المقالات

لرئيس الوزراء ومحافظ عدن .. هل تعلمان أن العام 2024م له صيف أيضاً؟

تقول الحكاية الشعبية أن كلباً ضالاً كان يعاني من صقيع البرد كلما جن عليه الليل الشتوي البارد إلى درجة الصقيع، فهو ينام في أي مخبأ أو تحت أي شجرة أو في أي جحر أو زقاق مكشوف على هواء الشتاء القارس، وتضيف القصة أن الكلب كلما اشتد عليه البرد تذكر أن عليه أن يتخذ بيتاً دافئاً حتى يقيه برد الشتاء وحر الصيف فيتخذ قراراً بأن يشرع في الغد ببناء البيت.

لكن دفء النهار وشمسه الحارة تنسيانه برد الليل فلا يتذكر المهمة إلا حينما يجلده البرد في الليلة التالية، وهكذا يظل في هذه الحلقة المفرغة يقرر ليلاً بناء البيت وينسى القرار نهاراً حينما يستمتع بحر الشمس ودفئها.

* * *

هل يتذكر السيد رئيس الوزراء وعود سلفه المتعلقة بتحسين خدمة الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة لها؟ وهل يتذكر هو وزملاؤه الوزراء كمية الصخب والضجيج والتذمر والقرف الذي ظل الناس يعبرون عنه في آخر صيف (2023م) مثلما في كل صيف مما مضى، بسبب أزمة الكهرباء وندرة الوقود وما تترتب على ذلك من أزمات خانقة تمثل حفلات تعذيب مؤلمة للمواطنين في عدن وكل المدن الساحلية؟

يعلم الجميع أن كل صيف يمر على عدن يكون حديث الكهرباء هو الحديث الأكثر صخباً والأعلى صوتاً، فترتفع شكاوى المتذمرين، ويكتب الكتاب ويتحدث المتحدثون ويلعن اللاعنون ويشيد المشيدون، ويتذكر المألومون زمنا كان انقطاع الكهرباء فيه لساعة أو بضع دقائق يسبقه إعلان قبل 24 ساعة عبر كل وسائل الإعام لتحذير المواطنين بضرورة الحفاظ على أجهزتهم الكهربائية؟ وهكذا تتقاطر وعود الحكومات بالحل الناجع لأزمة الكهرباء في الشتاء القادم، لكن وبمجرد مرور الصيف وبداية الفصول المعتدلة (الخريف والشتاء) ينسى الناس موضوع الكهرباء لانشغالهم بمواجع وآلام وعذابات أخرى ليست الحكومة بعيدةً عن التسبب بها، ثم تتصرف الحكومات المتعاقبة وكأن ذلك كان آخر صيف تشهده عدن والبلاد عامةً.

أردت من خلال هذا المنشور أن أذكر رئيس الوزراء ووزير الكهرباء ومحافظ عدن على وجه الخصوص، باعتباره من وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي المعبر عن آلام وتطلعات وأحلام وأمال الجنوبيين، وكل وزراء الحكومة بطبيعة الحال، بأن العام 2014م هو مثل كل الأعوام فيه صيف وهذا الصيف سيكون حاراً مثل كل الأعوام وستكون أزمة الكهرباء مثلما كانت في الأعوام الماضية إن لم تكن أسوأ بسبب تقادم البنية التحتية وتضاعف عدد المستفيدين من هذه الخدمة المتهالكة، فماذا أنتم فاعلون لمواجهة الأزمة قبل حلولها؟

وأرجو أن لا تقولوا كما قال أحد ممثلي الحكومة من على إحدى القنوات الفضائية منذ سنوات: إن الحرَّ جاء مفاجئاً لنا هذا العام!!! فالحر لا يفاجئ أحداً لأنه رديف لكل صيف في كل عام في كل المناطق الساحلية الحارة منذ إن خلق الله هذه الأرض حتى يرثها ومن عليها وما عليها، ولا يتفاجأ به إلا الأغبياء وعديمو الإحساس وعديمو الشعور بالمسؤولية وما أكثرهم في هذه البلاد الطيبة.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى