي اهتماما هائلا بحماية منظومة الاستقرار في العاصمة، وتفويت الفرصة عن أي محاولة لتصدير الفوضى إلى أرجائها.
يعني ذلك أن العاصمة عدن ستظل تحظى بمكانة مرموقة على صعيد كونها عاصمة أبدية للجنوب، لها دور كبير على الصعيدين السياسي والعسكري.