خط "المسيمير – مثلث العند" طريق الموت الذي يحصد أرواح الأبرياء
تكتنف مخاطر ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﺨﺎﻭﻑ ﻋﺪﻳﺪﺓ جميع ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻣﻦ المواطنين وﺳﺎﺋﻘﻲ اﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ والمركبات وغيرهم الذين يمرون على الخط الممتد من وإلى “المسيمير – مثلث العند” في محافظة لحج، كل ذلك جراء ﺗﻬﺎﻟﻚ هذا اﻟﻄﺮﻳﻖ الذي يعتبر ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ الذي يربط معظم المديريات بعاصمة المحافظة والعاصمة عدن، ويستفيد منه بشكل أساسي سكان مناطق المسيمير الحواشب وكرش والقبيطة وغيرهم من أبناء المحافظات المجاورة.
ويذهب الكثير من الأبرياء المسافرون ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﻭﺷﻴﻮﺥ، ضحايا لحوادث مرورية تحصل على إمتداد هذا الخط المتهالك والذي تكثر فيه التشققات والحفريات، حيث لا ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﺮ ﻳﻮﻡ ﺇﻻ ومعها يأتي نبأ ﺑﻮﻗﻮﻉ ﺣﺎﺩﺙ أو أكثر يتوزع بين اﻧﻘﻼﺏ ﻟﺸﺎﺣﻨﺔ أو سيارة أو تصادم بين مركبتين أو خراب واضرار تلحق بممتلكات المواطنين ووسائل مواصلاتهم جراء خروج هذا الطريق بشكل شبه كلي عن صلاحية الاستخدام.
وأطلق المواطنون والسائقون، ﻣﻨﺎﺷﺪﺍﺕ عديدة وﻣﺘﻜﺮﺭﺓ مصحوبه بالنداءات ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺎﺕ، وجهوها ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﺤﺎفظة لحج وللحكومة ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ لعلهم يتدخلون ﻹﺻﻼﺡ ﻭﺗﺮﻣﻴﻢ وتأهيل ﻫﺬﺍ الطريق ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ الاستراتيجي والذي يمثل احد أهم شرايين حياة الناس وخط الأمداد الرئيس لجبهتي الحواشب وكرش الحدوديتان ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ.
وﺃﻭﻗﻒ الأﻫﺎﻟﻲ في مرات عدة ﺣﺮﻛﺔ سير المركبات اﺣﺘﺠﺎﺟﺎً منهم ﻋﻠﻰ تردي وسوء أوضاع واحوال هذا الطريق، ورفضاً لاﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭللتجاهل ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﻋﺪﻡ التدخل لصيانة هذا الخط الاسفلتي وتأهيله لكن دون فائدة.
ولحقت في العام 2015، الكثير من الاضرار الجسيمة في طريق “المسيمير – مثلث العند”، جراء الضربات الجوية التي استهدفت أهداف ومركبات مليشيا الحوثي التي كانت التي كانت تستخدم الطريق في الترحال والتنقل مما أحدث فجوات عميقة أدت لعرقلة السير وتسببت في حوادث مرورية حتى اليوم، ورغم مرور أعوام على إعلان التحرر وتطهير الأرض من تلك الفلول الغازية إلا أن طريق “المسيمير – مثلث العند” لايزال في حالة ووضعية رديئة وسيئة يرثى لها.
ويتعرض المسافرين على خط”المسيمير – مثلث العند” لخسائر فادحة، فهناك من يفقد حياته وآخر تدمر ممتلكاته، والجميع يدفع ثمن وضريبة التجاهل والإهمال، يقول أحد السائقين، ﻧﺤﻦ نخاطر بحياتنا عند مرورنا على هذا الطريق المتهالك نتيجة كثرة التشققات والنتؤوات والحفريات التي الحقت الضرر بمركباتنا وتسببت بالكثير من الحوادث التي أودت بحياة عشرات الأبرياء، ونتذكر الماسأة التي حصلت في أحد الأيام عندما شاهدنا حادث صدام مؤسف بين سيارة صالون من أبناء القبيطة وشاحنة نقل ثقيل مما أدى لوفاة ما يزيد عن 4 أشخاص وإصابة آخرين إصابات بليغة، وهذا الحادث المروع يضاف إلى سلسلة الحوادث التي سبقت وتسببت في وفاة الكثير من المواطنين الأبرياء.
ﻭﺃﺷﺎﺭ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭإﻧﻘﻼب المركبات واﻟﺸﺎحنات ووسائل النقل على هذا الخط الحيوي الهام، ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ حالة ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ واللامبالاة وﺍﻟﻔﺸﻞ الذريع للحكومة والمسؤولين، مؤكداً بان ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ الاستراتيجي يشهد تضيق المساحة وانتشار ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ وﺗﻬﺎﻟﻚ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻹﺳﻔﻠﺘﻴﺔ مما جعله يتحول ﺇﻟﻰ كابوس يقض مضاجع الجميع، حيث تسببت تلك العوامل ﻓﻲ ﺍﻧﺰﻻﻕ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ وﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ إلى الأسفل ﻭﺣﺪﻭﺙ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺧﻼﻝ الفترة القليلة الماضية.
ويمر ﻃﺮﻳﻖ “المسيمير – مثلث العند” في الوقت الراهن، ﺑﺄﺳﻮﺃ ﺣﺎلاته بعد الخراب والتدمير الذي لحق به نتيجة الضربات الصاروخية وإنتهاء العمر الافتراضي لمادة الإسفلت وهو بحاجة ماسه وبشكل عاجل لأعمال صيانة وترميم وتأهيل، حيث ﺗﻀﺮﺭﺕ ﻃﺒﻘﺔ الإسفلت فيه ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ تشققات ونتؤاءات وﺣﻔﺮﻳﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎﺋﻦ محكمة ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ والدراجات النارية وغير من وسائل النقل ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ وﺣﻤﻮﻻﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ حصول ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻣﺮﻭﻋﺔ وشنيعه ومؤسفه.
وﻧﺎﺷﺪ أهالي مديريات المسيمير وكرش والقبيطة المستفيدين من هذه الطريق، الأخوة مدير عام صندوق صيانة الطرق، وقيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج ممثلة بالمحافظ اللواء الركن أحمد التركي، والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي، سرعة التدخل لإنهاء المعاناة اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮضون لها يوميا جراء هذه الطريق التي لايوجد لهم بديلا عنها واصبحت تمثل مصدر خطر يتهدد حياتهم وأرواحهم وممتلكاتهم، مطالبين ﺑﺴﺮﻋﺔ اعتماد وﺇﻧﺠﺎﺯ مشروع لصيانة وتأهيل الطريق ﻭﺗﺮميمه ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ انتشار ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وللتقليل من نسبة ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ تكبدوها ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ والتي قد تتضاعف مستقبلا ﻓﻲ حال استمر هذا الصمت والتجاهل الذي تبديه اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ.
من جهتهم، ناشد مشائخ وعقال من المسيمير معالي وزير الأشغال العامة والطرقات ومدير عام صندوق صيانة الطرق والجسور المركز الرئيسي عدن ومحافظ المحافظة وكافة الجهات ذات العلاقة، سرعة التدخل وانقاذ حياة المواطنين الذين يستخدمون طريق “المسيمير – مثلث العند”، في تنقلاتهم وقضاء احتياجاتهم اليومية، والعمل على إعادة صيانة وتأهيل هذا الطريق الحيوي الهام والذي يعتبر شريان حياة لسكان عدد كبير من المناطق والمديريات والمحافظات، سيما وقد ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة ضحايا الحوادث المروية التي تحصل في هذا الخط بشكل ملفت وغير مسبوق.
مشيرين إلى أن المسيمير تعد أول مديرية تقوم بتقديم التنازل عن حصتها من نسبة ميزان قياس حمولة المركبات الواقع في منطقة مثلث العند التابعة للمسيمير إداريا وجغرافيا وذلك قبل أكثر من 3 أعوام على أن تقوم إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور بإصلاح وتأهيل خط مثلث العند لكن لم يحصل شيء من هذا القبيل.
وفي سياق متصل، ﻛﺸﻔﺖ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ مرورية ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ عشرات الأشخاص ﺗﻮﻓﻮﺍ ﻭﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺳﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻖ “المسيمير – مثلث العند”، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺮضه ﻟﻠﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ وغياب دور السلطات وانعدام عمليات ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ والتأهيل ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، واوضحت الإحصائية بان هذا الطريق يعد اﻟﻤﻨﻔﺬ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ لسكان الكثير من مديريات محافظة لحج النائية والمديريات المجاورة، ومن ﺃﻫﻢ ﻃﺮق الجنوب الاستراتيجية الهامة التي تربط لحج وﺃﺭﻳﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، والذي ﻭﻗﻌﺖ فيه ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ، ولفتت الإحصائية إلى أن الطريق تحول في الفترة الأخيرة ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﺬ ﻭﺣﻴﺪ ورئيسي لسكان عدد كبير من المناطق الذين يعتمدون عليه في حركتهم وتنقلاتهم وقضاء احتياجاتهم اليومية، واصبح اليوم وﺃﻛﺜﺮ من ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ مهدداً بالخروج عن صلاحية الاستخدام ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ تداركه بالمعالجات السريعة ﻭالعمل على تأهيله وﺇﺻﻼحه قبل فوات الآون.